المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اختيار الموظفين الأكفاء  
  
3386   02:44 مساءاً   التاريخ: 21-11-2016
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج1، ص73ـ74
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

ولنستمع الى أمير المؤمنين (عليه السلام) يقرر لابن الأشتر كيفية انتخاب الموظفين الأكفاء، ومراعاة الشروط الدقيقة في توليتم المناصب والمهمات: (وتوخَّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الاسلام المتقدمة ، فإنهم أكرم أخلاقاً ، وأصح أعراضاً ، وأقل في المطامع إشرافاً وأبلغ في عواقب الأمور نظراً)(1).

فيشترط في الموظف الذي يقلد أمور الادارة أن يكون عفيفاً منتمياً إلى عشيرة شريفة وأسرة عريقة في الاسلام والتدين، لما في ذلك من مصالح عظيمة، ودرء لمخاطر كثيرة، فهؤلاء يؤدون واجباتهم بإخلاص، لا يرتشون ولا يستغلون مناصبهم لأطماعهم وغاياتهم الشخصية.

...إن الطفل في رحم أمه يكون خلاصة لمجموعة من الصفات الظاهرية والمعنوية لآبائه وأجداده القريبين والبعيدين، وهناك عشرات العوامل المختلفة (الوراثية والطفرة) تؤثر فيهم آثاراً صغيرة أو كبيرة، مفيدة أو مضرة. فإذا كانت هذه العوامل كلها صالحة محبذة وكانت نتائجها حسنة ومفيدة فذلك معنى سعادة الطفل في بطن أمه. أما إذا كانت العوامل ـ كلها أو بعضها ـ فاسدة وسيئة فيعتبر الطفل شقياً في بطن أمه بنفس النسبة من فساد العوامل.

قد يتأثر الطفل ببعض الصفات ـ وهو في بطن أمه ـ كالجنون والحمق والعمى والشلل والصرع والتصاق التوأمين برأس واحد أو بدن واحد ، وعشرات غيرها من الانحرافات الأخرى ، فمن البديهي حينئذ أن يكون الطفل شقياً وهو في بطن أمه.

1ـ قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (الشقي من شقى في بطن أمه ، والسعيد من سعد في بطن أمه)(2).

2ـ وفي حديث آخر : (الشقي شقي في بطن أمه ، والسعيد سعيد في بطن أمه)(3).

3ـ وكذلك ورد عنه (عليه السلام) : (الشقي من شقى في بطن أمه)(4).

ولكي يمنع الاسلام من حدوث أولاد أشقياء وأجيال فاسدة وناقصة وضع تعاليم دقيقة وسلك أوضح السبل لالزام اتباعه بالعمل بها ، فوضع أصول التربية الاسلامية الدقيقة التي تعدل من سلوك الأفراد، فيمنع ذلك من ظهور الصفات الرذيلة في أعقابهم. وكذلك نجد قوانين الأمم المتحضرة اليوم تهتم بهذا الموضوع فوضعت قوانين لم تتعد دائرة الوضع والتقنين ولم تصل إلى حيز التنفيذ. وعلى سبيل الاستطراد نستعرض بعض التعاليم الاسلامية بهذا الصدد باختصار :

ـ الجنون :

الجنون من الصفات الخطرة التي تنتقل بالوراثة من الآباء إلى الأبناء . إن الأبوين المصابين بالجنون لا ينتجان إلا مجانين ، وهذا هو قانون طبيعي غير قابل للتبديل ، والمولود المجنون ليس شقياً لنفسه فحسب بل يسبب شقاوة المجتمع أيضاً.

ومن خلال النص التالي يتضح مدى اهتمام الاسلام بهذا الموضوع فعن الامام الباقر (عليه السلام): أنه (سأله بعض أصحابنا عن الرجل المسلم تعجبه المرأة الحسناء، أيصلح له أن يتزوجها وهي مجنونة ؟ قال: لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها) (5) يستنتج من هذا الحديث ؟ اهتمام الاسلام بالسلامة العقلية للمجتمع ، فهو لا يرضى للمسلم بأن يتزوج مجنونة وإن كانت جميلة ، لأن ذلك يؤدي إلى إكثار المجانين في المجتمع.

