أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
599
التاريخ: 12-11-2016
1629
التاريخ: 12-11-2016
781
التاريخ: 12-11-2016
370
|
ملوك الحيرة من اليمن :
بعد قرنين من الميلاد وفي اوائل القرن الثالث , هبط بعض الطوائف العربية من بني لخم اليمنيين في الاراضي المجاورة للفرات في العراق , على عهد الفرس الساسانيين .
وكان الفرس الساسانيون يحكمون العراق , ولكن القرى والمزارع العراقية الساسانية كانت تتعرض من حين لأخر لغارات القبائل العربية البدوية من ناحية بادية الصحراء الحجازية , فكانوا بحاجة الى عرب يملكونهم على ثغور العراق فيكفونهم غارات البدو , فملكوا هؤلاء اللخميين .
وبنى هؤلاء اللخميون في هذه المنطقة عددا من المدن او القرى والقلاع اهمها الحيرة قرب الكوفة على حافة بادية الصحراء الحجازية , ولفظ الحيرة تحرف عن حرتا السريانية وتعني القبة والحرم , او المعسكر والمخيم وساعد جو هذا البلد و مناخه وماؤه على عمرانه والحضارة فيه , ومن مظاهر الحضارة فيه انهم تعرفوا على الخط والكتابة به , ومنهم انتقل الى عرب الحجاز .
ومن تاريخهم المنقول نكتفي نحن هنا بما ذكره اليعقوبي والمسعودي ونعلق عليه بما يلزم :
نقل اليعقوبي عن اهل العلم بالرواية قالوا : لما تفرق اهل اليمن , قدم مالك بن فهم بن غنم بن دوس , حتى نزل ارض العراق في ايام ملوك الطوائف (الفرس ) فأصاب قوما من العرب من معد وغيرهم بالجزيرة (الموصل ) فملكوه عليهم عشرين سنة .
وتكهن جذيمة الابرش (التنوخي ) , وعمل صنمين سماهما (الضيزنان )واستهوى بهما احيا من العرب , وصار بهم الى العراق , فسار من ارض البصرة الى ارض الجزيرة (الموصل ) حتى صار الى ناحية على شط الفرات بالقرب من الانبار يقال لها : بقة .
وكان يملك تلك الناحية امراة يقال لها الزباء .
فلما صار جذيمة الى ارض الانبار, واجتمع له من اجناده ما اجتمع قال لهم : اني عزمت على ان ارسل الى الزباء (زنوبة) فأتزوجها فاجمع ملكها الى ملكي فقال غلام له يقال له قصير : ان الزباء (زنوبة) لو كانت ممن تقبل نكاح الرجال لسبقت اليها فكتب اليها فكتبت اليه : ان اقبل الي ازوجك نفسي ((وكان يعاصر اردشير بن بابك وشاهپور ابن اردشير)) .
فلما قتل جذيمة ملك مكانه ابن اخته: عمرو بن عدي (ومن هنا سموا : بني عدي) بن نصر (ومن هنا سموا : بنى نصر) ابن ربيعة (فهم من بني ربيعة) ابن عمرو بن الحارث بن مالك بن غنم بن نمارة بن لخم ومن هنا سموا : اللخميين , ولتكرار اسم المنذر فيهم بعد هذا سموا بمناذرة العراق بازاء غساسنة الشام .
قال المسعودي : وكان على الحيرة ابن عم جذيمة : عمرو بن عبدالحي التنوخي , فلما صرف عمرو بن عدي وجوه جند خاله جذيمة التنوخي الى نفسه ومناهم بالمال والحال , فانصرف اليه منهم بشر كثير, التقى هو وعمرو ابن عبدالحي التنوخي بالقتال حتى خافوا الفناء, فخضع التنوخي لابن عدي وتم الامر له.
قال اليعقوبي : ثم ملك امرؤ القيس بن عمرو.
ثم ملك اخوه الحارث بن عمرو.
ثم ملك عمرو بن امرئ القيس .
قال المسعودي : ثم ملك النعمان بن امرئ القيس .
قال اليعقوبي : ثم ملك المنذر بن (النعمان بن) امرئ القيس .
ثم ملك النعمان (ابن المنذر) وحكم ثماني وثلاثين سنة, عاصر فيها من ملوك الفرس : يزدجر الاول وبهرام گـور وكان من اشد ملوك العرب نكاية في اعدائه غزا الشام مرارا واكثر من المصائب في اهلها وسبى وغنم وجند الجند على نظام خاص عرف به , فكان عنده من الجيش كتيبتان :احداهما مؤلفة من رجال الفرس اسمها ((الشهباء)) والاخرى من عرب تنوخ اسمها ((الدوسر)) فكان يغزو بهما من لا يدين له من العرب تتبع اخباره بالتفصيل جرجي زيدان في كتابه ((العرب قبل الاسلام )).
