أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-10-2016
![]()
التاريخ: 2024-10-13
![]()
التاريخ: 2024-08-31
![]()
التاريخ: 1-11-2016
![]() |
تسقط اشعة الشمس مائلة على اليابس الاوربي خلال هذه الفترة من السنة مما يقلل من تأثيرها في رفع درجة الحرارة، لذا يصبح المحيط الاطلسي هو العامل الملطف لدرجات الحرارة السائدة في اوربا وخاصة في جهاتها الغربية المتاخمة والقريبة منه، اذ تهب الرياح الغربية الدفيئة من ناحية المحيط وتعمل على تلطيف درجات الحرارة السائدة(1) ولا تستطيع هذه الرياح التوغل بعيدا داخل القارة نظرا لوجود نطاق من الضغط الجوي المرتفع يتمركز في شرقي اوربا ويشكل امتدادا غربيا لنطاق الضغط الجوي المرتفع الاسيوي والذي يحول دون تلطيف درجات الحرارة السائدة في هذه الجهات.
لذلك تنخفض درجة الحرارة في اوربا خلال شهور الشتاء بالاتجاه من الغرب الى الشرق فبينما يبلغ متوسط درجة حرارة شهر يناير 8م في لشبونة المطلة على المحيط الاطلسي، لا يتجاوز هذا المتوسط 4م في مدريد بالنطاق الاوسط من ايبيريا، وفي الشمال يبلغ متوسط درجة حرارة شهر يناير 7م في مدينة بريست المطلة على المحيط الاطلسي بأقصى شمال غربي فرنسا (في بريتاني) وينخفض هذا المتوسط بالاتجاه صوب الداخل حيث يبلغ -1م في ستراسبورج بأقصى شمال شرقي فرنسا، -7م في شرقي بولندا، -1 ، 11م في موسكو بأقصى شرقي القارة الاوربية بعيدا عن ساحل المحيط الاطلسي بمسافة 2900 كيلو مترا تقريبا. مما يعني سيادة صفة القارية في شرقي القارة عكس الوضع في غربي اوربا حيث تسود المؤثرات البحرية الملطفة لدرجة الحرارة والتي تعني تزايد المدى الحراري السنوي بالاتجاه من الغرب الى الشرق بالصورة السابق الاشارة اليها عند دراسة تأثير عامل الموقع الجغرافي على مناخ اوربا.
ويخرج من نطاق الضغط الجوي المرتفع المتمركز فوق شرقي اوربا كتل هوائية باردة تتجه نحو النطاق الاوسط من القارة الذي يتصف خلال هذه الفترة بالبرودة الشديدة وخاصة انه يتعرض لهبوب رياح شديد البرودة اتية من الجهات القطبية شمالي القارة. واحيانا يتسع نطاق الضغط الجوي المرتفع المتمركز فوق شرقي اوربا ليشمل ايضا غربي القارة مما يؤدي الى انخفاض درجات الحرارة السائدة في هذه الجهات بشكل كبير. (شكل رقم 1)
ويتأثر اقليم البحر المتوسط جنوبي القارة خلال شهور الشتاء بالانخفاضات الجوية التي تتجه من الغرب الى الشرق، كما تهب الرياح من نطاق الضغط الجوي المرتفع الازوري في الجنوب وتتجه صوب نطاق الضغط الجوي المنخفض الايسلندي في الشمال.
وتسقط الامطار الاعصارية على معظم اراضي القارة خلال شهور الشتاء، فالرياح العكسية (الغربية) التي تهب من المحيط الاطلسي وتتجه نحو الشرق تكون مصحوبة بالأعاصير، لذا تسقط الامطار الغزيرة التي تقل في كمياتها بالاتجاه من الغرب الى الشرق بعيدا عن المحيط الاطلسي المصدر الرئيسي لبخار الماء، فبينما تبلغ كمية الامطار السنوية 33 بوصة في مدينة بريست الفرنسية المطلة على المحيط الاطلسي لا تتجاوز هذه الكمية 20 بوصة في برلين، 3، 19 بوصة في مدينة وارسو.
ويقل تساقط الامطار بصورة عامة في شرقي اوربا خلال شهور الشتاء لوجود نطاق الضغط الجوي المرتفع السابق الاشارة اليه، ويكون التساقط هنا في شكل ثلوج غالبا نظرا للانخفاض الشديد لدرجات الحرارة لذلك تغطي الثلوج سطح الارض في شمالي المانيا فترة تتراوح بين 20 - 25 يوما في الشمال واكثر من 40 يوما في الجنوب، في حين تصل هذه الفترة الى ثلاثة شهور في المتوسط بدولة بولندا في الشرق.
وتغزر الامطار التضاريسية بشكل كبير عندما تعترض المرتفعات اتجاه الرياح الغربية (العكسية) كما هي الحال بالنسبة لمرتفعات اسكندناوه حيث تبلغ كمية الامطار السنوية الساقطة على السفوح الغربية لهذه المرتفعات في النرويج 130 بوصة، في حين لا تتجاوز 18 بوصة في جزيرة جوتلاند في البحر البلطي والتي تصلها الرياح الممطرة بعد عبورها نطاق مرتفعات اسكندناوه.
وتغزر الامطار الساقطة ايضا فوق النطاقات الجبلية عالية المنسوب وان تباينت في كميتها تبعا لمحاور امتداد المرتفعات ومنسوبها بالنسبة لمستوى سطح البحر، لذلك بينما تبلغ كمية الامطار السنوية 83 بوصة في جنوب شرقي سويسرا تصل هذه الكمية الى 126 بوصة في نطاق مرتفعات القوقاز في اقصى جنوب شرقي القارة، في حين لا تتجاوز 57 بوصة في هذبة فرنسا الوسطى الادنى منسوبا.
وتسقط الامطار الاعصارية على اقليم البحر المتوسط بجنوبي القارة خلال شهور الشتاء لمرور الانخفاضات الجوية التي تتحرك في اتجاه عام من الغرب الى الشرق، لذا تقل الامطار في كميتها في نفس الاتجاه - اي من الغرب الى الشرق - وان كانت الملامح البيئية المحلية وخاصة ما يتعلق بمنسوب سطح الارض واتجاه المرتفعات الجبلية يمكن ان تغير من هذا النظام حيث تصبح الامطار في هذه الحالة تضاريسية وليست إعصاريه.
فبينما تبلغ كمية الامطار في مرسيليا بجنوبي فرنسا 23 بوصة لا تتجاوز 15،5 بوصة في اثينا باليونان في اقصى شرقي جنوب القارة، ومع ذلك تغزر الامطار بشكل كبير على السفوح الغربية للمرتفعات التي تعترض مسار الانخفاضات الجوية المتجهة من الغرب الى الشرق كما هي الحال بالنسبة للسفوح الغربية لكل من مرتفعات الابنين في شبه جزيرة ايطاليا (تبلغ كمية الامطار في روما 35 بوصة سنويا) ومرتفعات الالب الدينارية في غربي شبه جزيرة البلقان حيث تبلغ اكثر من 150 بوصة في السنة، وهي تعد بذلك من اغزر جهات اوربا مطرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعمل تيار الخليج الدافئ على تدفئة مياه شمالي المحيط الاطلسي مما يزيد من قدرة الرياح الغربية على رفع درجة حرارة الهواء، وعلى حمل بخار الماء.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|