لقد قرر الاسلام تسهيلات قانونية لفسخ الزواج في بعض الموارد ومن تلك الموارد : الجنون ، فإذا تزوجت المرأة من رجل ظناً منها بأنه فرد عاقل ثم انكشف لها جنونه فلها الحق في أن تفسخ عقد الزواج بنفسها من دون حاجة إلى القيود الموجودة في الطلاق ، وكذلك الرجل بالنسبة إلى زوجته المجنونة.

وهذا القانون مضافاً إلى أنه يحرر كلاً من الرجل والمرأة من القيود والأضرار الناشئة من جنون شريكته (أو شريكها) في الحياة ، يضع حداً فاصلاً دون ازدياد أفراد مصابين بالجنون في المجتمع.

ـ الحمق والبلادة :

وكذلك الحمق والبلادة والبله فأنها تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأبناء، الأمر الذي يسبب أقسى أنواع شقاء المجتمع، فالفرد الأحمق يظل طوال سنين عمره أسيراً للحرمان العقلي وعدم النضج الفكري مما يسبب للأمة مشاكل عديدة.

ولقد توصل العلم الحديث ، بعد التجارب العديدة والاحصائيات الدقيقة إلى خطر هذا النوع من الزواج ، ولذلك أخذ العلماء يحذرون الناس منه :

(يجب أن يعلم كل فرد أن التزوج من الأسر المصابة بالجنون أو الحمق أو البلادة ، أو الإدمان على الخمرة يؤدي إلى تحطيم كيان المجتمع وهدم قانون التكاثر والتناسل ، مما يجر معه سلسلة من المعايب والجرائم التي لا تحمد عقباها) (6).

لقد نظر منقذ البشرية العظيم بعين الوحي النافذة إلى الحقائق إلى هذا الموضوع ، وأدرك أخطاره فحذر المسلمين منه ولذا نرى الامام الصادق (عليه السلام) يروي عن النبي (صلى الله عليه واله): (إياكم وتزوج الحمقاء ، فأن صحبتها بلاء وولدها ضياع) (7) . وأحسن تعبير عن الأولاد الناتجين من آباء أو أمهات مصابين بالحمق هو الضياع.

(لقد لاحظ (كدار) في احصائياته الدقيقة التي أجراها على الأسر التي كان آباؤها أو أمهاتها مصابين بضعف العقل وجود (470) طفلاً ضعيفي العقل منهم و (6) فقط سالمين وبديهي أن إيجاد جيل منحط ومجرم وأبله يعد خيانة كبيرة) (8).

ـ شرب الخمر :

لقد انتشر شرب الخمر في كثير من دول العالم ، وتكبلوا بهذا الداء الوبيل وأسراره . هذا السم الفاتك لا يكتفي بتوجيه ضربات قاسية إلى المدمنين عليه فقط ، بل يتعداهم إلى أطفالهم البريئين ويجعلهم يرزحون تحت كابوس الأمراض والعوارض المختلفة . تترك الخمرة آثاراً سيئة على أجسام المدمنين عليها ، ومن تأثيراتها فيهم إيجاد اختلالات في خلايا المخ والأعصاب مما تجعلهم أناساً غير اعتياديين، ومما يبعث على الأسف أن هذا الاختلال ينتقل إلى أولادهم ، والنطف الحادثة من أناس مأسورين للخمرة تنتج أطفالاً منحرفين وغير اعتياديين في سلوكهم وتفكيرهم. إن قسماً كبيراً من المجانين الذين يقضون حياتهم في (مستشفيات المجانين) يئنون من ويلات انحراف آبائهم :

(إن قلة الذكاء واختلال القوة العاقلة تنشأ من المشروبات الروحية والسلوك الافراطي في جميع جوانب الحياة ، إنه لا ريب في وجود رابطة قوية بين استعمال المشروبات الروحية والضعف العقلي في مجتمع ما . ومن بين الدول المتقدمة علمياً وصناعياً نجد فرنسا أكثرها استعمالاً

للخمرة في حين أنها أقل تلك الدول حصولاً على جوائز نوبل) (9).

لقد عرف الاسلام جميع العوارض والويلات الناشئة من الخمرة، ونظر نظرته الثاقبة إلى آثارها السيئة في المدمنين عليها وفي أولادهم، فلم يكتف بتحريم عصرها والتعامل بها وتعاطيها على المسلمين من الجهة القانونية فقط ، بل منع من الاتصال الجنسي والتناكح مع شاربي الخمر بكل صراحة وهناك بعض الشواهد على ذلك :

1ـ عن الامام الصادق (عليه السلام): (من زوج كريمته من شارب خمر ،قد قطع رحمها)(10).

وبديهي أن يعتبر إنجاب أطفال مختلين (بدنياً وعصبياً وروحياً) قطعاً لرحم المرأة التي بامكانها أن تنجب أولاداً سالمين من غيره.

2ـ وعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم): (شارب الخمر لا يزوج إذا خطب) (11). وهناك العشرات من الروايات الواردة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في هذا الموضوع، ولكن أشدها تحذيراً وأعظمها توبيخاً ما إذا حصل الاتصال الجنسي في حالة السكر، كما يتضح ذلك من الحديث الآتي :

عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (أيما امرأة أطاعت زوجها وهو شارب الخمر، كان لها من الخطايا بعدد نجوم السماء، وكل مولود يلد منه فهو نجس، ولا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً حتى يموت زوجها، أو تخلع عنه نفسها) (12).

وإليك نصاً لأحد علماء الغرب بهذا الصدد : ـ

(يقول الدكتور كاريل: إن سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة، لأن الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج) (13).

ـ تعقيم المجانين الخمريين :

رأينا فيما مضى كيف اتخذ الاسلام العلاج الحاسم في منع التزوج بالأفراد المصابين بالجنون بسبب الخمرة. ولقد عمل العلماء اليوم في التأكيد على منع هذا النوع من الزواج كثيراً حتى إنه يوجد في بعض الولايات الأمريكية قانون خاص بشأن تطهير النسل . بموجب ذلك القانون تجري عمليات للأولاد والبنات الذين أصيبوا بالجنون نتيجة إفراطهم في شرب الخمر لاخصائهم وإحالتهم على العقم الدائمي لمنع إنجابهم.

هذا وليست العوامل الباعثة على النواقص البدنية والنفسية للطفل في رحم أمه مقتصرة على هذه الأمور المختصرة ، فهناك عوامل عديدة أخرى لا تزال مجهولة للعلماء لحد الآن في حين أن لها تأثيراً في وضع الطفل في رحم الأم، وموجدة لعيوب ونواقص أو باعثة على ظهور حسنات وفضائل فيهم. فكثيراً ما يتفق وجود أولاد ناقصين ومختلفين عصبياً وعقلياً في حين أن آبائهم وأمهاتهم لم يكونوا معتادين على المشروبات الروحية وغيرها، وعلى العكس فقد يصادف ظهور أفراد عصاميين أذكياء من أسر حقيرة في المجتمع :

(ولكن نظراً لأن البشر ليسوا من أصل نقي فانه ليس في الامكان التكهن بحالة النسل الذي ينشأ من زواج معين . ومع ذلك ، فأنه من المعروف أن الأطفال الذين يولدون في أسرات مكونة من أفراد متفوقين يكونون في الغالب أكثر تفوقاً من الأطفال الذين يولدون في أسرات أدنى مرتبة... ونظراً للمصادفات التي تحدث في اتحادات النويات فقد يشمل أحفاد الرجل العظيم على أفراد متوسطين ، كما قد يولد رجل عظيم لأسرة خاملة مغمورة) (14).

ـ تأثير العوامل الجوية :

يستفاد من تحذير أئمة الاسلام (عليه السلام) في بعض الروايات عن قسم من الحوادث الجوية حين انعقاد النطفة، كالزلزال والطوفان ومقابلة قرص الشمس وما شاكل ذلك، وكذلك منع الحمل من بعض الأطعمة، أن لذلك كله تأثيراً في إيجاد آثار مرضية أو غير مرضية في الأطفال.

