أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
2070
التاريخ: 16-11-2016
2042
التاريخ: 17-11-2016
1329
التاريخ: 16-10-2017
1479
|
نص الشبهة :
قال صاحب النشرة [ اي نشرة الشورى وصاحبها احمد الكاتب] :
وهذا (أي الاستدلال بحديث الاثني عشر إماماً) دليل متأخر .. بدأ المتكلمون يستخدمونه بعد اكثر من نصف قرن من الحيرة، أي في القرن الرابع الهجري، و لم يكن له أثر في القرن الثالث عند الشيعة الإمامية، حيث لم يشر إليه الشيخ علي بن بابويه الصدوق في كتابه (الإمامة و التبصرة من الحيرة) كما لم يشر إليه النوبختي في كتابه (فرق الشيعة) و لا سعد بن عبد الله الاشعري في (المقالات و الفرق).
وقال ايضا :
من هنا لم يكن الإماميون يقولون بالعدد المحدود في الأئمة، و لم يكن حتى الذين قالوا بوجود (الإمام محمد بن الحسن العسكري) يعتقدون في البداية انه خاتم الأئمة، و هذا هو النوبختي يقول في كتابه (فرق الشيعة) (ان الإمامة ستستمر في أعقاب الإمام الثاني عشر إلى يوم القيامة) (انظر المصدر الفرقة التي قالت بوجود ولد للعسكري). ونقل الكفعمي في (المصباح) عن الإمام الرضا (عليه السلام) الدعاء التالي حول (صاحب الزمان) (.. اللهم صل على ولاة عهده و الأئمة من بعده) (القمي مفاتيح الجنان ص 542) (1) .
الجواب عنها :
أقول في كلامه الانف الذكر عدة مواضع للتعليق:
أولا:
قوله (ان علي بن بابويه الصدوق (ت 329 هـ) لم يشر إلى دليل الاثني عشرية في كتابه الإمامة و التبصرة). غير صحيح ..
إذ ان علي بن بابويه أشار إلى دليل الاثني عشرية في مقدمة كتابه و هي الطبعة التي نقل منها صاحب النشرة بعض النصوص فهو إما لم يقرأها أو تغافل عنها و أحال القاري إلى متن الكتاب و هو ناقص إذ المخطوطة التي عثر عليها ثمّ طبعت كانت قد انتهت أحاديثها إلى إمامة الرضا (عليه السلام). و قد حاول محقق الكتاب إكمالها ببعض الروايات من كتب الصدوق بروايته عن أبيه و إلى القاري الكريم نص كلام علي بن بابويه في مقدمة كتابه.
قال (رحمه الله):
ولو كان أمرهم أي الأئمة (عليهم السلام) مهملًا عن العدد وغفلًا لما وردت الأخبار الوافرة بأخذ الله ميثاقهم على الأنبياء و سالف الصالحين من الأمة. و يدلك على ذلك قول أبي عبد الله عليه السلام حين سئل عن نوح عليه السلام لما ذكر (استوت سفينته على الجودي بهم) هل عرف نوح عددهم فقال نعم و ادم (عليه السلام).
وكيف يختلف عدد يعرفه أبو البشر و من درج من عترته و الأنبياء من عقبه ... و أي تأويل يدخل على حديث اللوح وحديث الصحيفة المختومة والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة عليها السلام (2) .
فقوله (رحمه الله) و لو كان أمرهم مهملًا عن العدد يردُّ فيه على الزيدية الذين قالوا ان حديث الاثني عشر موضوع و ان عدد الأئمة لا حصر له.
واستدلاله رحمه الله بحديث اللوح و حديث الصحيفة المختومة و الخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة (عليها السلام) يؤكد اعتقاده بصحتها و انه أوردها في متن كتابه و ان خلت منها النسخة المطبوعة بسبب نقص المخطوطة التي عُثِرَ عليها.
ثانيا:
لقد أشار إلى العقيدة الاثني عشرية أيضاً إبراهيم بن نوبخت (ت 320 ه) في كتابه (ياقوت الكلام) وهو اقدم كتاب كلامي شيعي وصلنا و مؤلفه من أعلام القرن الثالث الهجري و هو معاصر لعلي بن بابويه وقد تلقاه الشيعة عنه بالقبول جيلًا بعد جيل حتى وصل إلى العلامة الحلي فافرد كتاباً في شرحه سماه أنوار الملكوت في شرح الياقوت و إلى القاري الكريم نص كلام صاحب ياقوت الكلام و شرح العلامة الحلي له.