قال اليعقوبي : وهو الذي بنى ((الخورنق )) فبينما هو جالس ينظر منه الى مابين يديه من الفرات وما عليه من النخل والاجنة والاشجار اذ ذكر الموت فقال : وما ينفع هذا مع نزول الموت وفراق الدنيا ؟ فتنسك واعتزل الملك واياه عنى عدي بن زيد العبادي حيث يقول:
وتفكر رب الخورنق اذ اشـ ــــــرف يومــــا وللهـــدى تفكيـــر.
ســـره حالــه وكثـرة ما يمـ ــــــسك , والبحر معرض والسدير.
فارعوى قلبه وقال: وما غبـ ــــــــطة حــي الى الممـــات يصير.
قال المسعودي : وملك (بعده ابنه ) الاسود بن النعمان .
وملك (بعده ابنه) المنذر بن الاسود .
ثم ملك بعده عمرو بن المنذر قال اليعقوبي : وهو ابن هند , وكان يلقب بمضرط الحجارة (لشدته على العرب) وكان قد جعل الدهر يومين :يوما يصيد فيه ويوما يشرب , فاذا جلس لشربه اخذ الناس بالوقوف على بابه حتى يرتفع مجلس شرابه فلم يزل طرفة بن العبد يهجوه ويهجو اخاه قابوسا ويذكرهما بالقبيح ويشبب باخت عمرو ويذكرها بالعظيم ويساعده على هجائه المتلمس فقال لهما عمرو: قد طال ثواكما, ولا مال قبلي , ولكن قد كتبت لكما الى عاملي بالبحرين يدفع لكل واحد منكما مائة الف درهم، فأخذ كل واحد نهم صحيفة واستراب الملتمس بأمره، فلما صارا عند نهر الحيرة لقيا غلاما عباديا فقال له المتلمس: اتحسن ان تقرأ؟
قال: نعم، قال: اقرأ هذه الصحيفة: فاذا فيها :
اذا اتاك المتلمس فاقطع يديه ورجليه فطرح الصحيفة وقال لطرفة : في صحيفتك مثل هذا لا يجترئ على قومي بهذا وانا بذلك البلد اعز منه يقرأها فلما قرا العامل صحيفته قطع يديه ورجليه وصلبه ثم ملك اخوه قابوس بن المنذر.
قال المسعودي : وملك النعمان بن المنذر (الرابع) وهو الذي يقال له :ابيت اللعن, اثنتين وعشرين سنة ولتكرار اسم المنذر فيهم سموا :المناذرة .
قال اليعقوبي : وكان مع المنذر اهل بيت من امرئ القيس بن زيد ,وكان من اهل ذلك البيت عدي بن زيد العبادي (النصراني) وكان خطيبا شاعرا قد كتب العربية والفارسية, وكان المنذر قد جعل عندهم ابنه النعمان فارضعوه وكان في حجورهم .
وكتب كسرى الى المنذر بان يبعث له بقوم من العرب يترجمون له الكتب فبعث بعدي بن زيد واخوين له , فكانوا في كتابه يترجمون له.
فلما مات المنذر قال كسرى لعدي بن زيد : هل بقي من اهل هذا البيت من يصلح للملك ؟.
قال : نعم , ان للمنذر ثلاثة عشر ولدا كلهم يصلح لما يريد الملك فبعث فاقدمهم ومعهم النعمان الذي رباه اهل بيت عدي بن زيد.
فانزلهم عدي بن زيد كل واحد على حدته , وكان يفضل اخوة النعمان عليه في النزل ويريهم انه لا يرجوه , ويخلو بهم رجلا رجلا ويقول لهم : ان سألكم الملك : هل تكفوني العرب ؟ فقولوا له : لن نكفيكهم اعجز فلما امر كسرى عدي بن زيد ان يدخلهم عليه, جعل يدخلهم رجلا رجلا , فاذا سألهم : هل تكفوني ما كنتم تكفون ؟ قالوا : لن نكفيك العرب تكفيني العرب ؟ قال : نعم وكان الاسود بن المنذر يحضنه اهل بيت اشراف من الحيرة يقال لهم بنو مرينا , وكان منهم رجل شاعر مارد يقال له عدي بن اوس بن مرينا , لما راى ذلك امر قوما من خاصة النعمان واصحابه ان يذكروا عدي بن زيد عنده ويقولوا : انه يزعم ان الملك (النعمان بن المنذر) عامله وانه هو ولاه ولولاه ما ولي , وكلاما نحو هذا فلم يزالوا يتكلمون بذلك بحضرة النعمان حتى احفظوه واغضبوه على عدي بن زيد فكتب النعمان اليه : عزمت عليك الا زرتني اليه فيه احد فجعل عدي يقول الشعر في محبسه ويستعطف النعمان ويذكر له حرمته و يعظه بذكر الملوك المتقدمين , فلم ينفعه ذلك وجعل اعداؤه من آل مرينا يحملون عليه النعمان ويقولون له : ان افلت قتلك وكان سبب هلاكك وكان لعدي عند كسرى اخوان يقال لاحدهما , ابي , والاخر : سمي, وابنه عمرو بن عدي, فكتب اليهم شعرا فقام اخوه وابنه ومن معهما الى كسرى فكلماه في امره .
