المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

ثيوبنتون الصوديوم Thiopentone sodium
12-1-2022
الاتجاه المركب في معرفة وفهم القرآن
23-09-2015
بماذا نتختّم؟
2024-01-29
التطور التاريخي ( للاعتداء على العملة) في العصور الوسطى
20-3-2016
النظرية الكلاسيكية للمجال classical field theory
22-4-2018
تأثير دوبلر
18-7-2017


عناوين للحب / حب الوالدين  
  
2081   11:46 صباحاً   التاريخ: 27-11-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص140ــ142
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

يشكل الإيمان بالله دافعاً إلى تمتين العلاقات الرحمية، منسجماً بذلك مع المطلب الفطري الإنساني في الميل إلى الأرحام كالأب والأم والأخ والأخت... فإذا لم تتوفر أخوّة الإيمان في الأهل، لا تسقط متطلبات العاطفة الرحمية، التي يشجع عليها الإسلام. قال الإمام الرضا عليه السلام: ((بر الوالدين واجب، وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق))(1). فحب الوالدين بالإحسان إليهما والعطف عليهما ومد يد العون إليهما، شرط أن لا يكون مساعدةً على الظلم والانحراف والمعصية، قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15] .

تتحمل الأم معناة الولادة والتربية لولدها، وتضحي من أجله بصحتها ونومها وحياتها، كما وصفها الإمام زين العابدين عليه السلام في حديثه عن حق الأم: ((فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحداً أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد احداً، وأنها وَقَتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقتها وغمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض.

فرضيت أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها. وكان بطنها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثدييها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه))(2) ، فولدها جزء منها، وتتحمل منه ما لا تتحمل منه القليل القليل من تصرفات أولاد الآخرين معها.

كما أن لها مكانتها بالنسبة إليه، فهو قطعة خرجت من جسدها، وخالط لحمها ودمها وغذائها... فيتولد من ذلك علاقة متينة، يعززها السلوك والمعاملة الحسنة، ثم يزداد الحب والعلاقة بين الطرفين مع مرور الزمن للدافعين: الدافع الداخلي الغريزي من ناحية، والدافع الخارجي بسبب السلوك الإيجابي وحسن التعاطي من ناحية أخرى.

فنرى حباً متمايزاً بين أم وابنها أو بنتها أكثر من أم أخرى مع ولدها، مع أن الدافع الغريزي الذاتي واحد بالنسبة للجميع، ولهذا الأمر علاقة بالدافع الخارجي الذي يتأثر بالتربية والتصرفات الإيجابية التي تنعكس على السلوك، ويتكرر هذا الأمر في كل العلاقات الإنسانية، بتفاوتٍ طبعاً في القوة والضعف، ولكن باشتراك في الميل الإنساني للعلاقات الاجتماعية بين الأرحام أو الأصدقاء... كقاعدة في أُلفة النوع الإنساني مع بعضه.

_________________________________

(1) العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج71، ص72.

(1) الحراني، تحف العقول، ص263. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.