أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2021
![]()
التاريخ: 9-9-2018
![]()
التاريخ: 16-11-2018
![]()
التاريخ: 18-7-2019
![]() |
لشد ً ما أنحى أرباب الأهواء على الإسلام لتجويزه الاسترقاق، مع أنه كان شائعا كل الشيوع عند الأمم الغربية (1) وعند جميع الأمم القديمة، بل إن الرق نشأ مع حياة الإنسان(2)، وكان معروفًا في كل العصور وعند كل الأمم إلى يومنا هذا. قالت فاليري: وحاول أعداء الإسلام أن يحطوا من قدره لإقراره الرق، ولكن حالة الرقيق عند المسلمين باديهم وحاضرهم هي أكثر سماحة مما يُظن في أوروبا، على ما أجمعت عليه كلمة السياح الغربيين وليس من العدل أن يقابل بين الرق في الشرق وما هو عليه في أميركا، قالت: وإذا نظرنا إلى هذا الأمر نظرًا تاريخيًّا نرى رسول الله قد تفوق أيضًا في هذا الباب بصورة عجيبة، واستشهدت بحديث: لا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي فتاتي وغلامي.» قالت: وأي إنسانية أحسن من هذه. كان الرق معروفًا في شريعة موسى، وكان يُسترق العبد سبع سنين، ثم يُعتق ويُعامل بالحسنى، وأعطى الرومان للمسترق حرية مطلقة على عبده، يميته ويحييه إن أحب، وربما بلغ عدد الرقيق في بعض أدوار الرومان ثلاثة أرباع الأحرار، ولا يُسترق العربي وما المسترق إلا من كان غير عربي، أو أخذ بالشراء أو في الحرب، وقد حبب الإسلام العتق للمالك، أي فك رقبته، ووعده العفو إذا هو أطلق سراح عبده وأمته. وفي الكتاب والسنة آيات وأحاديث كثيرة في الاسترقاق والعطف على الرقيق وحسن معاملته، حتى كاد الرقيق يعد نفسه من الأحرار، وأهم جزء في البيت الذي استرقه، والمسلمون يعاملون الرقيق كما يعاملون أنفسهم، يوسعون عليه، ويعلمونه ويثقفونه، ويرفعون منزلته، ويزوجون الرجل، ويتزوجون الأمة، تعجيلا لإنقاذهما من الرق، وعدَّ الكتاب العزيز من القربات العظمى تحرير رقبة وما ملكت الأيمان؛ ذلك لأن البلية كانت قد عمت وطمت العالم بالرقيق، ففتح الإسلام مخرجًا لمن قضى عليه سوء طالعه أن يقع في يد من يبيعه، وكان للنخاسة في الشرق والغرب ولا سيما في بلاد اليونان والرومان سوق وأي سوق، وكان النخاسون في رومية يصاحبون الجيش الروماني يسترقون أولاد المغلوبين لاستعبادهم، وتعريض نسائهم للجند يقضون أوطارهم منهن. يقول وستر مارك: «إن المؤرخين في الغرب بالغوا كثيرًا في زعمهم أن الكنيسة عاملت الرقيق برفق، فقد جاء القرن الثالث عشر وللسيد على عبده الحق المطلق في إحيائه وإهلاكه، وكان يُباع في جميع بلاد النصارى، كما تُباع السلع، قال: وكانوا يمنعونه من تعلم القراءة والكتابة ويُعاقب من يخالف ذلك عقابًا شديدًا؛ لأن الناس يستفيدون من جهله؛ لأنه لا يعمل ما يراد به إذا تعلم». كثر الرقيق أوائل الإسلام بكثرة الفتوح، ومن الإماء من استولدهن كبار العرب فجاء منهن أولاد نجباء خدموا الإسلام وأدخلوا في العرب دمًا جديدًا بتمازج عنصرين مختلفين، (3) وبعد، فإذا أعتق المالك عبده يبقى له الولاء عليه أو عليها، وهذا ما نفع المعتق والمعتق حتى قال الرسول: «إن الولاء لحمة كلحمة النسب.» ويكون الرقيق غالبًا من الروم والفرس والحبشة والسودان وغيرهم من الأمم المجاورة لجزيرة العرب والتي حاربت العرب، ومن هؤلاء الموالي من دان بالإسلام، أو من ضُرب عليه الرق، ثم أصبح مولى، وكثير من أبناء الأسرى الذين رباهم المسلمون وعلموهم القرآن والسنة شاركوا الصحابة وكبار التابعين من العرب في العلم والتعليم، ولم يوجد مصر إلا وفيه من الموالي المتعلمين عدد وافر، ومن الأمصار ما كانت الغلبة فيه للموالي أكثر من فقهاء العرب. كان المولى عند العرب في المنزلة دون الحر الصريح، وفوق العبد الرقيق، والمولى مولى عتاقة ومولى تباعة، فمولى العتاقة هو الذي يكون عبدًا أو أسيرًا فيعتقه صاحبه، فيصبح المعتق للمعتق مولى، ومولى التباعة هو من يصطنع ويحالف أي يستتبع، وفي كتب الفقه فصول ضافية قلما تقرأ اليوم إلا للاطلاع على أحكام الرقيق قبل أن تقوم إنجلترا في القرن الماضي فتنفق