المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

بول سسيل فرانك
19-10-2015
المعاملات الأولية Pretreatments
19-9-2019
فحص الفعالية Activity Test
9-4-2017
قطع مكافئ :Parabola
24-11-2015
Simplicial Complexes-Simplicial Maps
25-6-2017
موعد زراعة العصفر
27-11-2019


الأهداف والبرامج  
  
2604   01:18 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص340–344
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

 هناك مجموعة من الأمور الضرورية في مرحلة المراهقة يجب على أولياء الأمور والمربين أخذها بنظر الاعتبار عند تعاملهم مع الفتيات ، وللالتزام بهذه الأمور ورعايتها آثار مهمة جدا في نمو الفتيات وتربيتهن تربية صالحة . وبالأصل فإن التربية عملية هادفة يأخذ فيها الولي أو المربي بيد الفتاة ويوجهها باتجاه معين وواضح ومحسوب مسبقا، ويستخدم خلالها من أجل إيصالها الى الهدف أو الأهداف التربوية ما لديه من وعي ودراية وخبرة في امر التربية والتوجيه .

ـ مجالات التربية :

...إننا سنكتفي بذكر بعض جوانبها على شكل إشارات مضغوطة في ثلاثة أبعاد شخصية، واجتماعية، وأخلاقية ودينية، وكما يلي :

1ـ في البعد الشخصي : وتشمل الأهداف جميع الأبعاد الوجودية لهن، وينبغي أن يكون هناك لكل حاجة من حاجاتهن في هذا المجال، ومنها :

 ـ في البعد الجسمي، والهدف هو رعاية النمو، وتقوية الجسم، ومهارة الأعضاء، وتعديل الغرائز، وترويض الجسم على التحمل والمقاومة، ومراعاة النظافة، وحماية الجسم من الأضرار والصدمات .

ـ في البعد الذهني، والهدف هو تنمية الذهن، وتقوية الذاكرة، وتربية قوة التخيل، وتنمية الذكاء والقدرات العقلية.

ـ في العبد النفسي، والهدف هو تنمية الإرادة وتعزيزها وتربية قوة الإدراك، وخلق المحفزات على التفكير العادي، والاستشرافي، والتشجيع على التحرر المفيد، وتنمية روح الاستقلال والاعتماد على الذات، والترفع عن الهوات غير المشروعة .

ـ في البعد العاطفي، ويعني فيه بتوجيه العواطف، وتعويلها، واستخدامها في سبيل الأهداف المنطقية والإنسانية، وبالضحك والبكاء في محلهما والابتعاد عن أجواء الإثارة والانفعال العاطفي، وعن مواضع الخوف والهلع الشديدين وتجنب الاضطراب والقلق .

وبشكل عام، فإن الهدف هو أن تعرف الفتاة نفسها، وتنمي قابلياتها، وتكون صبورة، ومتسلطة على عواطفها وانفعالاتها، وأن تكون قراراتها وتصرفاتها منطقية وعقلائية، وتحترم ذاتها، وتملك فلسفة واضحة لحياتها، وتسعى وراء تحقيق هدف أو أهداف سامية في الحياة .

2ـ في البعد الاجتماعي : الفتاة الان في مستوى من النمو تكون فيه قد تجاوزت الطفولة وتأهلت للانخراط في الحياة الاجتماعية . ويجب التفكير بشأن هدف حياتها الاجتماعية، أعني أنه يجب إعداد أرضية تساعدها على الاستقلال بحياتها عن الأسرة بالتدريج، وتخلق لديها القدرة على التعامل مع شؤون الحياة كما الكبار.

إن هدفنا هو تربيتهن بالشكل الذي يؤهلهن لأن يحترمن الأبوين والآخرين في علاقاتهن بهم، ويلتزمن بالحياة الأسرية، وأن يكن قادرات على تحمل أعباء إدارة الأسرة والحياة الزوجية، وليكن عونا للفقراء والمحتاجين و ...

الفتاة بحاجة الى أن تتعرف على الأوضاع الاجتماعية ، وأن تدرك الأبعاد والجوانب الإيجابية

والسلبية فيها ، وبحاجة الى أن تكون لها رأي سلبي بحالات الجرم والانحراف وأن تطالب بمجازات وإصلاح فاعلي الجرم والسوء ، وأن تلعب دورا مؤثرا في إرشاد وتوجيه الآخرين. وكذلك من الضروري أن يكون لديها إلمام بالقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية وأن تكون عضوة فعالة ومؤثرة في هذه المجالات .

3ـ في البعد الأخلاقي والديني : الفتاة بحاجة الى تربية دينية وأخلاقية، فهي من جهة في سن يوجب عليها الالتزام بالتكاليف الدينية، ومن جهة أخرى يفرض عليها وضعها الجديد أن تتقيد . بمجموعة من الضوابط الأخلاقية في سلوكها وتصرفاتها .

