أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2019
8046
التاريخ: 1-12-2016
2584
التاريخ: 1-12-2016
1560
التاريخ: 22-12-2020
1737
|
أكتسبت مملكة إيسن أهمية بالغة بعد أفول نجم السومريين السياسي بسقوط سلالة أور الثالثة على أيدي العيلاميين(1)، لانها تعد من وجهة نظر ملوكها الوريثة الشرعية لاور في حكم البلاد(2) وكانت إيسن قبل هذا العهد تحظى بأهمية قليلة ثم اصبحت واحدة من الممالك التي اشتهرت في مطلع العصر البابلي القديم(3).
تقع أطلال مدينة إيسن في التلول المسماة الأن (أيشان-بحريات Išain-Bahriyat) على دائرة عرض (51،31˚) وخط طول(17،45) شرقاً(4) وتبعد مسافة 24كم إلى الجنوب من مدينة عفك في (محافظة القادسية) ومسافة 28كم إلى الجنوب الغربي لمدينة نفر(5).
هذا وتعتبر مملكتي (إيسن ولارسا) من أهم الممالك التي تأسست بعد سقوط سلالة أور الثالثة (2004ق.م) على يد العيلاميين، وقد برزت كلتا المملكتين في المرحلة التي سبقت ارتفاع سلطان مملكة بابل، وظهرت حالة النزاع بينهما عقب قيامهما مباشرةً(6)، حيث كانت المدة التي تفصل بين تاريخ تأسيس مملكة لارسا عن مملكة إيسن لا تزيد عن ثمان سنوات(7) ويعتبر (إشبي-إيرّا Išbi-Erra) المؤسس الحقيقي لمملكة إيسن والذي حكم خلال المدة (2017-1985 ق.م) ويعتقد بانه كان يرجع بأصله إلى مدينة ماري أي انه كان أمورياً، ثم أصبح بعد مدة يعمل في خدمة الملك السومري (أبي- سين 2028-2004Ibi-Sinق.م) (8) وبقى كذلك حتى قضى العيلاميين على سلالة أور الثالثة في عام (2004ق.م) حيث تجزأت البلاد وسادت الفوضى(9).
لقد بقى "إشبي – إيرّا" في مدينة أيسن عندما هجم العيلاميون على مدينة أور وحاول المحافظة على تلك المدينة والدفاع عنها، في حين كانت لارسا قد أعلنت استقلالها قبل إيسن وتولى أحد الشيوخ الأموريين (نبلانم Naplanum 2025-2005 ق.م) الزعامة فيها ولهذا السبب صار القرن الذي تلا تدمير أور يعرف بحقبة (إيسن-لارسا)(10)(2004-1894)*.
وبعد أن تمكن "إشبي-إيرّا" من تثبيت حكمه في إيسن أتجه نحو الجنوب حيث مدينة أور التي دمرت من قبل العيلاميين الذين تركوا فيها أحدى الحاميات العسكرية وهو شكل من أشكال فرض السيطرة والهيمنة على المدينة، حيث دخل في حرب معهم أدت إلى طردهم من المدينة(11)، ونتيجةً لذلك فقد أصبح "إشبي-إيرّا" أقوى رجل في البلاد(12)، كما قام بتنصيب ابنته (نن-زيانا Nin-Ziana) كاهنة عظمي للإله "ننّا"* في أور وكان ذلك في السنة العاشرة من حكمه(13)، ثم اهتم بإعادة أعمار المدينة ومعابدها، ومنذ ذلك الحين بقيت أور تابعة لمملكة إيسن إلى ان تمكن ملك لارسا(ﮔنگونم Gungnum 1932-1906ق.م) من الاستيلاء عليها وضمها إلى مملكته(14).
كما قام "إشبي-إيرّا" بنشاط عسكري واسع من اجل توسيع رقعة مملكة إيسن فبعد ان تمكن من طرد الحامية العيلامية من مدينة أور اتجه نحو المدن السومرية الاخرى وهي "نفر"، و"لكش"، و"اوما"، والاجزاء الجنوبية من السهل الرسوبي حتى انه مدّ نفوذه إلى سواحل البحر السفلي(15) (الخليج العربي).
هذا وقد ورد اسم "إشبي-إيرّا" في قائمة الملوك السومرية متصلاً بملوك أور الثالثة وكأنه خليفة لهم، فأعتبر سلالته الوراث الشرعي في حكم بلاد سومر وأكد(16) بالإضافة إلى ذلك فقد ورد اسمه مسبوقاً بالعلامة الدالة على الألوهية، وهي صفة سبقه فيها ملوك أور الثالثة(17).
___________
(1) رو، جورج، المصدر السابق، ص24.
(2) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الأدنى الحضارات المبكرة، ص160 .
(3) باقر، طه، مقدمة.. ، ج1، ص411.
(4) Langdon, S., Excavations at Kish, (Paris, 1924), P. 109.
(5) باقر، طه، المصدر السابق، ص212. كذلك ينظر خارطة رقم (1) .
(6) إبراهيم، نجيب ميخائيل، مصر والشرق الادنى القديم، ط1، ج5، (القاهرة، 1963)، ص177.
(7) رو، جورج، المصدر السابق، ص249.
(8) عثمان، عبد العزيز، معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم (التاريخ السياسي)، ج1، ط2، (لبنان، 1967)، ص282.
(9) توينبي، أرنولد، تاريخ البشرية، ترجمة نقولا زيادة، ج1، (بيروت، 1981)، ص93.
(10) ساكز، هاري، الحياة اليومية في العراق القديم، ترجمة كاظم سعد الدين، ط1، (بغداد، 2000)، ص36-37.
* تم تحديد نهاية هذه الفترة أو الحقبة بسنة (1894 ق.م) وهي السنة التي تمكن فيها "سومو-آبم" (1894 ق.م) من تأسيس سلالة جديدة في بابل تولت الزعامة بعد ذلك.
(11) King, L.W., History of Sumer and Akkad, P. 309.
(12) مورتكات، إنطوان، المصدر السابق، ص125.
* "ننّا": أو "ننّار "هو إله القمر عند السومريين ومركز عبادته الرئيسي في مدينة أور، أما التسمية البابلية لهذا الإله فهي "سين"
(13) الذهب، أميرة عيدان، الكاهنات في العصر البابلي القديم، رسالة ماجستير غير منشورة، (بغداد، 1999)، ص48.
(14) Woolly, L., The Sumerians, (Oxford, 1929), P. 174.
(15) باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص412. كذلك ينظر خارطة رقم (1) .
(16) Sollberger, E., "New Lists of the king of Ur and Isin", JCS, Vol.8 (1954). P. 135.
(17) Radau, H., Early Babylonian History, (London, 1900), P. 228.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|