قال إبراهيم بن نوبخت :
القول في إمامة الأحد عشر بعده اي بعد علي (عليه السلام) نَقلُ أصحابنا متواتراً النص عليهم بأسمائهم من الرسول (صلى الله عليه واله) يدل على إمامتهم، و كذلك نقل النص من إمام على إمام و كتب الأنبياء سالفاً يدل عليهم و خصوصاً خبر مسروق يعترفون به.
و قال العلامة الحلي في شرح هذا الكلام :
أما إمامة باقي الأئمة (عليهم السلام) فهي ظاهرة بعد إمامة علي (عليه السلام) و ذلك من وجوه
أحدها: النص المتواتر عن النبي (صلى الله عليه واله) على تعيينهم، و نصبهم أئمة، فقد نقل الشيعة بالتواتر ان النبي (صلى الله عليه واله) قال للحسين (عليه السلام) هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، و غير ذلك من الأخبار المتواترة.
الثاني: ما نُقل من النص على إمام من إمام يسبقُه بالتواتر من الشيعة.
الثالث: ان اساميهم و النص على إمامتهم موجودة في كتب الأنبياء السالفة كالتوراة و الإنجيل.
الرابع: ان أخبار الخصوم مشهورة في النص عليهم من النبي (صلى الله عليه واله) لخبر مسروق عن عبد الله بن مسعود انه قال ... عهد إلينا نبينا (صلى الله عليه واله) ان يكون بعده اثنا عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل و كذا ما نقل عن غيره (3) (4) .
ثالثا:
ان مؤلفَي كتاب الفرق و كتاب المقالات على فرض تعددهما (5) كانا بصدد جمع الأقاويل في الفرق و ما ينسب إليها و لم يكونا بصدد المناقشة و الاستدلال و من هنا لا ينبغي عد الكتابين مرآة تعكس الفكر الاستدلالي عند الفرق المذكورة و بالتالي فعدم ورود حديث الاثني عشر فيهما لا يعني شيئا في قبال وروده في كتاب ياقوت الكلام و كتاب الإمامة و التبصرة المعاصرين لهما المعدين للاستدلال على العقيدة الاثني عشرية.
رابعا :
أما ما ينسبه صاحب النشرة إلى النوبختي في فرق الشيعة من انه يقول باستمرار الإمامة في أعقاب الإمام الثاني عشر إلى يوم القيامة.
فهو محض ادعاء ..
وهو مبني على التوهم في فهم عبارة النوبختي، و نصها:
وقالت الفرقة الثانية عشرة و هم (الإمامية) لله عز و جل في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي وأمر الله بالغ و هو وصي أبيه على المنهاج الأول و السنن الماضية و لا تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام) و لا يجوز ذلك ولا تكون إلا في عقب الحسن بن علي إلى ان ينقضي الخلق متصلًا ذلك ما اتصلت أمور الله تعالى.
وقد وضح النوبختي نفسه ما يريد حين قال بعد ذلك :
فنحن مستسلمون بالماضي و إمامته مقرون بوفاته معترفون بان له خلفاً قائماً من صلبه و ان خلفه هو الإمام من بعده حتى يظهر و يعلن امره كما ظهر و علن أمر من مضى قبله من آبائه و يأذن الله في ذلك.
وفي لفظ الكتاب المنسوب لسعد بن عبد الله الأشعري :
فنحن متمسكون بإمامة الحسن بن علي مقرون بوفاته مؤمنون بان له خلفاً من صلبه متدينون بذلك و انه الإمام من بعد أبيه الحسن بن علي و انه في هذه الحالة مستتر خائف مغمور مأمور بذلك حتى يأذن الله عز و جل له فيظهر و يعلن امره ... و قوله بعد ذلك و قد رويت الأخبار الكثيرة الصحيحة ان القائم تخفى على الناس ولادته و يخمل ذكره ..."
ولو فرض صحة قول صاحب النشرة ان يكون للنوبختي صاحب كتاب فرق الشيعة مثل ذلك الرأي الذي افتراه عليه لعُرف عنه و سُجل عليه من قبل علماء الشيعة كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد وهما قريبان من عصر النوبختي وكلاهما كان قد تصدى للشبهات التي أثيرت على العقيدة بالاثني عشر إماماً، و بخاصة ان الشيخ المفيد قد ذكر في كتابه العيون و المحاسن (ص 321) الفرقة التي تقول بأن الإمام بعد الحسن العسكري هو ابنه محمد ولكنه قد مات و سيحيى في آخر الزمان و يقوم بالسيف .
