أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2016
1967
التاريخ: 24-10-2016
1908
التاريخ: 24-10-2016
1601
التاريخ: 20-7-2018
10871
|
آشور تستعيد قوتها وتصبح دولة عظمى :
استغلت (آشور) الصراع العسكري الذي نشب بين المملكتين الحورية – الميتانية والحثية الذي انتهى بزوال قوة المملكة الحورية – الميتانية ، وكانت قد بدأت بتقوية نفسها قبل ذلك في عهد ملكها (ايريبا – حدد) الاول (1390-1364 ق . م . ) الذي استطاع ان يحرر بلاده من الهيمنة الحورية – الميتانية . ولكنها لم تستطع ان تحقق حلمها كاملا الا في عهد خلفه وابنه (آشّور – اوبلّيط) (1363 – 1328 ق . م) ، الذي انتصر على الملك الميتاني (ارتاتاما) الثاني في نهاية سلسلة من الحروب المتواصلة بينهما .
واخذت (آشور) بعد ذلك تقوى وتتحرك على الصعيدين الديبلوماسي والتجاري الخارجيين . فأقامت علاقات تجارية مع مصر بعد انهيار المملكة الميتانية ، التي كانت تسيطر على الطريق التجاري الواصل بين بلاد ما بين النهرين ومصر عبر شمال واواسط بلاد الشام ويبدو ان فرعون مصر ادرك خطورة الاشوريين في غرب آسية ، لذلك ارسل 20 وزنة من الذهب الى الملك الآشوري (اشّور – نادين – اخّي) .
وكان الملك الآشوري (اشّور – اوبلّيط) قد حاول ان يقيم حلفا مع مصر ، وبعث وفدا الى وادي النيل لتحقيق هذا الهدف . وقد ورد في احدى رسائل (اشّور – اوبلّيط) الى فرعون مصر (اخناتون) ، ابعث هذا الرسول ليقابلك ويطلع على بلادك وليعرف قصدك وقصد بلادك ، ثم يعود . وهذه اشارة صريحة من الملك الآشوري للتعاون بينه وبين فرعون مصر تمهيدا ً لعقد اتفاقية عسكرية يقف كل منهما بجانب الآخر في حال اعتداء دولة اجنبية على أي منهما . وقد عنى الاشوريون خاصة المملكتين (الحثية) و (الكاشية) .
وقد غضب الكاشيون من قيام الاشوريين بهذه الخطوات الديبلوماسية ، لذلك كتب الملك الكاشي الى اخيه فرعون مصر يعاتبه لاستقباله الرسل الآشوريين ، ولذلك لم يدع الملوك الآشوريين فرصة تمر الا واستغلوها للتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة الكاشية . وقد اغتنموا فرصة نشوب النزاع بين المتنفذين في البلاط الكاشي حول السلطة ، وتمكنوا اخيرا من تنصيب (كوريجالزو) الثاني (1343 – 1321 ق.م) على عرش المملكة الكاشية ، وبذلك ضمنوا وقوف الكاشيين الى جانبهم ضد المملكة الحثية .
وكان على خلفاء (اشّور – او بلّيط) مواصلة دعم قواهم العسكرية وتمتين علاقاتهم مع بعض الممالك والامارات الاخرى في غرب آسية ، اذا ما ارادوا الصمود على مسرح الاحداث التي شهدتها شعوب النصف الغربي من عالم الشرق القديم خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، خاصة وان المملكة المصرية الحديثة باستعادة قوتها من جديد في عصر السلالة التاسعة عشرة ، كما اصبحت المملكة الكاشية تشكل عبئا اثقل كاهل الاشوريين . ولذلك اضطر خلفاء (اشّور – اوبلّيط) وهم (اريكدينيلو) (1317 – 1306 ق . م ) و (حدد – نيراري) الاول (1305 -1274 ق .م .) و (زالما – نصار) الاول (1273 – 1244 ق . م .) والقائد العسكري الفذ (توكولتي – نينورتا) الاول (1243 – 1207 ق . م .) اضطروا جميعا لشن حروب خارجية وقائية تارة وتوسعية تارة اخرى لاثبات وجودهم .
لقد هاجم (حدد – نيراري) المملكة الكاشية وضمن ولاءها من جديد للتاج الاشوري . ثم اتجه نحو الغرب وغزا كامل المنطقة الممتدة من (حرّان) حتى (كركميش) وسيطر بذلك على الطريق التجارية التي كانت تصل بلاد ما بين النهرين بالأجزاء الغربية من آسية الصغرى ، واما في عهد (زلما – نصار) الاول فقد ازدادت حدود المملكة الآشورية اتساعا حتى شملت منطقة (اورارتو) واقام هذا الملك على حدودها الجنوبية مستوطنات آشورية دائمة . ثم هاجم (كركميش) واصطدم ايضا بالجيش الكاشي ، لانه انقلب ضد الآشوريين ، والحق به هزيمة نكراء ، في حين وقف الحثيون موقف المتفرج من ذلك . وسبب ذلك – على ما يبدو ان الملك الكاشي لم يقبل بنصيحة (خاتّوشيلي) الثالث بالانضمام الى جانب الحثيين ضد الآشوريين .
واخيرا بلغت المملكة الآشورية في عهد ملكها (توكولتي – نينورتا) الاول قمة مجدها العسكري في القرن الثالث عشر قبل الميلاد . لقد قام هذا الملك بغزوات عديدة في عيلام ، واخضع سكان مناطق اخرى في الغرب والجنوب الغربي من منطقة (خانا) و (ماري) و (رابيكو) . ولكن هذا التوسع الآشوري في شمال بلاد الشام (سورية) لاقى مقاومة عنيفة من حلف اقامته الامارات الشامية (السورية) السورية – الحثية ضد الآشوريين . ولكن الملك الآشوري هزم قوات الحلف واسر كما يقول في احدى كتاباته 28800 انسانا . ثم واجه قوات حلف آخر كونه 23 اميرا في الجهة الشمالية من ارض آشور التي تألفت من بلاد الـ (نايري) والحق الهزيمة بها . ثم اتجه بانظاره نحو الجنوب وهاجم المملكة الكاشية واقتحم اسوار مدينة (بابل) ونهب معابدها ودمرها ، وفي مقدمتها معبد الاله (مردوك) ، ونقل تمثاله الى مدينة (آشور) رمزاً لهذا الانتصار . ويعتبر عمل الملك الآشوري هذا بحق (مردوك) بداية عصر من العداء بين (بابل) و (آشور) والحلقة الاولى في سلسلة من الصراعات الدامية بينهما وهي صراعات بين عقيدتي الربين (مردوك) و (آشور) . ولم تنته الا بعد ان ازيل الوجود السياسي للإمبراطورية الآشورية بواسطة الميديين في عام 613/612 ق . م .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|