فكتب كسرى الى النعمان يامره بتخلية سبيله , ووجه في ذلك رسولا وابتدأ الرسول به فبلغ النعمان مصير رسول كسرى الى عدي , فلما خرج من عنده وجه اليه النعمان من قتله: وضع على وجهه وسادة حتى مات : ثم قال للرسول : ان عديا قد مات واعطاه واجازه وتوثق منه ان لا يخبر كسرى الا انه وجده ميتا انتقام ابن عدي لابيه :
وقال : وكان عمرو بن عدي يعمل لكسرى عمل ابيه في ترجمة الكتب وطلب كسرى يوما جارية وصف صفتها فلم توجد له , فقال له عمرو بن عدي : ايها الملك على اكثر مما يطلب الملك , ولكنه يرغب بنفسه عن الملك ويزعم انه خير منه فوجه كسرى الى النعمان يامره ان يبعث اليه ابنته ليتزوجها فقال النعمان : اما في عين السواد وفارس ما يبلغ الملك حاجته ؟ فلما انصرف الرسول اخبر كسرى بقول النعمان .
فقال كسرى : وما يعني بالعين ؟.
فقال عمرو بن عدي : اراد البقر فغضب الملك وقال: رب عبد قد صار الى اكبر من هذا ثم صار امره الى تباب ثم كتب اليه بالقدوم عليه .
وبلغت النعمان كلمته فعلم ما اراد , فحمل سلاحه وما قوى عليه ولحق بجبلي طي , وهو مصاهرهم على سعدى بنت حارثة منهم , فسال طيئا ان يمنعوه من كسرى فقالوا: لا قوة لنا به وجعلت العرب تمتنع من قبوله حتى نزل في بطن ذي قار في بني شيبان , فلقي هانئ بن مسعود الشيباني , فدفع اليه سلاحه واودعه بنته وحرمته ومضى الى كسرى فنزل ببابه , فامر به فقيد , ثم وجه به الى ((خانقين)) وطرح تحت الفيلة فداسته حتى قتلته فقرب للأسود فأكلته ووجه كسرى الى هانئ بن مسعود : ان ابعث الي مال عبدي الذي عندك وسلاحه وبناته.
قال : وكان النعمان اودعه ابنته واربعة آلاف درع فأبى هانئ وقومه ان يفعلوا, فوجه كسرى بالجيوش من العرب والعجم , فالتقوا بذي قار ,فاتاهم حنظلة بن ثعلبة العجلي فقلدوه امرهم قالوا لهانئ : ذمتك ذمتنا ولا نخفر ذمتنا يوم انتصرت فيه العرب من العجم .
فيروى عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) انه قال : هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم , وبي نصروا .
سائر ملوك الحيرة ومصيرها:
قال المسعودي : ((ثم ملك الحيرة جماعة من الفرس, حتى بلغ عدد الملوك بالحيرة ثلاثة وعشرين ملكا من بني نصر وغيرهم من العرب والفرس , وكان مدة ملكهم ستمائة واثنتين وعشرين سنة وثمانية اشهر وبدا عمران الحيرة من اوائل المائة الثانية من هؤلاء الملوك فكان عمرانها من بدوه الى ان بنيت الكوفة فتناقص عمرانها : خمسمائة وبضعا وثلاثين سنة, ثم لم يزل عمرانها يتناقص الى ايام المعتضد حيث استولى عليها الخراب وكان جماعة من خلفاء بني العباس كالسفاح والمنصور والرشيد وغيرهم ينزلونها ويطيلون المقام بها , لطيب هوائها وصفاء جوهرها وصحة تربتها وصلابتها , وقرب الخورنق والنجف منها وقد كان فيها اديرة كثيرة فيها كثير من الرهبان , فلما تداعى الخراب اليها لحقوا بغيرها قال المسعودي ((وهي في هذا الوقت ليس بها الا الصدى والبوم )).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|