وإن من شأن عدم التزامها بالتعاليم الدينية والأعرف الأخلاقية، أن يترك أضرارا على شخصيتها وعلى المجتمع الذي تعيش بين ظهرانيه .

إن الدين يلعب دورا مؤثرا وبناءً في حياة الفتاة في هذه السن التي تموج بالرغبات والانفعالات العاطفية والغريزية، ومن هنا فإن الضرورة تفرض المبادرة الى تثقيف الفتاة بمبادئ وتعاليم الدين، والسعي الى تنمية روح الإيمان والالتزام لديها، وكذلك يجب العمل على خلق حب الالتزام بالضوابط الأخلاقية في شخصيتها، وتشجيعها على فعل الخير والانتهاء عن النواهي والمحرمات، وعلى أن تسعى لكي تكون أنموذجا للشخصية المؤمنة في سلوكها وتعاملها مع الآخرين.

ـ أهم مرتكزات التربية :

تختلف تربية الفتيات في مختلف سني المراهقة من حيث الجوانب التي ينبغي التركيز عليها، ففي السنوات الأولى للمراهقة يتم التركيز على تربية شخصياتهن، وفي السنوات التالية يتحول الاهتمام الى تربيتهن من الناحية الثقافية بحسب مستوى ودرجة النمو.

ففي التربية الشخصية، ينصب الاهتمام على تنمية الإرادة لدى الفتاة، وخلق بواعث ومحفزات تساعدها على إثبات اهليتها وضبط نفسها أمام نوازع الأوهام والأفكار والوساوس المضرة، وبالتالي تأهيلها من الناحية النفسية لأن تفكر وتتصرف بشكل هادئ وسليم.

ومن المسائل الثقافية، التي يجب تربية الفتاة عليها وتزويدها بمعلومات عنها وحثها على كسب المزيد من المهارات بشأنها، يمكن الإشارة الى قضايا العلم، وآداب وضوابط العيش، وفلسفة الحياة ، والاهتمام بالفن والقيم ، وفنون الأدب والشعر و ...

ـ تفتح المدارك ووعي الذات :

تعتبر سن المراهقة سن تفتح المدارك ومعرفة الذات . فنتيجة للتغيرات العضوية والنفسية التي تحصل لدى الفتاة في هذه المرحلة، فإنها تكتسب نوعا من الوعي الصريح والواضح بذاتها وظروفها، وهي فرصة طيبة يجب على أولياء الأمور والمربين استثمارها في تربية الفتاة وزيادة وعيها في هذا المجال .

والى جانب ذلك، فإن هناك مسألة تهذيب النفس وبنائها، ويجب أن يتم على النحو الذي يجلب لها الوقار والرزانة في سلوكها، وأن تصرف طاقاتها في المجالات التي تنمي شخصيتها وتعززها. ومن شأن تهذيب النفس والسعي باتجاهه أن يعصم الفتاة من السقوط في مهاوي الانحراف والفساد .

ـ التأهيل للحياة :

من المسائل المهمة في تربية الفتيات المراهقات هو العمل على خلق ظروف تتيح لهن، في

ظل التدريب والممارسة، إمكانية حل قضاياهن بأنفسهن، والاستغناء عن مساعدة الوالدين أو

متابعتهم لشؤونهن .

وعلى ضوء ما يشاهدنه في حياتهن من مسائل، يجب عليهن التأسي بوالديهن ومعلميهن ثم الدخول في الحياة الاجتماعية بالتدريج. إن على الفتيات ضبط النفس في الظروف الصعبة والتصرف بطريقة صحيحة. وعلى الوالدين، وخاصة الأمهات، العمل على تأهيلهن لظروف الحياة شيئا فشيئا، وتشجيعهن على الممارسات الحياتية بغية كسب الخبرات والتطور التدريجي في هذا المجال. ففي هذه المرحلة تميل الإناث على إبراز الشخصية والتدليل على أنهن ناضجات وقادرات على إدارة وإنجاز الأعمال. وفي هذه الحالة ينبغي العمل على تنمية قدراتهن في هذا الاتجاه. وطبيعي إن الإدراك الصحيح للوالدين والمعلمين مؤثر في هذا الصدد.

ـ تقبل التربية :

الإنسان من وجهة النظر الإسلامية كائن قابل للتربية، وطبيعي ليس بشكل مطلق وإنما وفق شروط ومحددات موضوعية. والفتيات، رغم ما يتسمن به من تقلبات انفعالية في هذه السن، فإنهن مؤهلات من الناحية الفكرية لأن يتفاعلن إيجابيا مع المسائل التربوية الى حدود كبيرة. وبحكم المشاعر العاطفية الرقيقة التي يمتزن بها ، فإنهن أسرع تقبلا للبرامج التربوية قياسا مع الفتيان.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.