المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

مفهوم العملة عند الاقتصاديين
21-3-2016
أنواع المعقمات Types of Disinfectants
2024-08-06
الخصائص البيولوجية لأشجار الحمضيات
20-4-2017
فيروس موزايك البطيخ
26-6-2018
تطوير أدوات البحث الكيفي- أ -التفاعلية الرمزية
7-3-2022
حت ايدي وارجل ال فرعون
18-9-2019


نصير الدين الطوسي تعاون مع المغول وهولاكو لتدمير الامة الاسلامية  
  
904   11:32 صباحاً   التاريخ: 20-11-2016
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج4 - ص 243- 251
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / مواضيع عامة /

[نص الشبهة]

يعرض مسلسل «هولاكو» على احدى القنوات وتظهر فيه شخصية الخواجة نصير الدين الطوسي بأنها خائنة للأمة الإسلامية وأنه وبسبب وقوفه مع هولاكو سقطت الدولة العباسية وأنه أساس تقدم ونجاح هولاكو في حملته.

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله..

وبعد..

فإن مما لا شك فيه هو أن المغول قد ارتكبوا جرائم كثيرة وخطيرة في حق المسلمين والمستضعفين، وهم يقومون بحملاتهم ضد مناوئيهم.

كما أن ثمة مبررات للشك في بعض ما نسب إليهم من أعمال وتصرفات .

غير أننا نقول: إن دخول المحقق الشيخ نصير الدين الطوسي [رحمه الله] معهم قد أسهم في حفظ حياة علماء الإسلام، من أن تتعرض للكارثة وقد نجا بذلك ثلة كبيرة من المفكرين، والفلاسفة، والحكماء من الإبادة التي كانت تنتظرهم على يد الجيوش الغازية..

كما أن مما لا شك فيه: أن وجود نصير الدين الطوسي [رحمه الله] في موقعه عند ملوكهم قد مهد الطريق لدخول أولئك الملوك، وغيرهم من أتباعهم في الإسلام، وأصبح أحفاد جنكيز خان حماة لهذا الدين، وملوكاً يحكمون باسم الإسلام، ويستظلون بظل راياته..

كما أن نصير الدين الطوسي [رحمه الله] قد أنقذ التراث الإسلامي من أن تحيق به الكارثة، وعمل على حفظه من التعرض للتلاشي والفناء على أيدي غزاة المغول..

وذلك لأن هولاكو كان قد فوض لهذا الرجل أمر أوقاف البلاد، فقام بضبطها وصرفها على المدارس، والمعاهد العلمية، وجمع إليه العلماء، والفلاسفة، والحكماء من مختلف البلاد.. وأقام المرصد الكبير في مراغة بآذربيجان، وأسس مكتبة بجانبه يقال: إنها كانت تحتوي على أربعمئة ألف مجلد..

قال المستشرق روندلسن : «اقترح الطوسي في مراغة على هولاكو أن القائد المنتصر يجب أن لا يقنع بالتخريب فقط، فأدرك المغولي المغزى، وخوله بناء مرصد عظيم على تل شمال مراغة».

إلى أن قال: «وجمع مكتبة عظيمة، ضم إليها ما نهب من الكتب في بغداد»(1).

والذي يلاحظ أسماء العلماء الذين جمعهم الطوسي [رحمه الله] لإنشاء وتسيير مرصد مراغة يجد أنه لم يأت بخصوص علماء أهل نحلته، بل كان معظمهم من المذاهب الإسلامية المختلفة، ومن مختلف البلاد والأقطار الإسلامية(2).

وقال بعضهم عن المحقق الطوسي [رحمه الله]: برزت مظاهر عظمته في قدرته على أن يستحوذ بلباقته تدريجياً على عقل هولاكو، وأن يروّض شارب الدماء، فيوجهه إلى إصلاح الأمور الاجتماعية، والثقافية، والفنية. وأن يجعل من هادم الحضارات بانياً، يحتضن الحضارات، وينمي الثقافات.

وانتهى الأمر إلى أن يوفد هولاكو [فخر الدين لقمان بن عبد الله المراغي] إلى البلاد العربية، ليحث العلماء الذي فروا بأنفسهم من العاصفة المغولية، ولجأوا إلى إربل، والموصل، والجزيرة، والشام، ويشوقهم إلى العودة. وأن يدعو علماء تلك البلاد أيضاً إلى الإقامة في مراغة.

وكان فخر الدين هذا رجلاً كيّساً، حسن التدبير، فاستطاع أن ينجز مهمته على أحسن وجه، فعاد العلماء إلى بلادهم.

كما أنه ـ أعني المحقق الطوسي ـ [رحمه الله] قد قرر رواتب لطلاب المدارس والمعاهد بحسب أهميتها.

قال ابن كثير في البداية والنهاية: عين الخواجة نصير الدين الطوسي [رحمه الله] لكل من الفلاسفة ثلاثة دراهم يومياً، ولكل من الأطباء درهمين، ولكل من الفقهاء درهماً واحداً، ولكل من المحدثين نصف درهم. لذلك أقبل الناس على معاهد الفلسفة والطب، أكثر من إقبالهم على معاهد الفقه والحديث. بينما كانت العلوم من قبل تدرس سراً ومن دون أجر..

