أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2023
3880
التاريخ: 10-10-2014
1964
التاريخ: 10-10-2014
1369
التاريخ: 27-09-2015
2385
|
قال تعالى : {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل : 18].
اختلف المفسرون في مكان هذا الوادي ، فمن قائل : انه في الطائف ، وقائل هو بالشام ، ومهما يكن فإن الآية تدل على ان للنمل إدراكا ولغة ونظاما ، وهذا ما أثبته العلم ، أما معرفة سليمان بلغة النمل فلا تفسير لها إلا بالمعجزة الخارقة .
وتسأل : كيف سمع سليمان كلام النملة ، وبينه وبينها من البعد ما اللَّه أعلم به ، مع ان أحدنا لو أدخل النملة إلى أذنه لا يسمع لها صوتا ؟ .
وجاء في بعض الروايات ان الريح حملت لسليمان كلام النملة . ويؤيد هذه الرواية قوله تعالى : فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ - 36 ص .
{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل : 19]
حين طلب سليمان من ربه أن يهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده أراد بالملك تسخير الرياح والجن والطير ونحوه ، لأن التمكين في الأرض قد منحه اللَّه إلى كثيرين ، ولما أتى سليمان على وادي النمل ، وحملت له الريح قول النملة وفهم معناه أدرك بأن هذا مما لا يكون لأحد من بعده ، فاغتبط بهذه النعمة ، وأدى حقها بالشكر للَّه ، ومجرد الشعور بأن هذه النعمة من اللَّه هو نوع من الشكر ، وأعظم أنواعه هو عمل الخير لوجه الخير .
وكما دلت الآية على ان لسليمان دولته وجنوده ، وان اللَّه سبحانه قد ألهمه العلم بلغة النملة ومنطقها فقد دلت أيضا على ان للنملة دولتها ورعيتها ، وان اللَّه قد ألهمها العلم ببعض الآدميين وأسمائهم ، وإلا فمن أين لها العلم بأن هذا القادم العظيم بموكبه وجنوده هو سليمان بن داود ؟ . . انها عظيمة في عالمها تماما كسليمان في عالمه ، وانها تعدل في الرعية ، وترفق بها ، وتسهر على مصالحها ، وتؤدي حق الولاية كاملة ، كما يفعل سليمان وغيره من ولاة الحق والعدل .
ومن تأمل وتدبر حادث النملة مع سليمان ينتهي إلى العبر والعظات التالية :
1 - ان النظام والتقدير يعم ويشمل جميع الكائنات من أصغر صغير كالنملة إلى أكبر كبير كالمجرّات : ولا تفسير لهذا النظام الدقيق ، والتدبير العجيب إلا بوجود قادر عليم : (وخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) - 2 الفرقان .
2 - ان المشاركة الوجدانية والشعور بالمسؤولية نحو الآخرين لا يختص بالإنسان ، بل يعم ويشمل الحيوانات والطيور والحشرات . . فهذه الذرة التي لا تكاد ترى بالعين حين أحست بالخطر على جماعتها ، وأبناء جنسها وقفت تحذرهم وتقول : « ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وجُنُودُهُ » . وقد أورد أهل الاختصاص العديد من الشواهد على هذه الحقيقة من حياة الحيوان .
3 - ان اللَّه سبحانه إذا أنعم على عبد من عباده بنعمة كالعلم أو السلطان وغيره فعليه أن يشكر اللَّه ويتواضع له وللناس ، ولا يأخذه الخيلاء والعجب ، ويتطاول بنعمة اللَّه على الآخرين ، وأن يكون على يقين بأن هذه النعمة قد أنعم اللَّه بمثلها وبخير منها على أضعف الكائنات ، وان الإنسان ليس هو الكائن المدلل الذي خصه اللَّه بفضله ورحمته دون الخلق أجمعين . . وقد أثبتت الكشوف العلمية ان هناك أكوانا أعظم من هذا الكون الذي نراه ، وانه لا أحد يستطيع معرفة حقيقتها إلا خالق الكائنات ، وان الإنسان بالنسبة إليها ليس شيئا مذكورا . .
ويومئ إلى ذلك قوله تعالى : ( لَخَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) - 57 غافر .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|