عشرين مليونا من الجنيهات لتعتق في مدة قصيرة ألفًا سبعمائة وخمسين من هذا الصنف المظلوم من البشر ، هذا غاية ما يُقال في الرقيق في الإسلام، وهي مسألة كان لها شأن عظيم في كل مجتمع وحشي ومتمدين، وفي بعض البلاد في إفريقية وآسيا التي قضى عليها أن ينزلها الغرباء مستعمرين اليوم شيء يشبه هذا الرقيق ولكن بأسلوب آخر، كأن يتملك الأبيض الأسود أو الأحمر امتلاك السيد عبده، ليشغله في أرضه ومعمله، ويصرفه على هواه، ولكنهم يسمون هذا استعمارًا لا استرقاقًا. ولا يسعنا ونحن في موقف المؤرخ إلا أن نشير إلى ما ينزله الجنس الأبيض من الإنجليز والألمان والفرنسيس والإيطاليين والبرتقاليين من أنواع العذاب في الجنس الأسود في إفريقية؛ فقد جرَّد الإنجليز جنسًا من الرعاة اسمهم الماتبليون من قواهم المادية، بما أرادوهم عليه من التوقيع على معاهدات راغ فيها الذين أملوها كما تروغ الثعالب، أملوها على شعب قطر على السذاجة وسلامة القلوب، ومن هؤلاء البيض من يغالون في تدخلهم ببلاد شعوب لا تستطيع الدفاع عن نفسها؛ وذلك للرغبة في تملك الثروات الطبيعية والأخذ بكل حيلة للتسلط والتوسع وتاريخ الكونغو البلجيكية والكونغو الفرنسية يذكر بأبشع ضروب الاستثمار وأفجع أساليب الاستعباد، فقد اعتاد الأوروبيون بعد أن يصادروا الوطنيين في أملاكهم أن يطالبوهم على صورة ضرائب بتسليم عصارة المطاط (الكاوتشوك)، وكان الوطنيون يقايضون عليه من قبل بالسلع الأوربية، فعمد الغربيون لأجل استخراج كمية أوفر من هذا العصير الثمين إلى أساليب من إرهاق الزنوج البائسين هي العذاب بعينه. يستحلون ضربهم وتعذيبهم وحجر أموالهم واستباحة نسائهم وإجاعتهم، فنتج من ذلك أن ركن السكان إلى الهجرة، فخلت البلاد من أهلها - قاله أدمون دي موريل الإنجليزي في كتابه «ألم الجنس الأسود The black man's burden». ولقد قال أحد المبشرين الإنجيليين: (4) «إن الأوروبيين قد جنوا على السلالة السوداء جنايات كثيرة لا مندوحة لهم عن التكفير عنها، فانقرضت أكثر أمم المونغوي والفالوة والنكومي وغيرها بما أتاه من الحيف فيهم النخاسون البيض، وكانوا يصطادون أبناءهم ويستعبدونهم ويبيعونهم، وكان أكثر أرباح التجار البيض من تجارة السلاح والبارود والمسكرات، فانقرض سكان البلاد بذلك بما فشا فيهم بواسطة الأوروبيين من الفجور.» ا.هـ. وما أرحم الرقيق القديم بالقياس إلى هذا الرق الفظيع في القرن العشرين.
........................................
1- أصل الأفكار الأدبية وانتشارها لوستر مارك: Edward Westermarck: L’origine et le développe ment des idées morales
2- كتاب الرق في الإسلام لأحمد شفيق، ومحمد المثل الكامل لمحمد أحمد جاد المولى.
3- قال الجاحظ: كان الناس لا يرغبون في السراري، فلما رأوا القاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسني بن علي، وليس في المدينة ولا في الحجاز ولا بالعراق ولا في الأرض مثلهم، وهم من أولاء السراري رغبوا في السراري، وكان معاوية يقول: لولا بيعة ليزيد في أعناق المسلمين لجعلتها شورى بني القاسم ومحمد، ولم يكن في شبان بني مروان مثل عبد امللك بن عمر بن عبد العزيز في الزهد والبيان والسداد وهو ابن أمة، ولم يكن في بني مروان أشجع ولا آدب ولا أحلم ولا أجمع ولا ً أكثر فتوحا ولا أيمن نقيبة من مسلمة بن عبد امللك وهو ابن أمة، وكفاك بإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وهو ابن هاجر وهي أمة، قال: وأربعة من أئمة الحسينية أولاد الإماء: وهم علي بن الحسني وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي بن موسى، فهؤلاء خلفاء الشيعة وبنو العباس الذين هم خلفاء أهل السنة والجماعة أكثرهم أبناء الإماء، وقال الثعالبي: ليس في خلفاء بني العباس من أبناء الحرائر إلا السفاح.
4- حاضر العالم الإسلامي للوثروب استودارد.
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
مهرجان تعزيز الذاكرة الأول يشهد افتتاح معرض خاص بجرائم الإبادة الجماعية
|
|
|