أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
1508
التاريخ: 28-09-2015
1235
التاريخ: 10-12-2015
2325
التاريخ: 28-09-2015
1539
|
قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3]
اختلف الشيعة وأكثر السنة في تفسير هذه الآية ، ونحن نعرض أقوال الطرفين كناقلين ، لا مؤيدين ، ولا مفندين ، ونترك القارئ وعقله يستفتيه وحده .
قال السنة أو أكثرهم : المراد بالآية ان اللَّه سبحانه أكمل للمسلمين دينهم بتغلبه وإظهاره على الأديان كلها رغم محاربة أهلها ومقاومتهم له وللمسلمين ، وأتم نعمته عليهم بالنص على عقيدته وشريعته أصولا وفروعا ، وأبان جميع ما يحتاجون إليه في أمر دينهم ودنياهم : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } [الأنعام : 38].
وقال الشيعة : يصح تفسير الآية بهذا المعنى إذا لم تقترن بحادثة تفسرها ، وتبين المراد منها ، فإن كثيرا من الآيات تفسرها الحادثة التي اقترنت بزمن نزولها . من ذلك - على سبيل المثال - قوله تعالى مخاطبا نبيه الأكرم : {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب : 37]. فلو جردنا هذه الآية عن قصة زيد بن حارثة ، وأخذنا بظاهرها لكان معنى الآية ان رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) يؤثر رضا المخلوق على رضا الخالق . . حاشا من اصطفاه اللَّه لوحيه ورسالته .
ثم قال الشيعة : وهذه الآية اقترنت بحادثة خاصة تفسرها وتبين المراد منها ، واستدلوا على ذلك بما يلي :
أولا : اتفق علماء السنة والشيعة المفسرون منهم والمؤرخون على ان سورة المائدة بجميع آياتها مدنية ، ما عدا هذه الآية : « الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » فإنها نزلت في مكة ، وفي السنة العاشرة للهجرة ، وهي السنة التي حج فيها رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) حجة الوداع ، لأنه انتقل إلى جنان ربه في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة .
ثانيا : ان النبي بعد أن قضى مناسكه في هذه السنة توجه إلى المدينة ، ولما بلغ غدير خم - وهو مكان في الجحفة تتشعب منه طرق كثيرة - أمر مناديه أن ينادي بالصلاة ، فاجتمع الناس قبل أن يتفرقوا ، ويذهب كل في طريقه إلى بلده ، فخطبهم وقال فيما قال :
« ان اللَّه مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، أنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه يقولها ثلاثا ، وفي رواية أربعا . . ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه . وأحبّ من أحبه ، وأبغض من بغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وادر الحق معه حيث دار . ألا فليبلغ الشاهد الغائب » .
والسنة لا ينكرون هذا الحديث بعد ان تجاوز حد التواتر ( 1 ) وسجله الكثير من أئمتهم وعلمائهم ، منهم الإمام ابن حنبل في مسنده ، والنسائي في خصائصه ، والحاكم في مستدركه ، والخوارزمي في مناقبه ، وابن عبد ربه في استيعابه ، والعسقلاني في اصابته ، كما ذكره الترمذي والذهبي وابن حجر وغيرهم ، ولكن الكثير منهم فسروا الولاية بالحب والمودة ، وان المراد من قول الرسول (صلى الله عليه واله) : من كنت مولاه - من أحبني فليحب عليا .
ورد الشيعة هذا التفسير بأن قول النبي : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه - يدل بصراحة ووضوح على ان نفس الولاية التي ثبتت لمحمد (صلى الله عليه واله) على المؤمنين هي ثابتة لعلي (عليه السلام)، دون زيادة أو نقصان ، وهذه الولاية هي السلطة الدينية والزمنية ، حتى ولو كان للفظ الولاية ألف معنى ومعنى .
وعلى هذا يكون معنى الآية ان اللَّه سبحانه أكمل الدين في هذا اليوم بالنص على علي بالخلافة .
وتسأل : ان إكمال الدين بإظهاره على الأديان ، وبيان أحكامه كاملة وافية كما يقول السنة - واضح لا يحتاج إلى تفسير ، أما إكمال الدين بالنص على خلافة علي فلا بد له من التفسير والإيضاح ، فبأي شيء يفسره الشيعة ؟ .
قال الشيعة في تفسير ذلك : ان الإكمال حقا لا يتم إلا بوجود السلطة التشريعية والتنفيذية معا ، والأولى وحدها ليست بشيء ما لم تدعمها الثانية ، وقد كان التنفيذ بيد الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) ، فظن أعداء الإسلام ان السلطة التنفيذية ستذهب بذهاب الرسول ، وبذهابها يذهب الإسلام . . . فأقام النبي عليا ليحفظ الشريعة من بعده ، ويقيم الدين كما أقامه الرسول (صلى الله عليه واله) ، وبهذا لم يبق للكفار أي أمل في ذهاب الإسلام أو ضعفه .
______________________________________
(1) . نقل الشيعة هذا الحديث عن العديد من مصادر السنة ، ووضع علماؤهم فيه كتبا خاصة، وآخرهم الشيخ الأميني من علماء النجف الأشرف في هذا العصر ، فقد ألف كتابا أسماء الغدير في 12 مجلدا ، تبلغ صفحاتها حوالي خمسة آلاف صفحة ، ذكر فيه رواة الحديث ، وهم 120 صحابيا ، و 84 تابعا ، و 360 إماما وحافظا للحديث ، وفيهم الحنفي والشافعي وغيرهما كل ذلك نقله عن كتب السنة والكتاب معروض للبيع في مكتبات العراق وإيران ولبنان .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|