أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-9-2016
1741
التاريخ: 28-9-2016
1562
التاريخ: 16-12-2020
1919
التاريخ: 19-2-2022
1553
|
هو تمنّي زوال نعمة المحسود ، وانتقالها للحاسد ، فإنْ لم يتمنَّ زوالها ، بل تمنّى نظيرها فهو غبطة ، وهي ليست ذميمة .
والحسَد مِن أبشع الرذائل وألأم الصفات ، وأسوَأ الانحرافات الخُلقيّة أثراً وشرّاً ، فالحَسود لا ينفكّ عن الهمّ والعِناد ، ساخطاً على قضاء اللّه سُبحانه في رعاية عبيده ، وآلائه عليهم ، حانقاً على المحسود ، جاهداً في كيده ، فلا يستطيع ذلك ، فيعود وبال حسده عليه ، ويرتدّ كيده في نحره .
ناهيك في ذمّ الحسَد والحُسّاد ، وخطرها البالغ ، أنّ اللّه تعالى أمر بالاستعاذة من الحاسد ، بعد الاستعاذة من شرّ ما خلَق قائلاً : {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق : 5].
لذلك تكاثرت النصوص في ذمّه والتحذير منه :
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( الحسد يأكل الحسنات ، كما تأكل النار الحطب ) .
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( ما رأيت ظالماً أشبَهُ بمظلومٍ مِن الحاسد ، نَفَس دائم ، وقلب هائم ، وحُزنٍ لازِم ) (1) .
وقال الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) : ( هلاك الناس في ثلاث : الكبر ، والحرص ، والحسد .
فالكِبَر : هلاك الدين وبه لُعِن إبليس .
والحرص : عدوّ النفس ، وبه أُخرج آدم من الجنّة .
والحسَد : رائد السُّوء ، ومنه قَتْلُ قابيل هابيل ) .
وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ذات يوم لأصحابه : ( ألا إنّه قد دبَّ إليكم داءُ الأُمم مِن قبلكم ، وهو الحسَد ، ليس بحالق الشَّعر ، لكنّه حالق الدين ، ويُنجي منه أنْ يكُفَّ الإنسان يدَه ويخزن لسانه ، ولا يكون ذا غمزٍ على أخيه المؤمن ) (2) .
بواعث الحسَد :
للحسَد أسبابٌ وبواعث نجملها في النقاط التالية :
1 - خُبث النفس :
فهناك شِذاذ طُبِّعوا على الخُبث واللؤم ، فتراهم يحزنون بمباهج الناس وسعادتهم ، ويُسَرّون بشقائهم ومآسيهم ، ومِن ثمّ يحسدونهم على ما آتاهم اللّه من فضله ، وإنْ لم يكن بينهم تِرة أو عداء . وذلك لخُبثِهم ولؤم طباعهم .
2- العِداء :
وهو أقوى بواعث الحسَد ، وأشدّها صرامةً على مكايدة الحسود واستلاب نعمته .
3 - التنافس :
بين أرباب المصالح والغايات المشتركة : كتحاسد أرباب المِهَن المتّحدة وتحاسد الأبناء في الحظوة لدى آبائهم ، وتحاسد بطانة الزعماء والأمراء في الزلفى لديهم .
وهكذا تكثر بواعث الحسَد بين فئات تجمعهم وحدة الأهداف والروابط ، فلا تجد تحاسداً بين متباينين هدفاً واتجاهاً ، فالتاجر يَحسُد نظيره التاجر دون المهندس والزارع .
4 - الأنانيّة :
وقد يستحوِذ الحسَد عن ذويه بدافع الأثرة والأنانيّة ، رغبةً في التفوّق على الأقران ، وحبّاً بالتفرّد والظهور .
5 - الازدراء :
وقد ينجم الحسَد على ازدراء الحاسد للمحسود ، مستكثراً نِعَمِ اللّه عليه ، حاسداً له على ذلك .
وربّما اجتمعت بواعث الحسَد في شخص ، فيغدو آنذاك بُركاناً ينفجر حسَداً وبغياً ، يتحدّى محسوده تحدّياً سافراً مليئاً بالحُنق واللؤم ، لا يستطيع كتمان ذلك، ممّا يجعله شريراً مجرماً خطيراً .
مساوئ الحسَد :
يختصّ الحسَد بين الأمراض الخلقيّة بأنّه أشدّها ضرراً ، وأسوأها مغبّةً في دين الحاسد ودُنياه .
1 - فمِن أضراره العاجلة في دنيا الحاسِد ، أنّه يُكدّر عليه صفوَ الحياة ، ويجعله قرين الهمّ والعناء ، لتبرّمه بنِعَم اللّه على عباده ، وهي عظيمةٌ وفيرة ، وذلك ما يُشقيه ، ويتقاضاه عِلَلاً صحيحة ونفسيّة ماحقة .
كما يُفجعه في أنفس ذخائر الحياة : في كرامته ، وسُمعته ، فتَراه ذميماً مُحَقّراً ، منبوذاً تمقته النفوس ، وتنبذه الطباع .
ويُفجِعه كذلك في أخلاقه ، فتراه لا يتحرّج عن الوقيعةِ بمحسوده ، بصنوف التُّهم والأكاذيب المحرّمة في شُرعة الأخلاق ، ولا يألو جُهداً في إثارة الفتَن المفرّقة بينه وبين أودّائه ، وذَوي قُرباه ، نكايةً به وإذلالاً له .
وأكثر الناس استهدافاً للحسَد ، ومعاناة لشروره وأخطاره ، اللامعون المتفوّقون مِن أرباب العلم والفضائل ، لما ينفسه الحسّاد عليهم من سموّ المنزلة ، وجلالة القدر ، فيسعون جاهدين في ازدرائهم واستنقاصهم ، وشنّ الحمَلات الظالمة عليهم .
وهذا هو سرّ ظلامة الفضَلاء ، وحرمانهم من عواطف التقدير والإعزاز ، وربّما طاشت سهام الحسَد ، فأخلَفت ظنّ الحاسَد ، وعادت عليه باللوعة والأسى ، وعلى المحسود بالتنويه والإكبار كما قال أبو تمام :
وإذا أراد الـلّه نـصر فـضيلة طُـويَت أتـاح لها لسان ii حسُود
لـولا اشتعال النار فيما ii جاورت ما كان يُعرف طيبُ عَرف العُود
لـولا التخوّف للعواقب لم ii يزل لـلحاسِد الـنعمى على ii المحسود
ويقول الآخر :
اصبر على حسَد الحسُود فــإنّ صـبَرك قـاتله
فـالنار تـأكُل iiبـعضَها إنْ لـم تـجِد مـا iiتأكله
2 - وأمّا أضرار الحسَد الآجلة :
فقد عرفت ما يتذرّع به الحاسِد من صنوف الدس والتخريب في الوقيعة بالمحسود ، وهدر كرامته .
وهذا ما يعرض الحاسِد لسخط اللّه تعالى وعقابه ، ويأكل حسَناته كما تأكل النار الحطب .
هذا إلى تنمّر الحاسد ، وسخطه على مشيئة اللّه سُبحانه ، في إغداق نعمه على عباده ، وتلك جرأة صارخة تبّوئه السخط والهَوان .
_________________________
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|