المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



التحدّي في شمولية القران  
  
2832   03:36 مساءاً   التاريخ: 7-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص17-19.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / مواضيع إعجازية عامة /

هذا التحدّي في عمومه يشمل كلّ الأُمم وكلّ أدوار التاريخ ، سواء العرب وغيرهم ، وسواء مَن كان في عهد الرسالة أم في عهود متأخّرة حتى الأبد ، اللفظ عامّ والخطاب شامل (1) ؛ ولأنّ التحدّي لم يكن في تعبيره اللفظي فقط ليخصّ لغة العرب ، وإنّما هو بمجموعه من كيفيّة الأداء والبيان والمحتوي جميعاً ، كما أنّه لم يخصّ جانب فصاحته فحسب ، ليكون مقصوراً على العهد الأَوّل ، حيث العرب في ازدهار الفصاحة والأدب ، على أنّ الفصاحة والبلاغة لم تختصّ بلغة دون أُخرى ولا بأُمّة دون غيرها .

لكن هناك من حاول اختصاص التحدّي بالعهد الأَوّل وإن كان الإعجاز باقياً مع الخلود زعماً بأنّ عجز ذلك الدور يكفي دليلاً على كونه مُعجزاً أبداً ، هكذا زعمت الكاتبة بنت الشاطئ قالت : مناط التحدّي هو عجز بُلغاء العرب في عصر المبعث ، وأمّا حجّة إعجازه فلا تخصّ عصراً دون عصر ، وتعمّ العرب والعجم ، وكان عجز البُلغاء من العصر الأَوّل ، وهم أصل الفصاحة برهاناً فاصلاً في قضية التحدّي ... (2) .

قلت : ولعلّها في ذهابها هذا المذهب خَشيت أن لو قلنا بأنّ التحدّي قائم ولا يزال ، أن سوف ينبري نائرة الكفر والإلحاد ، مِمَّن لا يقلّ عددهم في الناطقين بالضاد ، فيأتي بحديث مِثله ، وبذلك ينقض أكبر دعامة من دعائم الإسلام !

لكنّها فلتطمئن أنّ هذا لن يقع ولن يكون ؛ لأنّ القرآن وُضع على أُسلوب لا يدانيه كلام بشر البتة ، ولن يتمكن أحد أن يجاريه لا تعبيراً وأداءً ولا سبكاً وأُسلوباً ، مادام الإعجاز قائماً بمجموعة اللفظ والمعنى ، رِفعةً وشموخاً في المحتوى ، وجمالاً وبهاءً في اللفظ والتعبير ، فأيّ متكلم أو ناطق يمكنه الإتيان بهكذا مطالب رفيعة ، لم تسبق لها سابقة في البشرية وفي هكذا قالب جميل ! اللّهمّ إلاّ أن يفضح نفسه .

وفي التاريخ عِبَرٌ تؤثر عن أُناس حاولوا معارضة القرآن ، لكنّهم أَتوا بكلام لا يشبه القرآن ولا يشبه كلام أنفسهم ، بل نزلوا إلى ضَربٍ من السخف والتفاهة ، بادٍ عاره ، باقٍ وشناره ، فمَن حدّثته نفسه أن يعيد هذه التجربة فلينظر في تلك العبر ، ومَن لم يستحِ فليصنع ما شاء .

وتلك شهادات من أهل صناعة الأدب ، اعترفوا ـ عِبر العصور ـ بأنّ القرآن فذّ في أُسلوبه لا يمكن لأحد من الناس أن يقاربه فضلاً عن أن يماثله .

قال الدكتور عبد الله دراز : مَن كانت عنده شبهة ، زاعماً أنّ في الناس مَن يقدر على الإتيان بمِثله ، فليرجع إلى أُدباء عصره ، وليسألهم : هل يقدر أحد منهم على أن يأتي بمِثله ؟ فإن قالوا : نعم ، لو نشاء لقلنا مثل هذا ، فليقل لهم : هاتوا برهانكم . وإن قالوا : لا طاقة لنا به ، فليقل لهم : أيّ شيء أكبر شهادة على الإعجاز من الشهادة على العجز ، ثُمّ ليرجع إلى التاريخ فليسأله ما بال القرون الأُولى ؟ يُنبئك ؟ التاريخ أنّ أحداً لم يرفع رأسه أمام القرآن الكريم ، وأنّ بضعة النفر الذين انغضوا رؤوسهم إليه باؤوا بالخزي والهوان ، وسحب الدهر على آثارهم ذيل النسيان (3) .
___________________________

1- وبتعبير اصطلاحي أصولي أنّ هذا الخطاب يضمّ إلى جانب عمومه الأفرادي إطلاقاً أحوالياً وإطلاقاً زمانياً معاً ، إذاً فللخطاب شمول من النواحي الثلاث : الأفراد الموجودين والأقوام الذين يأتون من بعد وأيّاً كانت حالتهم وعلى أيّ صفةٍ كانوا .

2- الإعجاز البياني : ص65 ـ 68 .

3- النبأ العظيم : ص75 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .