أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-09-2014
7881
التاريخ: 8-11-2014
7552
التاريخ: 13-12-2015
9246
التاريخ: 24-09-2014
8089
|
قال تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص : 56] .
اختلفوا في سبب نزول هذه الآية ، فقال أكثر المفسرين من أهل السنة : انها نزلت في عم النبي أبي طالب . وقال الشيعة : لم تنص الآية على أبي طالب ولا غيره ، والنبي (صلى الله عليه واله) يحب الهداية لكل الناس الأقربين والأبعدين ، وكلمة ( من ) من صيغ العموم ، وتفسيرها بأبي طالب وحده تصرف في كلام اللَّه بغير دليل ، أما الروايات القائلة : ان الآية نزلت في أبي طالب فلم تثبت صحتها عندنا ، وعليه تكون الآية مرادفة لقوله تعالى : أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ - 43 يونس .
وقد أطال صاحب الظلال أو في الظلال ، أطال الحديث حول هذه الآية ، ثم انتهى إلى الأخذ بمذهب الآباء والأجداد ، واعتمد أدلة الأقدمين دون محاكمة وتمحيص ، مع انها تناقض الفطرة تناقضا بينا ، وقد كرر صاحب الظلال مرات ومرات ان القرآن يخاطب الفطرة في أعماقها ، ونحن نحاكم أقواله محاكمة فطرية وموضوعية ، لا مذهبية تعصبية ، ونرجو القارئ أن ينظر إلى أقوالنا نظرة العالم المنصف .
قال صاحب الظلال ما نصه بالحرف : « هذا عم رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) وكافله وحاميه والذائد عنه لا يكتب اللَّه له الأيمان على شدة حبه لرسول اللَّه وشدة حب رسول اللَّه له ، لا يكتب اللَّه له أن يؤمن » . ومعنى هذا ان اللَّه كره أن يقول أبو طالب : لا إله إلا اللَّه ، محمد رسول اللَّه ، ولكن رسول اللَّه أحب هذا القول من عمه ، وأصر عليه .
ونسأل : هل يصح في حكم العقل والفطرة أن يحب رسول اللَّه شيئا يكرهه اللَّه ويمقته ؟ إذن ، كيف قرن اللَّه طاعة رسوله بطاعته في العديد من الآيات ؟
وإذا كره اللَّه الإسلام من أبي طالب ولم يكتبه له على حد تعبير صاحب الظلال فعلى أي شيء يعاقبه ويضعه في « ضحضاح » من نار كما روى المفترون ؟ وهل يجوز للقوي أن يأخذ الضعيف بما لم يفعل ؟ كيف وهو القائل : وما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ؟ ولما ذا أحب اللَّه الإسلام من أبي سفيان وكرهه من أبي طالب ؟
ألأن أبا سفيان كان أشد الناس بغضا لرسول اللَّه ، ولذا حشد له الجيوش ، وشن عليه الحروب ، ولأن أبا طالب أحب رسول اللَّه حبا شديدا وحضنه وحماه وذاد عنه على حد تعبير صاحب الظلال ، أو لأن أبا سفيان هو والد معاوية ، وأبا طالب والد علي ؟
وتجدر الإشارة إلى ان كل ما جاء في هذه التساؤلات فهو جائز على اللَّه عند القائلين بكفر أبي طالب لأنهم يؤمنون بأن اللَّه لا يجب عليه شيء ، ولا يقبح منه شيء ، وان له ان يعاقب الأبرياء ، ويحسن إلى سفاكي الدماء . . ولا أدري :
هل أراد صاحب الظلال هذا المعنى من الفطرة التي يخاطبها القرآن في أعماقها ؟ .
وبعد ، فان كتابة التفسير وغير التفسير تتأثر بعقيدة الكاتب وميوله ، وثقافته وبيئته ، وظروفه ووراثته ، وهذا ناموس طبيعي لا يشذ عنه كبير ولا صغير . .
ولكن ليس معناه ان جميع العقائد والميول لا تتفق مع الحق والواقع ، والا استحال قول العدل والصدق . . وما على الإنسان إلا ان يجدّ ويجتهد في طلب الحق من مصدره ، لا من الميول والتقاليد . . وهذا ما نحاوله ونهدف إليه ، واللَّه من وراء القصد .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|