أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2021
2408
التاريخ: 28-9-2016
2352
التاريخ: 15-4-2022
1683
التاريخ: 28-9-2016
1474
|
أيها الأخ العزيز إياك والحسد ، فإنّ الحسود يُبتلى في الدّنيا والآخرة بعذاب شديد ، ولا يخلو من غمٍّ أو ألم.
ولو لاحظت جيّداً لرأيتَ أنّ الحسود في مقام العناد مع ربّ العباد ، وهو يرى الله جاهلاً والعياذ بالله أو أنّه يرى نفسه أعلم بمصالح العباد ومفاسدهم ، وكلا الاعتقادين كُفرٌ وجحود وكلاهما بلاء للرجل الحسود.
إذن كن محسوداً ولاتكن حاسداً ، فإنّ ميزان الحاسد خفيف دائماً لحساب ميزان المحسود (1).
روي عن خير الخلق محمّد (صلّى الله عليه وآله) قوله : «أقلُّ الناس لذّةً الحسود» (2).
وعن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) أنّه قال : «الحسود لا يسود» و«الحسد حبس الروح» و«لله درُّ الحسد فما أعدله ، بدأ بصاحبه فقتله» و« ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد»(3).
وإنْ شئتَ اذهبْ وتأمل حال الحسود لترى أنّ اضطرابه وحسرته لا يليقان بأيام الدنيا المعدودة فهو يذهب ضحية حسد عبيد الله ، وما أنْ تطرف عيناك عدة مرات حتّى ترى الحاسد والمحسود قد أكلهما الدّود تحت الثرى ، وأمحى اسماهما من صفحة التاريخ (4).
____________________________
1- روي عن الامام الصادق (عليه السلام) في مصباح الشريعة (باب 51) قال : الحاسد مضر بنفسه قبل أن يضرَّ بالمحسود ، كأبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة ، ولآدم الاجتباء والهدى والرفع الى محلّ حقائق العهد والاصطفاء ، فكن محسوداً ولا تكن حاسداً ، فإنّ ميزان الحاسد أبداً خفيف بنقل ميزان المحسود ، والرزق مقسوم ، فماذا ينفع الحسدُ الحاسد ، وماذا يفرُّ المحسودُ الحسدَ ، والحسدُ أصله من عمى القلب والجحود بفضل الله تعالى ، وهما جناحان للكفر وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد ، وهلك مهلكاً لا ينجو منه أبداً ، ولا توبة للحاسد ، لأنّه مصرٌّ عليه معتقدٌ به مطبوعٌ فيه ، يبدو بلا معارض به ولا سبب ، والطبع لا يتغير عن الأصل وإنْ عولج». راجع جامع السعادات باب الحسد.
2- معاني الأخبار : ص195 ، ح1. وروي عن الامام الصادق (عليه السلام): «ليس لبخيل راحة ولا لحسود لذّة».
3- تصنيف غرر الحكم : ص299 ، في ذم الحسد. وقال (عليه السلام): «الحسُود لا يبرأُ».
4- ينقل التاريخ أنّ الحجاج أستدعى رجلين أحدهما أناني حسود والآخر بخيل وقال لهما : ليطلب كلٌ منكما طلبه فإني أعطيه ما طلب وأعطي صاحبه ضعف طلبته فلو أنّ أحدكم طلب (1000) دينار أعطي صاحبه (2000) دينار فليبدأ أحدكما بالطلب فدبّ التردد في نفسيهما الى أنْ تقدّم الأناني وقال : أطلب أنْ تفقأ عيني اليسرى ، فقال الحجاج لماذا؟.
فردَّ الأناني الحسود لكي تعطي صاحبي ضعف ما تعطيني فتفقأ عينيه فقال الحجاج : ما رأيتُ طلبةً إلاّ هذه الطلبة ، لماذا لم تطلب مالاً أو منصباً حتى تستفيد منه ، فقال الأناني : واللهِ أنْ تفقأ عيني أهون علىّ من أنْ أرى صاحبي يأخذ ضعفين وأنا أخذ نصف ما أخذ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|