أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1767
التاريخ: 27-11-2014
1454
التاريخ: 17-10-2014
1665
التاريخ: 2024-08-24
355
|
إنّ التتبع في كلمات علمائنا الكبار الذين كانوا هم القدوة والأُسوة في جميع الأجيال ، يُعرب عن أنّهم كانوا يتبرّأون من القول بالتحريف ، وينسبون فكرة التحريف إلى روايات الآحاد ، ولا يمكننا نقل كلمات علمائنا عبر القرون ، بل نشير إلى كلمات بعضهم :
1 ـ قال الشيخ الأجل الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري ( المتوفّى 260هـ ) ـ في ضمن نقده مذهب أهـل السنّـة ـ : إنّ عمر بن الخطاب قال : إنّي أخاف أن يقال زاد عمر في القرآن ثبتَ هذه الآية ، فإنّا كنّا نقرؤها على عهد رسول اللّه : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من الشهوة نكالاً من اللّه واللّه عزيز حكيم (1) .
فلو كان التحريف من عقائد الشيعة ، لَما كان له التحامل على السنّة بالقول بالتحريف ؛ لاشتراكهما في ذلك القول .
2 ـ قال أبو جعفر الصدوق ( المتوفّـى381هـ ) : اعتقادنا أنّه كلام اللّه ووحيه تنزيلاً ، وقوله في كتابه : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت: 41، 42] وأنّه القصص الحق ، وأنّه لحقّ فصل ، وما هو بالهزل ، وأنّ اللّه تبارك و تعالى مُحْدثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلّم به (2) .
3 ـ قال الشيخ المفيد ( المتوفّـى413هـ ) : وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنّه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حُذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) من تأويل وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله ، وذلك كان ثابتاً منزلاً ، وإن لم يكن من جملة كلام اللّه الذي هو القرآن المعجز ، وقد يُسمّى تأويل القرآن قرآناً ، وعندي أنّ هذا القول أشبه بالحقّ من مقال مَن ادّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل وإليه أميل (3) .
وقال أيضاً في أجوبة ( المسائل السروية ) في جواب مَن احتج على التحريف بالروايات الواردة حيث ورد فيها ( كنتم خير أئمّة أُخرجت للناس ) مكان ( أُمّة ) ، وورد كذلك ( جعلناكم أئمةً وسطاً ) مكان ( أُمّة ) وورد ( يسألونك الأنفال ) مكان ( يسألونك عن الأنفال ) ، فأجاب : إنّ الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على اللّه تعالى بصحتها ؛ فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عمّا في المصحف الظاهر (4) .
4 ـ قال الشريف المرتضى ( المتوفّى436هـ ) : مضافاً إلى مَن نقلنا عنه في الدليل الأوّل ، أنّ جماعةً من الصحابة ، مثل عبد اللّه بن مسعود و أُبّي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدّة ختمات ، وكلّ ذلك يدلّ بأدنى تأمّل على أنّه كان مجموعاً مرتّباً غير مستور ولا مبثوث (5) .
5 ـ قال الشيخ الطوسي ( المتوفّـى460هـ ) : أمّا الكلام في زيادة القرآن ونقصه فما لا يليق به أيضاً ؛ لأنّ الزيادة مجمع على بطلانها ، وأمّا النقصان فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى ، وهو الظاهر من الرواية ، ثمّ وصف الروايات المخالفة بالآحاد .
6 ـ قال أبو علي الطـبرسي ( المتـوفّـى 548هـ ) الكلام في زيادة القـرآن ونقصانه ، أمّا الزيادة فيه فمجمع على بطلانها ، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أنّ في القرآن تغييراً أو نقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه (6) .
7 ـ قال السيد علي بن طاووس الحلّي ( المتوفّى664هـ ) : إنّ رأي الإمامية هو عدم التحريف (7) .
8 ـ قال العلاّمة الحلّي ( المتوفّى726هـ ) في جواب السيد الجليل المهنّا : الحق أنّه لا تبديل ولا تأخير ولا تقديم ، وأنّه لم يزد ولم يُنْقَص ، ونعوذ باللّه من أن يُعتقد مثل ذلك وأمثال ذلك ؛ فإنّه يوجب تطرّق الشك إلى معجزة الرسول المنقولة بالتواتر (8) .
9 ـ قال المحقّق الأردبيلي ( المتوفّى993هـ ) في مسألة لزوم تحصيل العلم : بأنّ ما يقرأه هو القرآن ، فينبغي تحصيله من التواتر الموجب للعلم ، وعدم جواز الاكتفاء بالسماع حتى من عدل واحد ـ إلى أن قال ـ ولمّا ثبت تواتره فهو مأمون من الاختلال ... مع أنّه مضبوط في الكتب حتى أنّه معدود حرفاً حرفاً ، وحركةً حركةً ، وكذا طريق الكتابة وغيرها ممّا يفيد الظن الغالب بل العلم بعدم الزيادة على ذلك والنقص (9) .
10 ـ وقال القاضي السيد نور اللّه التستري ( المتوفّى1029هـ ) : ما نُسب إلى الشيعة الإمامية من وقوع التحريف في القرآن ليس ممّا يقول به جمهور الإمامية ، إنّما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد لهم فيما بينهم (10) .
ولو استقصينا كلمات علمائنا في هذا المجال لطال بنا الموقف ، إلى هنا ظهر الحقّ بأجلى مظاهره فلم يبقَ إلاّ دراسة بعض الشبهات ودحضها .
__________________________________
1 ـ الإيضاح : 217 . روى البخاري آية الرجم في صحيحه : 8 / 208 باب رجم الحُبلى .
2 ـ اعتقادات الصدوق : 93 .
3 ـ أوائل المقالات : 53 ـ 54 .
4 ـ مجموعة الرسائل للمفيد : 366 .
5 ـ مجمع البيان : 1 / 10 ، نقلاً عن جواب المسائل الطرابلسية للسيد المرتضى .
6 ـ مجمع البيان : 1 / 10 .
7 ـ سعد السعود : 144 .
8 ـ أجوبة المسائل المهنائية : 121 .
9 ـ مجمع الفائدة والبرهان : 2 / 218 ، في محل النقاط كلمة ( لفسقه ) فتأمل .
10 ـ آلاء الرحمن : 1 / 25 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|