نعم ذكر ابن النديم ان أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي كان يرى ان الإمام هو محمد بن الحسن ثمّ مات في الغيبة و استمرت في ولده إلى يوم القيامة و ذكر ان رأيه هذا لم يسبقه إليه أحد (6) غير ان المحقق التستري (رحمه الله) يبرئ ساحة أبي سهل من ذلك الرأي لعدم اعتبار ابن النديم في ما ينفرد به (7) ، و يؤيد قول التستري عدم ذكر الشيخ الصدوق ذلك عن أبي سهل مع العلم انه كان معاصراً لابن النديم و كان معنياً برد الشبهات حول الغيبة و كذلك الحال في الشيخ المفيد مع أنه كان معنياً بأمثالها.
خامسا:
أما ما نقله صاحب النشرة عن الكفعمي من دعاء منسوب للإمام الرضا (عليه السلام) فهو دعاء غير محقق النسبة للإمام الرضا (عليه السلام).
الخلاصة:
وهكذا يتضح خطأ دعوى صاحب النشرة من كون العقيدة الاثني عشرية لم يكن لها أثر عند الشيعة في القرن الثالث الهجري، إذ أغفل أو تغافل عن مقدمة كتاب علي بن بابويه و عن كتاب إبراهيم بن نوبخت و كلا المؤلفين من علماء الشيعة و من رجال القرن الثالث الهجري، حيث وردت في هذين الكتابين بشكل صريح و واضح الإشارة إلى العقيدة الاثني عشرية، هذا مضافاً إلى فهمه لعبارة النوبختي كما يرغب و يشتهي ...
__________________
(1) الشورى العدد العاشر ص 1210.
(2) الإمامة و التبصرة ص 1211.
(3) كجابر بن سمرة و حذيفة بن أسيد و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر و أبي جحيفة (انظر الشبهة الثامنة).
(4) انوار الملكوت انوار انوار الملكوت ص 229.
(5) هناك جدل حول تعدد الكتابين و يرى أكثر من باحث أنهما كتاب واحد فقد ذهب العلامة الشيخ فضل الله الزنجاني إلى ان الكتاب للنوبختي و يرى الأستاذ عباس إقبال الآشتياني انه تأليف سعد بن عبد الله الأشعري المعاصر للنوبختي و ذلك قبل العثور على كتاب المقالات و الفرق للأشعري الذي نشره الدكتور جواد مشكور و بعد ان انتشر الكتابان كتب السيد محمد رضا الحسيني مقالا نشره في مجلة تراثنا العدد الأول السنة الأولى 1405 ص 5129 يؤيد فيه رأي الآشتياني وذهب إلى ان كتاب فرق الشيعة المطبوع باسم النوبختي هو نسخة مختصرة من كتاب المقالات و الفرق للأشعري. أقول ان كون الكتابين كتابا واحدا أمر لا ينبغي التردد فيه و إنما الكلام حول مؤلفه هل هو النوبختي أم الأشعري أو شخص آخر.
(6) الفهرست لابن النديم ص 225.
(7) انظر قاموس الرجال ج 2/ ص 87 ترجمة إسماعيل بن علي ( أبي سهل النوبختي). و في الفصل العشرين من مقدمته قال التستري (رح) ان فهرست ابن النديم لا يكون بذاك الاعتبار لأنه كان وراقا ينقل عن الكتب و الكتب يقع فيها التصحيف كثيرا فبدل أبا بكر الجعابي محمد بن عمر ب عمر بن محمد، و توهم في علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم انه علي بن اسماعيل بن ميثم، و توهم انه أول متكلمي الشيعة مع انه كان من تلاميذ هشام بن الحكم و توهم في يقطين والد علي بن يقطين انه كان إماميا يحمل الأموال إلى الإمام الصادق (عليه السلام) و نُمَّ خبره إلى المنصور و المهدي فصرف الله كيدهما عنه مع ان ابنه علي بن يقطين إنما كان إماميا يحمل الأموال إلى الكاظم (عليه السلام) و نم خبره إلى هارون و أما يقطين فكان من وجوه الدعاة إلى بني العباس و من الناصبين للصادق (عليه السلام)، و توهم في الفضل بن شاذان الرازي العامي هو الفضل بن شاذان النيشابوري الإمامي. قاموس الرجال ج 1 ص 51.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|