أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2019
1607
التاريخ: 25-6-2019
2230
التاريخ: 20-9-2019
2118
التاريخ: 7-2-2017
1961
|
الرسول (صلى الله عليه وآله) يعرض نفسه على القبائل:
في كتاب دلائل النبوة عن الزهري قال: كان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم، ويكلم كل شريف قوم لا يسألهم مع ذلك إلا أن يؤووه ويمنعوه، ويقول: لا أكره أحدا منكم على شئ، من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذاك، ومن كره لم اكرهه، إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من القتل حتى ابلغ رسالات ربي، وحتى يقضي الله عزوجل لي ولمن صحبني بما شاء الله، فلم يقبله أحد منهم، ولم يأت أحدا من تلك القبائل إلا قال: قوم الرجل أعلم به، أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه ؟ فلما توفي أبو طالب اشتد البلاء على رسول الله صلى الله عليه وآله أشد ما كان، فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يؤووه فوجد ثلاثة نفر منهم هم ساداة ثقيف يومئذ وهم إخوة: عبد ياليل بن عمرو، وحبيب ابن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه، فقال أحدهم: أنا أسرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشئ قط، وقال الآخر: أعجز على الله أن يرسل غيرك ؟ وقال الآخر: والله لا اكلمك بعد مجلسك هذا أبدا، والله لئن كنت رسول الله لانت أعظم شرفا من أن أكلمك، ولئن كنت تكذب على الله لانت شر من أن أكلمك، وتهزؤوا به، وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به، فقعدوا له صفين على طريقه، فلما مر رسول الله صلى الله عليه وآله بين صفيهم كان لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة، وقد كانوا أعدوها حتى أدموا رجليه، فخلص منهم ورجلاه تسيلان الدماء، فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظل في ظل حبلة (1)، وهو مكروب موجع، فإذا في الحائط عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما لله ولرسوله، ولما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداس وهو نصراني من أهل نينوى معه عنب، فلما جاءه عداس قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: من أي أرض أنت ؟ قال: أنا من أهل نينوى، فقال صلى الله عليه وآله: من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى ؟ فقال له عداس: وما يدريك من يونس بن متى ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله - وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه -:
أنا رسول الله، والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى، فلما أخبره بما أوحى الله إليه من شأن يونس بن متى خر عداس ساجدا لله وجعل يقبل قدميه وهما تسيلان الدماء، فلما بصر عتبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكتا، فلما أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت لمحمد، وقبلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منا ؟ قال: هذا رجل صالح أخبرني بشئ عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس بن متى، فضحكا وقالا: لا يفتننك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى مكة....
قدوم الخزرج للرسول صلى الله عليه وآله:
قال علي بن إبراهيم: قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج، وكان بين الاوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهرا طويلا وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار، وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث، وكانت للاوس على الخزرج، فخرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكة في عمرة رجب يسألون الحلف على الاوس،
وكان أسعد بن زرارة صديقا لعتبة بن ربيعة فنزل عليه فقال له: إنه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناك نطلب الحلف عليهم، فقال له عتبة: بعدت دارنا من داركم، ولنا شغل لا نتفرغ لشيء، قال: وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم ؟ قال له عتبة: خرج فينا رجل يدعي أنه رسول الله، سفه أحلامنا وسب آلهتنا، وأفسد شباننا، وفرق جماعتنا، فقال له أسعد: من هو منكم ؟ قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب من أوسطنا شرفا، وأعظمنا بيتا، وكان أسعد وذكوان و جميع الاوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم، النضير وقريظة وقينقاع أن هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنكم به يا معشر العرب.
