أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2022
2116
التاريخ: 12-1-2016
1994
التاريخ: 2024-09-12
281
التاريخ: 9-7-2020
1936
|
يشكل الإيمان بالله دافعاً إلى تمتين العلاقات الرحمية، منسجماً بذلك مع المطلب الفطري الإنساني في الميل إلى الأرحام كالأب والأم والأخ والأخت... فإذا لم تتوفر أخوّة الإيمان في الأهل، لا تسقط متطلبات العاطفة الرحمية، التي يشجع عليها الإسلام. قال الإمام الرضا عليه السلام: ((بر الوالدين واجب، وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق))(1). فحب الوالدين بالإحسان إليهما والعطف عليهما ومد يد العون إليهما، شرط أن لا يكون مساعدةً على الظلم والانحراف والمعصية، قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15] .
تتحمل الأم معناة الولادة والتربية لولدها، وتضحي من أجله بصحتها ونومها وحياتها، كما وصفها الإمام زين العابدين عليه السلام في حديثه عن حق الأم: ((فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحداً أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد احداً، وأنها وَقَتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقتها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض.
فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها. وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثدييها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه))(2) ، فولدها جزء منها، وتتحمل منه ما لا تتحمل منه القليل القليل من تصرفات أولاد الآخرين معها.
كما أن لها مكانتها بالنسبة إليه، فهو قطعة خرجت من جسدها، وخالط لحمها ودمها وغذائها... فيتولد من ذلك علاقة متينة، يعززها السلوك والمعاملة الحسنة، ثم يزداد الحب والعلاقة بين الطرفين مع مرور الزمن للدافعين: الدافع الداخلي الغريزي من ناحية، والدافع الخارجي بسبب السلوك الإيجابي وحسن التعاطي من ناحية أخرى.
فنرى حباً متمايزاً بين أم وابنها أو بنتها أكثر من أم أخرى مع ولدها، مع أن الدافع الغريزي الذاتي واحد بالنسبة للجميع، ولهذا الأمر علاقة بالدافع الخارجي الذي يتأثر بالتربية والتصرفات الإيجابية التي تنعكس على السلوك، ويتكرر هذا الأمر في كل العلاقات الإنسانية، بتفاوتٍ طبعاً في القوة والضعف، ولكن باشتراك في الميل الإنساني للعلاقات الاجتماعية بين الأرحام أو الأصدقاء... كقاعدة في أُلفة النوع الإنساني مع بعضه.
_________________________________
(1) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج71، ص72.
(1) الحراني، تحف العقول، ص263.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|