أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2014
2686
التاريخ: 23-09-2014
2437
التاريخ: 2024-04-20
777
التاريخ: 6-11-2014
4303
|
كان اول كتاب ظهر في إعجاز القرآن الكريم للأستاذ مصطفى صادق الرافعي . والرافعي منحة من منح الله لهذه الأمة في عصر كان الناس في أمس الحاجة إليه ، فلقد وهبه الله قلما ذابا عن القرآن ولغته ، أمام هجمات شرسة ، وحقا كان الرافعي كاتب العربية المنافح عنها ، جعل الله منه في الأواخر كما جعل من حسان في الاوائل .
وكانت كتابته تتصف بالعمق في الأسلوب ، مع سعة في الاطلاع ، مع قوة في العرض ، يزين ذلك كله عاطفة صادقة ، وإحساس مرهف ، وخيال خصب ، وذهن ثاقب .
كان يرقى مع قارئه في سلم البيان وليصل به الى السمو الأدبي ، ولتستمع إليه من هذه الكلمة الحية الموجزة المعبرة : (عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك ، وبأنه مخالف ولكن ... الحق كذلك ، وبأنه محير ولكن .... الحسن كذلك ، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك .
إن لم يكن البحر فلا تنتظر الدر ، وإن لم يكن السحاب فلا تنتظر المطر ، وإن لم تكن شجرة الورد فلا تنتظر الورد ، وإن لم يكن الكاتب البياني فلا تنتظر البيان)
والرافعي أديب لم يقتصر أدبه على النثر وحده ، بل كان كاتبا وشاعرا ، وناقدا كذلك ، وقليل أولئك الذي اجتمعت لهم هذه الصفات كلها ، وكما كان الرافعي شاعرا وكاتبا له طابعه المميز وأسلوبه الواضح في الكتابة ، فقد كان أيضا ناقدا له منهجه المستقل في نقده ، ولم يخرج نقد الرافعي عن الهدف العام الذي دار في إطاره أدبه وهو : الذود عن حمى الدين وللغة العربية ولقد أفاد الأدب العربي ولغته ، وانتفعت حقول الفكر وميادين الثقافة من جهود الرافعي في النقد افادة غير محدودة (1) ، ولعل اعظم كتبه من حيث القيمة العملية ((تاريخ آداب العرب)) ويتكون من ثلاثة أجزاء كان الجزء الثاني منه حديثا عن القرآن الكريم ، وهو أصل لكتابه الإعجاز ، فقد وسعه الرافعي وزاد ما شاء الله له ، فكان كتابه (إعجاز القرآن).
يحتوي الكتاب على موضوعين كل منهما ذو شان وخطر : أحدهم إعجاز القرآن والثاني البلاغة النبوية .
بدأ هذا الكتاب بكلمة رصينة جزلة عن القرآن الكريم ، ثم تحدث عن علوم القرآن الكريم : نزوله وجميعه وقراءاته ، وغير ذلك من موضوعاته ، وأخذت هذه ما يقر من نصف الكتاب ، ثم تحدث عن معنى الإعجاز ، وذكر جهود السابقين ، وعلق عليها ، وبعد أن انتهى من ذلك كله أنشأ يتحدث عن الإعجاز كما يراه فبين بادي بدء القرآن الكريم معجز من جهات ثلاثة :
1. من حيث تاريخه بين الكتب السماوية فهو محفوظ ، ولم يطرأ عليه تحريف ولا تبديل .
2. من حيث آثاره فلم يعرف في الدنيا كتاب ، كان أثره ولا يزال مثل هذا الكتاب المبين .
3. من حيث حقائقه وهي حقائق في مجالات متعددة ، تعدد أنماط الحياة ، ولكنها حقائق ليس فيها ثغرة يتسلل من خلالها زيغ أو زائغ ، {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42]
وبين الرافعي أنه ليس له غرض في الحديث عن هذه النواحي الثلاث ، وإنما غرضه في هذا الكتاب أن يتحدث عن الإعجاز البياني ، وهي الجهة الرابعة من جهات إعجاز هذا الكتاب .
ويبين أن الفضل يرجع لهذا الكتاب وحدة الأمة ، وبخاصة وحدتها اللغوية ، ويتحدث في هذا الباب عن أسلوب القرآن ونظمه وغرابة أوضاعه التركيبية ، وهو وإن كان يلتقي في كثير من الحقائق مع ما كتبه الأقدمون و فإنه والحق يقال صيغ ذلك كله بصيغة جديدة ببراعة بيانه وقوة أسلوبه ، وجميل تصويره ونفث أحاسيسه ، وصادق عاطفته ، وشدة غيرته الإيمانية ، وسعة معرفته باللغة وأسرارها ، فلقد هضم ما كتبه الأقدمون في موضوع اللغة على تعدد جهاته ونواحيه ، ففي حديثه عن أسلوب القرآن يبين أنه لما كان الأسلوب ، أسلوب كل كاتب إنما ينعكس عن مزاج صاحبه ، وكان القرآن كتاب الله تبارك وتعالى ، أدرك العرب لأول وهلة حينما سمعوه أنهم مهما أتوا من حظ في أفانين الأساليب نظمها ونثرها ، فسيظل القران، بعيدا عن تناول ألسنتهم ، ومن أن تطمع فيه عقولهم مهما بذلوا في ذلك من محاولات .
__________________________
1. بلاغة القرى، في أدب الرافعي / د . فتحي عبد القادر فريد ص 59 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|