فلما سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود، قال: فأين هو ؟
قال: جالس في الحجر، وإنهم لا يخرجون من شعبهم إلا في الموسم، فلا تسمع منه ولا تكلمه فإنه ساحر يسحرك بكلامه، وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب فقال له أسعد: فكيف أصنع وأنا معتمر لابد لي أن أطوف بالبيت ؟ قال: ضع في اذنيك القطن، فدخل أسعد المسجد وقد حشا أذنيه بالقطن، فطاف بالبيت ورسول الله جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم (2)، فنظر إليه نظرة فجازه، فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه: ما أجد أجهل مني (3) ؟ أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أتعرفه حتى أرجع إلى قومي فاخبرهم، ثم أخذ القطن من اذنيه ورمى به، و قال لرسول الله: أنعم صباحا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه إليه وقال: قد أبدلنا الله به ما هو أحسن من هذا، تحية أهل الجنة: السلام عليكم، فقال له أسعد: إن عهدك بهذا لقريب، إلى ما تدعو يا محمد ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول - الله، وأدعوكم إلى {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَوَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [الأنعام: 151- 152] (4) ".
فلما سمع أسعد هذا قال له: أشهد أن لا إله إلا الله. وأنك رسول الله، يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أنا من أهل يثرب من الخزرج، وبيننا وبين إخوتنا من الاوس حبال مقطوعة، فإن وصلها الله بك، ولا أجد أعز منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الامر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك، والله يا رسول الله لقد كنا نسمع من اليهود خبرك، ويبشروننا بمخرجك، ويخبروننا بصفتك، وأرجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا (5)، فقد أعلمنا اليهود ذلك، فالحمد لله الذي ساقني إليك، والله ما جئت إلا لنطلب الحلف على قومنا، وقد آتانا الله بأفضل مما أتيت له ثم أقبل ذكوان فقال له أسعد:
هذا رسول الله الذي كانت اليهود يبشرنا به، وتخبرنا بصفته، فهلم فأسلم، فأسلم ذكوان، ثم قالا: يا رسول الله ابعث معنا رجلا يعلمنا القرآن، ويدعو الناس إلى أمرك، فقال رسول الله لمصعب بن عمير، وكان فتى حدثا مترفا بين أبويه يكرمانه ويفضلانه على أولادهم ولم يخرج من مكة، فلما أسلم جفاه أبواه، وكان مع رسول الله في الشعب حتى تغير وأصابه الجهد، وأمره رسول - الله بالخروج مع أسعد، وقد كان تعلم من القرآن كثيرا، فخرجا إلى المدينة و معهما مصعب بن عمير فقدموا على قومهم وأخبروهم بأمر رسول الله وخبره، فأجاب من كل بطن الرجل والرجلان، وكان مصعب نازلا على أسعد بن زرارة، وكان يخرج في كل يوم فيطوف على مجالس الخزرج يدعوهم إلى الاسلام فيجيبه الاحداث (6)، وكان عبد الله بن ابي شريفا في الخزرج، وقد كان الاوس والخزرج اجتمعت على أن يملكوه عليهم لشرفه وسخائه، وقد كانوا اتخذوا له إكليلا (7) احتاجوا في تمامة إلى واسطة كانوا يطلبونها، وذلك أنه لم يدخل مع قومه الخزرج في حرب بعاث، ولم يعن على الاوس، وقال: هذا ظلم منكم للاوس، ولا اعين على الظلم، فرضيت به الاوس والخزرج، فلما قدم أسعد كره عبد الله ما جاء به أسعد و ذكوان وفتر أمره، فقال أسعد لمصعب: إن خالي سعد بن معاذ من رؤساء الاوس وهو رجل عاقل شريف مطاع في بني عمرو بن عوف، فإن دخل في هذا الامر تم لنا أمرنا فهلم نأتي محلتهم، فجاء مصعب مع أسعد إلى محلة سعد بن معاذ فقعد على بئر من آبارهم، واجتمع إليه قوم من أحداثهم، وهو يقرأ عليهم القرآن، فبلغ ذلك سعد ابن معاذ، فقال لأسيد بن حضير وكان من أشرافهم: بلغني آن أبا أمامة أسعد بن زرارة قد جاء إلى محلتنا مع هذا القرشي يفسد شباننا، فئاته وانهه عن ذلك فجاء أسيد (8) بن حضير فنظر إليه أسعد فقال لمصعب: إن هذا رجل شريف فإن دخل في هذا الامر رجوت أن يتم أمرنا، فاصدق الله فيه، فلما قرب أسيد منهم قال:
يا أبا أمامة يقول لك خالك: لا تأتنا في نادينا (9)، ولا تفسد شباننا، واحذر الاوس على نفسك، فقال مصعب: أو تجلس فنعرض عليك أمرا، فان أحببته دخلت فيه، وإن كرهته نحينا عنك ما تكره، فجلس فقرأ عليه سورة من القرآن فقال: كيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الامر ؟ قال: نغتسل ونلبس ثوبين طاهرين، ونشهد الشهادتين، ونصلي ركعتين، فرمى بنفسه مع ثيابه في البئر، ثم خرج وعصر ثوبه ثم قال: اعرض علي، فعرض عليه شهادة " أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله " فقالها ثم صلى ركعتين، ثم قال لأسعد: يا أبا أمامة أنا أبعث إليك الآن خالك، و أحتال عليه في أن يجيئك (10)، فرجع أسيد إلى سعد بن معاذ فلما نظر إليه سعد قال: اقسم أن أسيدا قد رجع إلينا بغير الوجه الذي ذهب من عندنا، وآتاهم سعد بن معاذ فقرأ عليه مصعب " حم * تنزيل من الرحمن الرحيم (11) " فلما سمعها قال مصعب: والله لقد رأينا الاسلام في وجهه قبل أن يتكلم، فبعث إلى منزله وأتى بثوبين طاهرين، واغتسل وشهد الشهادتين، وصلى ركعتين، ثم قام وأخذ بيد مصعب و حوله إليه، وقال: أظهر أمرك، ولا تهابن أحدا، ثم جاء فوقف في بني عمرو بن عوف وصاح: يا بني عمرو بن عوف لا يبقين رجل ولا امرأة ولا بكر ولا ذات بعل ولا شيخ ولا صبي إلا أن خرج، فليس هذا يوم ستر ولا حجاب، فلما اجتمعوا قال: كيف حالي عندكم ؟ قالوا: أنت سيدنا، والمطاع فينا، ولا نرد لك أمرا، فمرنا بما شئت، فقال: كلام رجالكم ونسائكم وصبيانكم علي حرام حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فالحمد لله الذي أكرمنا بذلك، وهو الذي كانت اليهود تخبرنا به، فما بقي دار من دور بني عمرو بن عوف في ذلك اليوم إلا وفيها مسلم أو مسلمة، وحول مصعب بن عمير إليه، وقال له: أظهر أمرك، وادع الناس علانية، وشاع الاسلام بالمدينة، وكثر، ودخل فيه من البطنين جميعا أشرافهم، و ذلك لما كان عندهم من أخبار اليهود، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أن الاوس
والخزرج قد دخلوا في الاسلام، وكتب إليه مصعب بذلك، وكان كل من دخل في الاسلام من قريش ضربه قومه وعذبوه، فكأن رسول الله صلى الله عليه وآله يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة فكانوا يتسللون رجلا فرجلا (12) فيصيرون إلى المدينة، فينزلهم الاوس والخزرج عليهم ويواسونهم.
بيعة العقبة:
قال: فلما قدمت الاوس والخزرج مكة جاءهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهم: تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربكم، وثوابكم على الله الجنة، قالوا: نعم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما شئت، فقال: موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق، فلما حجوا رجعوا إلى منى وكان فيهم ممن قد أسلم بشر كثير، وكان أكثرهم مشركين على دينهم، وعبد الله بن أبي فيهم، فقال لهم رسول الله في اليوم الثاني من أيام التشريق: فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة، ولا تنبهوا نائما وليتسلل واحد فواحد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله نازلا في دار عبد المطلب وحمزة وعلي والعباس معه، فجاءه سبعون رجلا من الاوس والخزرج فدخلوا الدار فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: تمنعون لي جانبي حتى أتلوا عليكم كتاب ربي، وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حزام (13): نعم يا رسول الله، فاشترط لنفسك ولربك. ففال رسول الله: تمنعونني مما تمنعون أنفسكم وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم ؟ قالوا: فما لنا على ذلك ؟
قال: الجنة، تملكون بها العرب في الدنيا، وتدين لكم العجم، و تكونون ملوكا، فقالوا: قد رضينا، فقام العباس بن نضلة وكان من الاوس فقال: يا معشر الاوس والخزرج تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الاحمر والابيض، وعلى حرب ملوك الدنيا فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه فلا تغروه: فإن رسول الله وإن كان قومه خالفوه فهو في عز ومنعة. فقال له عبد الله بن حزام وأسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان: مالك وللكلام ؟ يا رسول الله ! بل دمنا بدمك، وأنفسنا بنفسك فاشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا يكفلون عليكم بذلك، كما أخذ موسى عليه السلام من بني إسرائيل اثني عشر نقيبا، فقالوا: اختر من شئت، فأشار جبرئيل إليهم، فقال: هذا نقيب، وهذا نقيب، وهذا نقيب حتى اختار تسعة من الخزرج، وهم أسعد بن زرارة، والبراء بن معرور، وعبد الله بن حزام أبو جابر بن عبد الله، ورافع بن مالك، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، وعبادة بن الصامت، وثلاثة من الاوس وهم أبو الهيثم بن التيهان، وكان رجلا من اليمن، حليفا في بني عمرو بن عوف، وأسيد ابن حضير، وسعد بن خيثمه، فلما اجتمعوا وبايعوا رسول الله صاح بهم إبليس: يا معشر قريش والعرب هذا محمد والصباة من الاوس والخزرج على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم فأسمع أهل منى فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح وسمع رسول الله النداء فقال للأنصار: تفرقوا، فقالوا: يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم أؤمر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم، فقالوا: يا رسول الله فتخرج معنا، قال: أنتظر أمر الله، فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح، وخرج حمزة ومعه السيف فوقف على العقبة هو وعلي بن أبي طالب، فلما نظروا إلى حمزة قالوا:
ما هذا الذي اجتمعتم عليه ؟ قال: ما اجتمعنا، وما ههنا أحد، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي، فرجعوا وغدوا إلى عبد الله بن أبي وقالوا له: قد بلغنا أن قومك بايعوا محمدا على حربنا، فحلف لهم عبد الله أنهم تقدم أن الصحيح: حرام. قال الجزري في النهاية: كانت العرب تسمى النبي صلى الله عليه وآله الصابي لانه خرج من دين قريش إلى دين الاسلام، ويسمون من يدخل في الاسلام مصبوا، لانهم كانوا لا يهمزون. فأبدلوا من الهمزة واوا، ويسمون المسلمين الصبأة بغير همز كانه جمع الصابي غير مهموز، كقاض وقضاة، وغاز وغزاة.
لم يفعلوا ولا علم له بذلك، وإنهم لم يطلعوه على أمرهم فصدقوه، وتفرقت الانصار ورجع
رسول الله إلى مكة (14).
________
(1) حبله: شجر العنب أو قضبانه. وفى المصدر، في ظل شجرة منهم.
(2) في نسخة: وعنده قوم من بنى هاشم.
(3) في نسخة: ما أحد أجهل منى.
(4) الانعام: 151 و 152.
(5) في المصدر، عندنا مقامك.
(6) جمع الحدث: الشاب.
(7) الاكليل: التاج.
(8) اسيد كزبير، ويقال لابيه: حضير الكتائب
(9) النادي: مجلس القوم ومجتمعهم.
(10) في المصدر: وأحتال عليه في أن يجيبك.
(11) فصلت: 1 و 2.
(12) في المصدر: رجل فرجل.
(13) الصحيح حرام، وهو عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر الانصاري.
(14) اعلام الورى: 35 - 40.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
في مستشفى الكفيل.. نجاح عملية رفع الانزلاقات الغضروفية لمريض أربعيني
|
|
|