المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



الميزان يوم القيامة وصاحب الأسفار  
  
5152   10:35 صباحاً   التاريخ: 26-09-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج5/ ص280ـ282
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

 قال تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47]. المراد بالموازين هنا احكام اللَّه وشريعته والمعنى ان اللَّه سبحانه يقيس أعمال العباد بأمره ونهيه ، فمن جاءت أفعاله على وفق أمر اللَّه وتروكه على وفق نهيه تعالى فهو ممن ثقلت موازينهم ، والا فهو من الذين خفت موازينهم ، سئل الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) عن الموازين القسط ؟

فقال : هم أنبياء اللَّه وأولياؤه أي احكام اللَّه الذي يبلغها الأنبياء والأولياء لعباده .

وعلى هذا الأساس يكون الجزاء ، فلا ينقص من ثواب المحسن مقدار حبة من خردل ، وقد يزاد له ، ولا يزاد في عقاب المسئ حبة كذلك ، وقد ينقص

منه { وكَفى بِنا حاسِبِينَ } لا نشتبه بشيء ولا يفوتنا شيء مهما بلغ العدد ، قال الملَّا صدرا في كتاب الأسفار : « في قدرة اللَّه ان يكشف للخلائق جميع أعمالهم ، وميزان حسناتهم وسيئاتهم وثوابها وعقابها في لحظة واحدة ، وهو أسرع الحاسبين » .

ولو تنبه لهذه الآية من يحاول تطبيق القرآن على العلم الحديث لقال : ان المصدر الأول لفكرة العقل الألكتروني هو القرآن . . انظر القرآن والعلم الحديث في أول سورة البقرة .

وتكلم صاحب الاسفار عن معنى الميزان يوم القيامة وأطال الكلام ، وبالنظر إلى مكانة المؤلف في فلسفة العقيدة وغيرها نقتطف من عباراته ما يلي مع ضرب من التصرف في التعبير بقصد الإيضاح :

« ان ميزان الآخرة هو ما يعرف به صحة العلم والايمان باللَّه وصفاته وأفعاله ، وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر ، وهذا الميزان هو القرآن الذي أنزله المعلم الأول ، وهو اللَّه على المعلم الثالث وهو الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بواسطة المعلم الثاني وهو جبريل ، فبأحكام القرآن يقاس علم الإنسان وعقله وجميع أقواله وأفعاله ، وتعرف حسناته من سيئاته ، فإن كان الرجحان للحسنات فصاحبها من أهل السعادة ، وان كان للسيئات فصاحبها من أهل الشقاوة ، ومع تساوي الحسنات والسيئات فصاحبهما موقوف حتى يحكم اللَّه فيه بالعذاب أو العفو ، ولكن جانب الرحمة أرجح لأن اللَّه عفوّ رحيم . ثم قال صاحب الاسفار - في مكان آخر - لكل شيء ميزان الا قول : لا إله إلا اللَّه لأن كلمة التوحيد لا يقابلها إلا الشرك ، وليس للشرك ميزان - وقال في مقام ثالث - ان القرآن بمنزلة مائدة فيها أنواع الأطعمة من لباب الأغذية إلى التبن والقشور ، فاللباب هي الحكمة والبراهين ، وتختص بأولي الألباب والبصائر ، أما التبن والقشور فللعوام الذين هم كالأنعام ، كما قال تعالى : مَتاعاً لَكُمْ ولأَنْعامِكُمْ » .

وقد يظن للوهلة الأولى ان التعبير بالتبن والقشور جرأة على كتاب اللَّه وقداسته .

ولكن صاحب الاسفار فوق الظنون والشبهات ، ومن تأمل كلامه يعلم ان مراده بالتبن والقشور هم أهل التبن والقشور كالظاهرية الذين يقفون عند الظاهر ، ولا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم بدليل ما قاله في فصل تحقيق قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ان

للقرآن ظهرا وبطنا ، فقد شرح هذا الحديث بكلام طويل ، جاء فيه : « ان للقرآن درجات ومنازل كالإنسان الذي منه قشري ولبّي ، والإنسان القشري كالظاهرية الذين لا يدركون إلا القشور ، أما روح القرآن وسره فلا يدركه إلا أهل العقول والبصائر » . فالتقسيم - إذن - لفهم الناس للقرآن ، لا للقرآن نفسه .

{ ولَقَدْ آتَيْنا مُوسى وهارُونَ الْفُرْقانَ وضِياءً وذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ } . المراد بالفرقان هنا التوراة كما أنزلها اللَّه على موسى ، وكل كتاب سماوي هو فرقان لأنه يفرق بين الهدى والضلال ، وهو ضياء يبدد ظلام الجهل والكفر ، وهو ذكر لمن طلب التقوى لأنه يذكر باللَّه ويبين حلاله وحرامه { الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ } . هذا تحديد للمتقين بأنهم الذين يخافون اللَّه في السر والغيب عن أعين الناس كما يخافونه في العلانية لأنهم يؤمنون بيوم القيامة والحساب والجزاء ، ويخافون منه ، ويعملون له .

{ وهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ } . هذا إشارة إلى القرآن ، وهو ذكر لمن يتذكر ، وعظة لمن يتعظ ، وخير وبركة على من ائتمر بأمره ، وانتهى بنهيه {أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } وقد وضحت محجته ، وقامت دلائله ؟




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .