أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-18
1082
التاريخ: 2023-08-28
870
التاريخ: 2023-05-03
1647
التاريخ: 9-11-2016
3346
|
النزاع بين الاوس والخزرج في يثرب:
بعد ان تغلب الاوس والخزرج على اليهود في يثرب، استمروا على الوفاق والاتحاد فترة من الزمن، ثم ساءت العلاقات بينهما ووقع الخلاف وانتهى الامر بنشوب حروب كثيرة بينهما امتدت حتى قبيل الهجرة النبوية.
وكانت اوائل هذه الحروب (حرب سمير، ويوم السرارة، ويوم الديك، ويوم فارع، ويوم الفجار الاول والثاني، وكان آخرها يوم بعاث الذي وقع قبل الهجرة النبوية بخمس سنوات)(1).
وفي هذه الحروب استعان كل جانب بقبيلة يهودية تحالف معها على خصمه من بني جنسه.
ويبدوا ان اليهود في يثرب كانت لهم يد في نشوب الخلاف بين العرب بعضهم بعضا، وانهم كانوا يسعون الى تفتيت وحدتهم حتى ينالوا منهم وتعود لهم السيادة في بثرب.(2)
وفي جميع الايام السابقة عدى يوم بعاث، كانت الغلبة للخزرج على الاوس، وافتخر الخزرج بذلك في اشعارهم على الاوس. وقد التقت اهداف الاوس مع اهداف يهود بني قريظة والنظير، وتحالفوا معا، وعلى اثر ذلك قامت الحرب بين الاوس والخزرج في بعاث، وانتهى ذلك اليوم بهزيمة الخزرج(3).
واصل النزاع بين الاوس والخزرج في يثرب يرجع الى عوامل اقتصادية وسياسية، فالعوامل الاقتصادية مصدرها تطلع زعيم الخزرج عمرو بن النعمان البياض الى انزال قومه في منازل بني قريظة، النضير، وكانت اكثر مياها واكرم نخلا اذ قال:
(يا قوم ان بياضة بن عمرو انزلكم منزل سوء، والله لا يمس راسي غسلا حتى انزلكم منازل بني قريظة والنضير واقتل رهنهم، وكانت لهم غزار المياه وكرام النخيل)(4).
واما الاسباب السياسية، فنصدرها ان انتصار العرب على اليهود قد تم على يدي مالك بن العجلان الخزرجي، ومن ثم فهم احق بالسيادة في يثرب من الاوس، الذين ابوا ان يتباهى عليهم الخزرج بذلك، وان يحضى الخزرج بالذكر والشرف في يثرب دونهم.
وقد تسببت الحروب بين الجانبيين في خسائر كثيرة لهما في الارواح والاموال والاملاك، وفطن الاوس والخزرج في آخر الى دسائس اليهود، وما كانوا يسعون اليه بضرب فريق منهم بالأخر، حتى تصبح لهم السيادة من جديد من يثرب.
وعلى اثر ذلك عمد الاوس والخزرج الى تحقيق السلام بينهما في يثرب، واعتزموا تولية واحد منهم اميرا وسيدا عليهم، وكان سيد الخزرج عبد الله بن ابي سلول، وسيد الاوس ابو عامر بن عبد عمر بن صفي بن النعمان والاثنان شقيا بشرفهما عند ظهور الاسلام، فدخل عبد الله بن سلول في الاسلام كارها على النفاق والضغينة، وكان يعتقد ان رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد أستلبه ملكه، فكان قومه وقد نظموا له تاجا من الخرز واعتزموا ان يجعلوه ملكا عليهم.
اما ابو عامر بن صيفي، فقد اصر على الكفر وخرج بجماعة من قومه الى مكة، ولما فتحها النبي رحل الى الطائف، فلما اسلم اهلها غادروها الى الشام، وظل بها حتى مات (طريدا غريبا وحيدا)(5). كان يعيش في يثرب جماعات يهودية قديمة، نزحت اليها في ازمان قديمة وامكنها التغلب على اصحابها من العماليق.
وفي عام 70م، فرت جموع كثيرة من يهود فلسطين الى الجزيرة العربية، على اثر ثورة اليهود في اورشليم على الرومان، الذين قاموا بطردهم من فلسطين وتشتيهم، كما هدموا معبدهم، وكان ذلك في عهد الامبراطور الروماني (طيطس) في سنة 70م.
وقد استوطنت جماعة من هؤلاء اليهود في اخصب بقاع الحجاز، في يثرب وفدك وخيبر ووادي القرى وتيماء، ونزل بعضهم في اليمن، وامكنهم تهويد جماعة من اهلها(6).
وفي يثرب استوطن اليهود الجدد الى جانب اليهود القدامى.
وفي يثرب اقام اليهود اطاما، وهي حصون كانوا يلجأون اليها في اوقات الغارات، ويتحصن فيها النساء والاطفال والشيوخ عندما رجالهم للقتال.
وقد اشار القرآن الكريم الى تحصنهم في هذه الحصون عندما حاصر الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)يهود بني النضير في العام الرابع الهجري، في قوله تعالى { هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2] (7).
وكان يهود يثرب يتجمعون في قرى محصنة اشار اليها القرآن الكريم في قوله تعالى { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ } [الحشر: 14] (8).
وكان ليهود ليثرب بيت يعرف باسم (بيت المدراس) فكان يجلس فيه علماؤهم واحبارهم وربانيوهم لتدارس التوراة، والفصل فيما يحدث بينهم من خلافات(9).
وقد ذكر ابن النجار ان اليهود في يثرب كانت لهم تسعة وخمسون أطما، بينما العرب القدامى كان لهم ثلاثة عشر اطما.
ووقت نزول عرب الاوس والخزرج في يثرب كان اليهود يشكلون اكثر من عشرين قبيلة كان اكبرها بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، والى جانب هذه القبائل الثلاث اقامت قبائل يهودية صغيرة، منها محمحم، وبنو زعورا، وبنو القصيص، وبنو القمعة، وبنو مرانة وغيرهم(10).
________
(1) السمهوري (ابو الحسن بن عبدالله): كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ج1،ص155.
(2) الشريف (احمد ابراهيم): مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسالة، ص338.
(3) السمهوري: كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، ج1، 154.
(4) السمهوري: المرجع السابق،ج1، ص153.
(5) ابن هشام: كتاب السيرة، ج2، ص234-235.
(6) د. جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام، ج4،ص178.
(7) سورة الحشر، اية 2.
(8) سورة الحشر، آية 18.
(9) ابن هشام: كتاب السيرة، ج2، ص201.
(10) ابن النجار: الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، ص326.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|