وقد لقيت دعوة هذا العالم الكبير، المحقق الطوسي [رحمه الله] استجابة كبرى من علماء العرب وغيرهم، فلبوا دعوته، واجتمع هناك علماء من دمشق، والموصل، وقزوين، وتفليس، وسائر البلاد الإسلامية.

وقال مؤيد الدين العرضي: فجمع العلماء إليه، وضم شملهم بوافر عطائه، وكان بهم أرأف من الوالد على ولده، فكنا في ظله آمنين، وبرؤيته فرحين(1)..

والغريب في الأمر: أن وشايات تلامذته عليه إلى هولاكو قد غيرت هولاكو عليه. وكانوا يسعون من وراء ذلك إلى الحلول محله عنده. والظاهر أن قطب الدين الشيرازي، محمود بن مسعود، وكذلك نجم الدين علي بن عمر المعروف بدبيران ، صاحب متن الشمسية، قد كانا في جملة هؤلاء الحاسدين، الذين يقومون بالسعاية والوشاية به إلى هولاكو حتى هدده بالقتل(2)..

وأما بالنسبة لسقوط بغداد في أيدي المغول.. وتحديد المسؤول عن ذلك، فقد نجد في النصوص: أن الخليفة وحاشيته هما السبب الأقوى في تحريك هولاكو لمهاجمتها، وتصميمه على التخلص من الخليفة العباسي..

وقد كان بالإمكان تلافي هذا الأمر بتقديم بعض التنازلات، والكف عن بعض السياسات..

وقد كان مؤيد الدين ابن العلقمي يسعى في هذا الاتجاه، فلم يوفق لذلك، واتهم في نواياه، خصوصاً من قبل مؤلفي الحنابلة، والشاميين المتعصبين، الذين كانوا يبالغون في مثل هذه الأمور من منطلق التعصب الديني وغيره..

وهم ـ في الأكثر ـ قد عاشوا في القرون التي تلت حادثة سقوط بغداد..

وقد أذكى حرصهم على ذلك.. أن عدداً من ملوك المغول اللاحقين، قد أعلن أنه يلتزم بمذهب التشيع.. ولهذا البحث مجال آخر..

وأما ما ورد في السؤال من أن وقوف المحقق الطوسي [رحمه الله] مع هولاكو كان هو السبب في سقوط الدولة العباسية. وأنه [رحمه الله] كان أساس تقدم، ونجاح هولاكو في حملته..

فلا أدري كيف يمكن قبوله، فقد كان لدى هولاكو الجيوش القوية، والطامحة، والطامعة، التي لم تنغمس في الملذات، ولم تألف القصور، ولا خلدت لحياة الراحة والرفاهية. وكانت تعيش حالة التقشف، وقد اعتادت الحياة العسكرية، بما فيها من صعوبات، ومتاعب. الأمر الذي يجعل من تحملها للمشاق والمتاعب أمراً عادياً وطبيعياً..

فإذا وُجِدَتْ الدواعي والبواعث القوية، والطموحات الواسعة، ولا سيما إذا كان الهدف هو إسقاط خلافة العالم الإسلامي بأسره، فإن المشاعر ستكون لديهم أكثر التهاباً، وأشد عنفاً، وسيكونون أقوى تصميماً وأصلب إرادة..

فإذا قابلهم مجتمع يعيش حالة الخمول، والرضا بالواقع، والخلود إلى الراحة، والبحث عن اللذة الحاضرة، والنأي بالأنفس عن كل تعب، وعناء، وأي خطر وبلاء..

بالإضافة إلى ما يعانيه ذلك المجتمع من تمزق وشتات، فإن روح التردد، والوهن، والضعف، والهروب، والخوف، والهزيمة، ستعين أولئك الغزاة الفاتحين على إنزال أقوى الضربات في خصومهم هؤلاء..

ولن يزيدهم وجود نصير الدين الطوسي [رحمه الله] معهم قوة، ولن يكون له دور في إلحاق الهزيمة بدولة العباسيين ولا بغيرها، إذا كانت هذه هي الحالة القائمة في هذا الفريق، وفي ذلك الفريق..

ولسنا ندري ماذا يقصد السائل بكون المحقق الطوسي [رحمه الله] هو أساس تقدم ونجاح هولاكو في حملته!!..

ولماذا وكيف يكون للطوسي [رحمه الله] هذا الأثر الذي يدّعونه؟

وهل ثمة من نصوص تثبت له أي دور في التحريض على فتح بغداد؟ أو أي رأي في التخطيط العسكري أو الإعلامي في هذا السبيل؟

أم أن ذلك مجرد تكهنات، لا قيمة لها في ميزان البحث العلمي النزيه والمنصف؟!!

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع: مجلة العرفان 47 ج4 ص330 ـ 335.

(2) راجع: روضات الجنات ط 610 الطبعة الحجرية.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.