أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016
1392
التاريخ: 2023-02-22
1448
التاريخ: 29-9-2016
1516
التاريخ: 29-9-2016
1127
|
ان باعث الغيبة غالبا إما الغضب أو الحقد أو الحسد ، فيكون من نتائجها ، و من رذائل قوة الغضب ، و له بواعث أخر : الأول - السخرية و الاستهزاء : فان ذلك كما يجرى في الحضور يجرى في الغيبة أيضا ، و قد عرفت ان منشأهما ما ذا؟.
الثاني - اللعب و الهزل و المطايبة : فيذكر غيره بما يضحك الناس عليه على سبيل التعجب و المحاكاة , و يأتي ان باعث الهزل و المزاح ما ذا ، و انه متعلق بالقوة الشهوية.
الثالث - إرادته الافتخار و المباهاة : بأن يرفع نفسه بتنقيص غيره ، فيقول: فلان لا يعلم شيئا وغرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضل نفسه و أنه أفضل منه , وظاهر أن منشأ ذلك التكبر أو الحسد ، فيكون أيضا من رذائل القوة الغضبية.
الرابع - أن ينسب إلى شيء من القبائح ، فيريد أن يتبرأ منه بذكر الذي فعله ، و كان اللازم عليه أن يبرئ نفسه منه ، و لا يتعرض للغير الذي فعله ، و قد يذكر غيره بأنه كان مشاركا له في الفعل ، ليتمهد بذلك عذر نفسه في فعله ، و ربما كان منشأ ذلك صغر النفس و خبثها.
الخامس - مرافقة الاقران و مساعدتهم على الكلام ، حذرا عن تنفرهم و استثقالهم إياه لولاه فيساعدهم على إظهار عيوب المسلمين و ذكر مساويهم ، ظنا منه أنه مجاملة في الصحبة فيهلك معهم و باعث ذلك أيضا صغر النفس و ضعفها.
السادس - أن يستشعر من رجل أنه سيذكر مساويه ، أو يقبح حاله عند محتشم ، أو يشهد عليه بشهادة ، فيبادره قبل ذلك بإظهار عداوته ، أو تقبيح حاله ، ليسقط أثر كلامه و شهادته.
وربما ذكره بما هو فيه قطعا ، بحيث ثبت ذلك عند السامعين ليكذب عليه بعده ، فيروج كذبه بالصدق الأول و يستشهد به و يقول : ليس الكذب من عادتي ، فاني أخبرتكم قبل ذلك من أحواله كذا و كذا ، فكان كما قلت ، فهذا أيضا صدق كسابقه.
وهذا أيضا منشأه الجبن و ضعف النفس.
السابع – الرحمة ، وهو أن يحزن و يغتم بسبب ما ابتلى به غيره ، فيقول : المسكين فلان قد غمني ما ارتكبه من القبح ، أو ما حدث به من الاهانة و الاستخفاف! فيكون صادقا في اغتمامه إلا انه لما ذكر اسمه و اظهر عيبه صار مغتابا ، و قد كان له الاغتمام بدون ذكر اسمه و عيبه ممكنا فأوقعه الشيطان فيه ليبطل ثواب حزنه و رحمته.
الثامن - التعجب من صدور المنكر والغضب للّه عليه ، بأن يرى منكرا من انسان أو سمعه فيقول عند جماعة : ما اعجب من فلان أن يتعارف مثل هذا المنكر! أو يغضب منه ، فيظهر غضبه و اسمه و منكره ، فانه وإن كان صادقا في تعجبه من المنكر و غضبه عليه ، لكن كان اللازم ان يتعجب منه و يغضب عليه ، و لكنه لا يظهر اسمه عند من لم يطلع على ما صدر منه المنكر، بل يظهر غضبه عليه بالنهي عن المنكر و الأمر بالمعروف من غير أن يظهره لغيره ، فلما أوقعه الشيطان في ذكره بالسوء صار مغتابا و بطل ثواب تعجبه و غضبه ، و صار آثما من حيث لا يدرى.
وهذه الثلاثة الأخيرة مما يغمض دركها ، لأن أكثر الناس يظنون أن الرحمة و التعجب و الغضب إذا كان للّه كان عذرا في ذكر الاسم ، و هو خطأ محض ، إذ المرخص في الغيبة حاجات مخصوصة لا مندوحة فيها عن ذكر الاسم دون غيرها ، وقد روى : «أن رجلا مر على قوم في عصر النبي (صلى اللّه عليه و آله) ، فلما جاوزهم ، قال رجل منهم : إني أبغض هذا الرجل للّه ، فقال القوم : و اللّه لبئس ما قلت! و إنا نخبره بذلك ، فاخبروه به ، فاتى الرجل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و حكى له ما قال ، و سأله أن يدعوه , فدعاه ، و سأله عما قال في حقه فقال : نعم! قد قلت ذلك.
فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : و لم تبغضه؟ , فقال : أنا جاره و أنا به خبير، و اللّه ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه المكتوبة! فقال : يا رسول اللّه ، فاسأله هل رآني أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها و الركوع و السجود؟ فسأله ، فقال : لا فقال : و اللّه ما رأيته يصوم شهرا قط إلا هذا الشهر الذي يصومه كل بر و فاجر! قال : فاسأله يا رسول اللّه هل رآني افطرت فيه أو نقصت من حقه شيئا؟ , فسأله ، فقال : لا! , فقال : و اللّه ما رأيته يعطى سائلا قط ولا مسكينا ، و لا رأيته ينفق من ماله شيئا في سبيل الخير إلا هذه الزكاة التي يؤديها البر و الفاجر! , قال : فاسأله هل رآني نقصت منها شيئا أو ما كست فيها طالبها الذي يسألها؟ فسأله فقال: لا! , فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) للرجل : قم ، فلعله خير منك».
ولا ريب في أن إنكار القوم عليه بعد قوله أبغضه للّه يفيد عدم جواز إظهار المنكر الصادر من شخص لغيره ، و إن كان في مقام الغضب و البغض للّه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|