أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-13
2301
التاريخ: 8-10-2014
5460
التاريخ: 2023-06-07
1170
التاريخ: 2023-10-08
1154
|
قال تعالى : {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} [يونس : 74].
وتسأل : إذا كان اللَّه هو الذي طبع على قلوبهم فكيف يعذبهم ؟ .
الجواب : لقد شاء اللَّه سبحانه أن يكون للهداية طريقها الخاص ، وهو اتباع رسله ، وللضلالة طريقها كذلك ، وهو اتباع الهوى ، فمن مضى على طريق الرسل بلغ الهدى ، وكان حتما من المهتدين : ومن مضى على طريق الهوى فهو حتما من الضالين المعتدين ، تماما كما قدر اللَّه جل وعز أن من رمى بنفسه من علو شاهق فهو من الهالكين ، وان من ألقى بها في البحر جاهلا بفن السباحة فهو من الغارقين ، وبهذا الاعتبار أي ارتباط الطريقين بمشيئة اللَّه صح اسناد الطبع والختم إليه تعالى ، وسبق الكلام عن ذلك أكثر من مرة ، وبعبارات شتى .
( ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ ) هذا الضمير يعود إلى الرسل الذين جاؤوا بعد نوح (عليه السلام)( مُوسى وهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ ومَلَائِهِ بِآياتِنا ) وهي المعجزات كالعصا واليد البيضاء ، وقوله : ( بَعَثْنا ) يدل بوضوح على ان هارون نبي مرسل تماما كأخيه موسى ، وقيل : ان هارون يكبر موسى بثلاث سنوات ( فَاسْتَكْبَرُوا » عن قبول الحق ( وكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ ) وكل من استنكف عن قبول الحق والرضوخ له فهو مجرم ( فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا ) وهو المعجزات التي أظهرها اللَّه على يد موسى (عليه السلام)( قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ ) وهكذا قال مشركو قريش عن محمد (صلى الله عليه واله) لما جاءهم بالقرآن واعجازه . . ومحال ان يسلم المصلح من افتراءات المفسدين ، وهم يكيفونها بحسب الزمن ، كان الناس من قبل يؤمنون بالسحر ، فقال المفترون عن المصلح : انه ساحر ، أما اليوم حيث لا ايمان بالسحر فإنهم يقولون عنه فوضوي خارج على النظام ! .
( قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا ) كيف ؟ . والحق يستهدف هداية الناس إلى الواقع ، والسحر يزيف الواقع ويحرفه ، ويضلل الناس عنه ( ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ) وهل يفلح المشعوذ الدجّال ؟ . ( قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا » - أي تصرفنا - « عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا ) . هذه معزوفة يرددها من يحافظ على الأوضاع الفاسدة التي تضمن له منافعه ومكاسبه . . فالمسألة مسألة خوف على المصالح والسلطان ، لا مسألة آباء وأصنام . . والدليل ما حكاه اللَّه عنهم بقوله : ( وتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الأَرْضِ ) . هذا قول فرعون وجلاوزته لموسى وأخيه (عليه السلام)، والمعنى ان الدافع لكما على ادعاء الرسالة من اللَّه هو ان يكون لكما الملك والسلطنة في أرض مصر من دوننا . . وبهذا يفصح فرعون وملؤه عن تخوفهم على ملكهم وطغيانهم ، ولذا قالوا لموسى وهارون ، ( وما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ ) بل مقاومين ومحاربين دفاعا عن منافعنا وامتيازاتنا .
( وقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ ) وهو لا يعلم ما ذا يخبئ الدهر له فلما جاء السحرة قال لهم موسى ( أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ ) . قال هذا مستخفا بهم وبسحرهم وفرعونهم لأن اللَّه سبحانه وعده الفوز والنصر ( فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهً سَيُبْطِلُهُ ) هو باطل من أصله ، ولكن اللَّه سيظهر بطلانه للناس ، أما عصا موسى فلا يأتيها الباطل إطلاقا لأنها حق من عند اللَّه ( إِنَّ اللَّهً لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) بل يزيله ويمحقه ( ويُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) وهي الحجج الدامغة ، والبراهين القاطعة ( ولَوْ كَرِهً الْمُجْرِمُونَ ) لأن كراهيتهم لا تعطل مشيئة اللَّه .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|