أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-18
951
التاريخ: 18-12-2015
4990
التاريخ: 25-09-2014
5109
التاريخ: 8-11-2014
6163
|
قال تعالى : {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 188].
هذه عقيدة المسلمين بنبيهم محمد أشرف خلق اللَّه أجمعين ، لا يملك لنفسه شيئا فضلا عن أن يملكه لغيره ، وهذا الاعتقاد بمحمد (صلى الله عليه واله)هو نتيجة حتمية لعقيدة التوحيد .
{ ولَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وما مَسَّنِيَ السُّوءُ }. ان كلمة الغيب لا تدل على معناها فحسب ، بل تدل أيضا على ان الغيب للَّه وحده ، وبالإضافة إلى هذه الدلالة فان أقرب الناس إلى ربه يعلن للأجيال بأنه أمام الغيب بشر لا فرق بينه وبين غيره من الناس ، ثم لا يكتفي بهذا الإعلان بل يستدل على ذلك بالحس والوجدان وهو انه لو علم الغيب لعرف عواقب الأمور ، فأقدم على ما تكون عاقبته خيرا ، وأحجم عما تكون عاقبته شرا ، وما أصابه في هذه الحياة ما يسوؤه ويكرهه .
وكيلا يقول قائل : كيف لا يعلم محمد الغيب ، وهو الرسول المقرب من اللَّه ؟ . قال محمد (صلى الله عليه واله)بأمر من اللَّه : { إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.
انه رسول اللَّه ، ما في ذلك ريب . . ولكن مهمة الرسول تنحصر بتبليغ الناس رسالات ربهم ، وإنذار من عصى بالعقاب ، وبشارة من أطاع بالثواب ، أما علم الغيب ، والنفع والضر فبيد اللَّه وحده . . وخص المؤمنين بالبشارة والانذار ، مع انهما يعمان جميع الناس إشارة إلى أن البشارة والانذار إنما ينتفع بهما من يريد الإيمان الحق ، أما المكابر فلا يجدي معه شيئا .
وتسأل : لقد جاء في سيرة النبي (صلى الله عليه واله)وكتب الأحاديث : ان محمدا (صلى الله عليه واله) أخبر عن كثير من المغيبات . . من ذلك اخباره بأن المسلمين من بعده يتغلبون على الروم والفرس ، وان سلمان الفارسي سيوضع على رأسه تاج كسرى ، فوضع . .
وأيضا أخبر عن موت النجاشي وعن شهادة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد اللَّه بن رواحة وعن نباح كلاب حوأب على عائشة وعن قتال علي بن أبي طالب الناكثين والقاسطين والمارقين ، وعن استشهاد سبطه الحسين بن علي . . إلى غير ذلك كثير . . فكيف تجمع بين إخباره عن المغيبات ، وبين قوله : { ولَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ } .
الجواب : ان غيب اللَّه لا حد له ولا حصر ، وحده ان لا حد له ، وهذا الغيب على أنواع : نوع يحجبه اللَّه عن عباده ، ولا يطلع عليه أحدا كائنا من كان كقيام الساعة . ونوع يطلع عليه من ارتضى من عباده ، وإليه أشارت الآية 26 من الجن : {عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ }. والآية 179 من آل عمران :{وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ولكِنَّ اللَّهً يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ }. ونوع يطلع عليه كل الناس كالبعث والنشر ، والجنة والنار .
فالمراد بأن الغيب للَّه وعند اللَّه انه لا طريق إلى معرفته بالتجربة ، ولا بالعقل ولا بأي شيء إلا بالوحي منه تعالى ، وهو يوحي بشيء من غيبه إلى من ارتضى من رسول حسبما تستدعيه الحكمة وحاجة الناس ، والرسول بدوره يخبرهم بهذا الغيب كما تلقاه من اللَّه . . وعلى هذا فلا يكون إخبار الرسول به علما بالغيب ، بل نقلا عمن يعلم الغيب ، والفرق بعيد بين مصدر العلم ، وبين النقل عن مصدره ، لأن الأول أصل ، والثاني فرع ، وأيضا فرق بين من ينقل عمن نقل عن الأصل مباشرة ، وبين من ينقل عن هذا الناقل . . {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة : 32] .
وهذه الآيات دليل قاطع على فساد ما تقوله الصوفية من ان نفس الإنسان بنحو من الرياضة تنعكس فيها المغيبات . . وقد أسموا هذا الانعكاس علما لدنّيا . .
ولست أدري كيف جمع الصوفية بين الإيمان باللَّه ورسالة محمد (صلى الله عليه واله) ، وبين الاعتقاد بهذا العلم الدنّي ؟ .
وأعجب من هذا ما قاله ابن العربي في الجزء الثالث من الفتوحات المكية الباب ال 311 : ان من أحب اللَّه حبا خالصا يستطيع أن يحول نفسه إلى أية حقيقة شاء من حيوان أو شجر أو حجر أو ماء . . وقد حدث هذا بالفعل ، ذلك ان بعض المحبين من أهل هذه الطريقة - أي الصوفية - دخل على شيخ وحوّل نفسه بين يديه إلى كف من ماء . . ولما قيل للشيخ : دخل عليك فلان ولم يخرج ، فأين هو ؟ . قال لهم : هذا الماء هو .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|