المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4954 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Solubility
7-9-2020
تحديد عدد الأرقام المعنوية
2024-02-03
صدق الرواة واصطناع الأشعار
22-03-2015
وحدات الخطاب اللغوي (البلاغي)
31-8-2017
سريان التيار الكهربائي
24-11-2019
حوارات النبي  مع أهل الكتاب
2023-08-14


عدم استقرار فكرة الاثنا عشر اماما في العقل الإمامي  
  
1503   10:13 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج1 , ص 45- 51
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

نص الشبهة :

قال صاحب النشرة [ نشرة الشورى وصاحبها احمد الكاتب] :

ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الإمامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري .. حيث أبدى الشيخ محمد بن علي الصدوق شكه بتحديد الأئمة في اثني عشر إماماً فقط/ و قال (لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماماً، و اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده) إكمال الدين ص 77 (1).

الجواب عنها :

أقول و فيه :

أولا :

قوله (ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الإمامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري ..) ... [ يرجى مراجعة شبهة : حديث الاثني عشر إماماً دليل متأخر ظهر في القرن الرابع الهجري ] .

ثانيا :

ان ما اسنده إلى الصدوق من شك في غير محله بل افتراء عليه ..

إذ ان كلامه (رحمه الله) يدل على عكس ما ذكره عنه و إليك أيها القارئ الكريم نص كلام الشيخ الصدوق:

قالت الزيدية لا يجوز ان يكون من قول الأنبياء ان الأئمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الأمة إلى يوم القيامة، و الاثنا عشر بعد محمد (صلى الله عليه واله) قد مضى منهم أحد عشر، و قد زعمت الإمامية ان الأرض لا تخلو من حجة.

فيقال لهم ان عدد الأئمة (عليه السلام) اثنا عشر و الثاني عشر هو الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلًا، ثمّ يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة و لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماماً و اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر (عليه السلام) بعده.

ويقال للزيدية أ فيكذب رسول الله (صلى الله عليه واله) في قوله (ان الأئمة اثنا عشر)

فان قالوا ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يقل هذا القول ..

قيل لهم ان جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته و استفاضته و تلقي طبقات الإمامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول ان قول رسول الله (صلى الله عليه واله) (من كنت مولاه) ليس من قول الرسول (صلى الله عليه واله) (2) . انتهى كلام الصدوق.

وقول الصدوق (رح) (لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماما و اعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده) يؤكد عقيدته باثنى‏ عشر اماما من أهل البيت أولهم علي (عليه السلام) و ثاني عشرهم المهدي (عليه السلام) ثمّ تكون غيبته على مرحلتين إحداهما صغرى دامت تسعا و ستين سنة و الأخرى كبرى لا يعلم مداها إلا الله تعالى. ثمّ يبدي الصدوق تردده عن الحالة بعد ظهور المهدي و استتباب أمره هل سيعهد إلى إمام من بعده أو يكون يوم القيامة ثمّ يجيب عن ذلك:" أننا مستعبدون بالإقرار و التسليم لما يذكره الثاني عشر بعد ظهوره.

ومنشأ تردد الصدوق فيما يجري بعد ظهور المهدي (عليه السلام) من أمر الإمامة هو الرواية التي أوردها الطوسي في كتابه الغيبة (3) انه سيكون بعد الاثني عشر إماماً اثنا عشر مهدياً وهي رواية ضعيفة السند بل أمارات الوضع ظاهرة عليها و هي معارضة من قبل الروايات التي تجعل من عهد ظهور المهدي وظهور عيسى (عليه السلام) آخر شوط من الحياة الدنيا.

وتوجد أيضا روايتان أخريان في المهديين الاثني عشر:

الأولى: رواها الشيخ الصدوق عن الدقاق، عن الاسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن علي بن أبى حمزة، عن ابي بصير قال:

قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): يا ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) سمعت من ابيك انه قال يكون بعد القائم اثني عشر مهديا؟

قال: إنما قال: اثنا عشر مهديا و لم يقل اثنا عشر إماما، و لكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا و معرفة حقنا (4) .

الثانية: رواها الشيخ الطوسي عن محمد الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عبد الحميد و محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل انه قال:

يا أبا حمزة ان منا بعد القائم احد عشر مهديا من ولد الحسين (عليه السلام) (5).

وقد أورد الشيخ الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة الروايتين الآنفتي الذكر إضافة الى ما رواه صاحب المصباح من دعاء الرضا (عليه السلام) هذا مضافا الى الرواية التي أوردناها في صدر البحث فيكون المجموع أربع روايات و قد علق على الرواية الأخيرة بقوله إنها من طرق العامة، ثمّ علق عليها جميعا بقوله [و أما أحاديث الاثني عشر أي بعد المهدي (عليه السلام) فلا يخفى أنها غير موجبة للقطع أو اليقين لندورها وقلتها وكثرة معارضتها (6) ... و قد تواترت الأحاديث بان الأئمة الاثنا عشر وان دولتهم ممدودة الى يوم القيامة وان الثاني عشر خاتم الأوصياء و الأئمة و الخلف وان الأئمة من ولد الحسين الى يوم القيامة ونحو ذلك من العبارات فلو كان يجب علينا الإقرار بإمامة اثني عشر بعدهم لوصلت إلينا نصوص متواترة تقاوم تلك النصوص ينظر في الجمع بينهما (7) ] (8) .

الخلاصة:

ان صاحب النشرة قد فهم من كلام الشيخ الصدوق ما لم يُرده الصدوق و لا تساعده عليه و لو قرينة ضعيفة في أي كتاب من كتبه المطبوعة الكثيرة الميسرة لكل باحث هذا مضافاً إلى ان الصدوق قد كان في بيانه بصدد رد شبهة الزيدية على حديث الاثني عشر الذي كانوا يشككون في صدوره عن النبي (صلى الله عليه واله).

_________________

(1) الشورى العدد العاشر ص 12.

(2) إكمال الدين ص 7877. و سيأتي نظير ذلك من كلامه في الفصل الثالث.

(3) ص 150. قال اخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام).

(4) إكمال الدين ج 2/ 27، البحار ج 53/ 145.

(5) غيبة الشيخ الطوسي/ 478 ط مؤسسة المعارف الإسلامية.

(6) يريد رحمة الله الروايات التي تقول ان المهدي(عليه السلام) يموت قبل يوم القيامة بأربعين يوما.

(7) الايقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 401.

(8) و قد ذكر العلامة المجلسي في البحار وجهين في تأويل تلك الروايات كما اورد الحر العاملي في كتابه ستة تأويلات.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.