أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2014
4955
التاريخ: 8-10-2014
5240
التاريخ: 22-12-2015
4889
التاريخ: 22-3-2016
5755
|
قال تعالى : {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ} [الأنعام : 41]. بعد أن سألهم : أغير اللَّه تدعون يوم الهول الأكبر قرر الجواب بقوله : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ } وهذا هو الجواب الذي تؤمن به وتجيب دنيا وآخرة فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها . . وليس معنى فطرة اللَّه ان الإنسان يدرك الخالق تلقائيا ومن غير دليل . كلا ، وإلا لم يكفر أحد باللَّه ، وإنما معنى هذه الفطرة ان اللَّه أودع في الإنسان غريزة الاستعداد لتفهم الدلائل الدالة على وجوده ، وهذا الاستعداد لا يفارق الإنسان بحال ، ومن كفر فإنما يكفر مقصرا ومتهاونا بالاعراض عن النظر في الدلائل والبينات ، فاستحق العذاب لهذا الإهمال ، إذ لا فرق أبدا في نظر العقل بين من ترك العمل بعلمه متعمدا ، وبين من ترك الحق واتبع الباطل جهلا بهما ، مع قدرته على معرفتهما والتمييز بين الهدى والضلال ، ولكنه ترك تهاونا واستخفافا . أجل قد يحتجب هذا الاستعداد ، وهذا الإدراك الفطري وراء ستار من التقليد والتربية والشهوات ، تماما كما تحتجب الشمس وراء السحاب ، فيخيّل للجاهل المحجوب انه كافر باللَّه لعدم الدليل ، والدليل كامن في ذاته وفطرته التي فطره اللَّه عليها . ويوم القيامة تزول الحجب الطارئة ، وتظهر الحقيقة واضحة للعيان ، ولا يبقى مجال للشك والإنكار .
{ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ } . ضمير إليه يعود إلى الكشف ، وهو
مصدر متصيد من يكشف ، والمعنى انهم يدعون اللَّه إلى كشف العذاب عنهم :
{كْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ} [الدخان : 12] ، واللَّه سبحانه يكشف عنهم ان شاء ، وان لم يشأ لم يكشف {وتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ } أي انكم أيها المشركون تتركون يوم القيامة دعوة الأصنام التي كنتم تعبدونها في الدنيا ، وتدعون اللَّه وحده ، حيث يظهر كل شيء على حقيقته .
« ولَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ » .
ان اللَّه سبحانه لا يعاقب عباده إلا بعد أن يرسل إليهم رسولا يرشدهم إلى طريق الهداية ، فإن لم يهتدوا منحهم الفرصة ليراجعوا أنفسهم ، وامتحنهم بالبلاء ليتضرعوا ويتوبوا ، ولكنهم أصروا على المعصية ، كما قال تعالى في الآية التالية :
{ فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا ولكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ } . يقول جل ثناؤه : انهم لم يتضرعوا حين جاءهم بأسنا في الدنيا ، ولم يتذللوا للَّه ، وينزلوا عن عنادهم ، بل أصروا على الكفر ، وكان الشيطان من ورائهم يزين لهم ما هم فيه من ضلال وفساد .
وتدل هذه الآية على ان اللَّه سبحانه يقبل كل من لجأ إليه ، حتى ولو كان التجاؤه لضغط الشدائد والنوازل . . وهذا هو شأن الكريم والعظيم ، لا يرد سائلا ولا يخيب أملا ، مهما كانت دوافعه .
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [الأنعام : 44]. أنذرهم أولا بالقول على لسان الأنبياء وثانيا بالفعل ، حيث امتحنهم بالبلاء والضراء ، ولما أصروا على الكفر والعناد فتح عليهم أبواب الرزق والرخاء لالقاء الحجة والاستدراج بالنعم بعد الامتحان بالنقم ، ولما فرحوا بالرخاء ، وازدادوا بطرا وكبرا ، ولم يأوبوا إلى رشد أخذهم اللَّه بالعذاب ، من حيث لا يحتسبون ، فتحسروا على التفريط ، وآيسوا من النجاة .
والخلاصة ان اللَّه سبحانه عاملهم بالضراء تارة ، وبالسراء أخرى حبا بهدايتهم تماما كما يفعل الوالد الشفوق بولده طلبا لصلاحه . . ولكنهم لم يشكروا الرخاء ، ولم يتعظوا بالبلاء ، فاستأصلهم عن آخرهم ، ولم يبق منهم واحدا ، ليعتبر بهم من يأتي من بعدهم { فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ } على انعامه على المؤمنين ، ونصرهم على أهل الكفر والفساد .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|