ـ المصير :

وهنا نقطة مهمة يجب الالتفات إليها، وهي أن السعادة والشقاء اللتان تصيبان الطفل في رحم الأم، على نوعين : فقسم منها يكون قضاء حتمياً لا يقبل التبديل. فهذا النوع يلازم الطفل حتى نهاية حياته، ومن هذا القسم: الجنون والعمى المتأصل. وقسم آخر يكون الرحم بالنسبة إليه كتربة مساعدة فقط وحينئذ يكون بقاء تلك السعادات أو الشقاوات دائراً مدار الظروف التي تساعد على نموها.

إن القاعدة العامة للوراثة تقتضي أن ينجب الآباء المؤمنون والأمهات العفيفات أولاداً طيبين، فهؤلاء يمكن أن يحرزوا السعادة في أرحام أمهاتهم فلا توجد في سلوكهم عوامل الانحراف الموروثة. إلا أننا لا نستطيع الحكم على هؤلاء بأن ينموا وينشأوا ويعيشوا إلى الأبد كذلك إذا قد يصادفون بيئة فاسدة تعمل على انحرافهم وتغيير سلوكهم وسجاياهم الموروثة وقلبها رأساً على عقب، وأخيراً نجد هذا الطفل الذي كان سعيداً في بطن أمه يعد في صفوف الأشقياء ويصير جرثومة للفساد والجنون والاستهتار.

وهكذا الطفل المولود من آباء وأمهات لا يعرفون عن الإيمان شيئا فانه يعتبر شقياً في رحم أمه ـ تبعاً لقانون الوراثة ـ لكن قد يصادف بيئة صالحة وتربية جذرية تعمل على استئصال العوامل الشريرة من داخل نفسه وأخيراً يكون من الأتقياء المؤمنين والأفراد الصالحين في المجتمع.

ولهذا نجد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يصرح: (السعيد قد يشقى، والشقي قد يسعد) (15).

وقد ورد عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: (السعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدع لهواه وغروره) (16).

وبصورة موجزة نقول: إن السعادة تحصل للانسان من مجموعة عوامل طبيعية (وراثية) وتربوية. وكذلك الشقاء... ولقد أوضح الامام الصادق (عليه السلام) هذا المبدأ في عبارة مختصرة فقال: (إن حقيقة السعادة أن يختتم للمرء عمله بالسعادة. وإن حقيقة الشقاء أن يختتم للمرء عمله بالشقاء) (17).

إن هذه الرواية تدلنا على حقيقة واضحة، هي أنه يجب الاحاطة بجميع العوامل الوراثية والتربوية للفرد، والنظر إلى نتيجة تفاعلاتها ثم الحكم عليه بالسعادة أو الشقاء...

________________

1ـ نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 3|105.

2ـ بحار الأنوار للمجلسي ج 3|44.

3ـ المصدر السابق ج 3|43.

4ـ تفسير روح البيان ج 1|104. إلى هذه الأحاديث وأشبهها يستند القائلون بالجبر ، بحجة أن الله هو الذي يقدر السعادة والشقاء للانسان وهو في بطن أمه. ولكن اتضح 

5ـ وسائل الشيعة للحر العاملي ج 5|10 . ويظهر من التفريق الذي ورد في الحديث ، بين الزوجة والأمة : أن الإسلام يركز اهتمامه في منع التزوج من المجنونة إلى منع ظهور مجانين جدد ، ولذلك سمح للرجل بأن يشبع رغبته الجنسية مع جاريته ، لأن الجارية لا يراد منها الانجاب في الغالب بل يتخذ معها وسائل منع الحمل.

6ـ راه ورسم زندكى ترجمة برويز دبيري ص 91.

7ـ الجعفريات ص 92.

8ـ راه ورسم زندكى ص 74.

9ـ المصدر السابق ص 12.

10ـ وسائل الشيعة للحر العاملي ج 5|9.

11ـ المصدر نفسه.

12ـ لآلئ الأخبار ص 267.

13ـ راه زندكى تأليف الكسيس كارل ترجمة ب دبيري ص 91.

14ـ الانسان ذلك المجهول ص 196.

15ـ تفسير روح البيان ج 1|104.

16ـ نهج البلاغة ج 1|149.

17ـ معني الأخبار ص 345.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.