أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
7775
التاريخ: 14/11/2022
1261
التاريخ: 24-09-2014
8641
التاريخ: 23-11-2014
8360
|
قال تعالى : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [المائدة : 72].
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهً هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) . غالى اليهود في تحقير عيسى وأمه ، وغالى النصارى في تعظيمهما ، حتى ارتفعا بهما إلى مكان الآلهة ، والغلو في نظر الإسلام كفر بشتى صوره وأشكاله . قال الإمام علي (عليه السلام) : « سيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق ، وخير الناس فيّ حالا النمط الأوسط فالزموه » .
{وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة : 72] . المسيح من بني إسرائيل وأنذر أول من أنذر قومه ، فأمرهم بعبادة اللَّه وحده معترفا بأنه ربه وربهم ، ومنذرا من يشرك باللَّه بأليم العذاب ، ولكن النصارى أبوا إلا القول بربوية عيسى (عليه السلام)ومن جحد بها فقد جحد بخالق الكون في عقيدتهم .
( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهً ثالِثُ ثَلاثَةٍ ) . أنكر سبحانه على النصارى أولا تأليه السيد المسيح (عليه السلام)، ثم أنكر عليهم في هذه الآية جعلهم اللَّه واحدا من ثلاثة ، وقولهم : إن اللَّه هو الأب والمسيح هو الابن ، ثم حل الأب في الابن واتحد به فكوّن روح القدس ، وكل واحد من هؤلاء الثلاثة هو عين الآخر ، وهو غيره . وتقدم الكلام في ذلك عند تفسير الآية 17 من هذه السورة ، والآية 170 من سورة النساء .
( ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ ) . سئل الإمام علي (عليه السلام)عن التوحيد والعدل ، فقال : التوحيد ان لا تتوهمه ، والعدل أن لا تتهمه . أي من توحيد اللَّه ان لا تتصوره بوهمك ، لأن كل موهوم محدود واللَّه لا يحد بوهم ، والعدل ان لا تتهم اللَّه بحكمته ، وانه فعل ما لا ينبغي أن يفعل .
( وإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) . وتسأل : ان ( منهم ) في الآية تدل بظاهرها ان النصارى فيهم الكافر والمؤمن ، مع العلم بأنهم جميعا يقولون بألوهية عيسى واللَّه سبحانه يقول : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهً هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) ؟
وأجاب المفسرون بأن ( منهم ) أخرجت من تاب وأسلم ، وأبقت من أصر على الكفر . . ويلاحظ بأن من أسلم لا يعد منهم ، والصحيح ان النصارى ظلوا على عقيدة التوحيد ، والإيمان بنبوة عيسى أمدا غير قصير ، ثم انقسموا إلى طائفتين : إحداهما تؤمن بالتوحيد ، والأخرى تقول بالتعدد . . وعلى طول الأمد اتفقت كلمة الجميع على التثليث ، وعلى هذا فلفظ ( منهم ) اخرج الطائفة البائدة التي كانت تؤمن بنبوة عيسى ، لا بألوهيته . وتقدم الكلام عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية 17 من هذه السورة .
( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ويَسْتَغْفِرُونَهُ واللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) . ما أوضح هذا الكلام .
ورغم هذا الوضوح أبى بعض المفسرين إلا أن يفسره ويقول : « هنا فعل محذوف ، والتقدير أفلا يسمعون ما قلنا فيتوبون » وهكذا يأتي الشيء جامدا باردا إذا كان في غير محله .
( مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) . كنوح وإبراهيم وموسى وغيرهم ، وقد أظهر اللَّه المعجزات على أيديهم كما أظهرها على يد عيسى ، فالقول بربوبيته من دونهم ترجيح بلا مرجح ( وأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) . وبيّن اللَّه معنى الصديقة بقوله : { وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} [التحريم : 12].
( كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ) . كل من افتقر إلى شيء ، أي شيء ولو إلى مكان أو زمان فهو مخلوق ، لأن الافتقار وصف لازم له ، ولا ينفك عنه بحال ، وإلا كان خالقا غير مخلوق . . كما ان الغنى عن كل شيء وصف لازم للخالق ، ومحال أن ينفك عنه ، وإلا كان مخلوقا . . وبديهة أن من يأكل الطعام فهو في أشد الحاجة إليه . . إذن ، هو مخلوق وليس بخالق . . وغريب أن تخفى هذه البديهة الواضحة على عاقل . . ولهذا المنطق ونصاعته عقّب سبحانه على موقفهم بقوله - مستنكرا - ( انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآياتِ ) . ومن هذه الآيات ان المسيح وأمه كانا يأكلان الطعام ، فكيف يكونان إلهين ؟ . ( ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) . أي معرضين عن الحق مكذبين له تمردا وعنادا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|