المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06
كيفية تقسم الخمس
2024-11-06
إجراءات الاستعانة بالخبير
2024-11-06
آثار رأي الخبير
2024-11-06



حذيفة بن اليمان / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
1441   07:06 صباحاً   التاريخ: 10-8-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص268ـ 269
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

حذيفة بن اليمان بن جابر، أبو عبد الله العَبسي. كان من وجهاء الصحابة وأعيانهم. وقد أثنى عليه الرجاليون وأصحاب التراجم بمزايا ذكروها في كتبهم كقولهم: (كان من نجباء وكبار أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وقولهم ـ صاحب سر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وقولهم ـ وأعلم الناس بالمنافقين ـ وأسر إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أسماء المنافقين وضبط عنهُ الفتن الكائنة في الأمة إلى قيام الساعةِ.

لم يشهد بدراً، وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد. كان أحد الذين ثبتوا على العقيدةِ. لم يصبر على تغيير (حق الخلافة) و(خلافة الحق) بعد وفاة رسول الله، ووقف إلى جانب علي (عليه السلام) بخطى ثابتة.

كان حذيفة ممن شهد جنازة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وصلى على جثمانها الطاهر.

ولي المدائن في عهد عمر وعثمان. وكان مريضاً في ابتداءِ خلافةِ أمير المؤمنين علي (عليه السلام). مع هذا كله لم يطق السكوت عن مناقبه وفضائله - صلوات الله عليه -، فصعد المنبر بجسمه العليل، وأثنى عليه وأبلغ الثناء، وذكره بقوله: (فوالله إنه لعلى الحق آخراً وأولاً)، وقوله: (إنه لخير من مضى بعد نبيكم). وأخذ له البيعة، وهو نفسه بايعه أيضاً.

وأوصى أولاده مؤكداً ألا يقصروا في اتباعه والسير وراءه، وقال لهم: (فإنه والله على الحق، ومن خالفه على الباطل). ثم توفي بعد سبعة أيام مضت على ذلك. وقيل: توفي بعد أربعين يوماً.

ـ الأمالي للطوسي عن حذيفة: ألا من أراد - والذي لا إله غيره - أن ينظر إلى أمير المؤمنين حقاً حقاً، فلينظر إلى علي بن أبي طالب، فوازروه واتبعوه وانصروه(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأمالي للطوسي: ص486، ح1065. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.