المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18717 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الضوء
2025-04-10
البلازما والفضاء
2025-04-10
الكون المتحرك
2025-04-10
الفيزياء والكون .. البلازما
2025-04-10
الفيزياء والكون.. الذرة
2025-04-10
D-dimer (Fragment D-dimer, Fibrin degradation product [FDP], Fibrin split products)
2025-04-10



القران الكريم سطوع براهينه  
  
2128   06:02 مساءاً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص435-439.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

قلت : دلائل القرآن لامعة ، وبراهينه ساطعة ، لكن لا على الأساليب المعقّدة التي ينتهجها أرباب الكلام ، بل على طريقة العقلاء في متعارفهم ، في قوّة منطق وأناقة بيان ، فقد أخذ من المسلّمات ( القضايا البديهية والمعترف بها ) برهاناً على النظريّات ، ومن المشاهدات المحسوسة دليلاً على حقائق راهنة لا محيص عنها ، كلّ ذلك على طريقة واضحة ومحجّة لائحة . يستذيقها الطبع ، ويستلذّها الذوق ، وتستسلم لها العقول ، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } [ق : 37].

* منها قوله تعالى : {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف : 81].

هذا استدلال على الطريقة العقلانية ؛ إذ لو كان لله وَلد ـ كما يقوله هؤلاء البعداء عن ساحة قدسه تعالى ـ لكان أَوّل معترف به هم الرسل الذين جاؤوا من عنده ، وهم أقرب إليه ممّن سواهم .

* وقوله : {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء : 22] ، وقد أوضحته آية أُخرى : {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } [المؤمنون : 91] ، أيضاً طريقة عقلانية يتسلّمها العقلاء عند المقايسة . 

* وقوله : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم : 27] إذ كان الخصم معترفاً بأنّ الله هو الذي بدأ الخلق ، إذاً فالإعادة أهون من البَداءة ؛ لأنّها من شيء ، وتلك لا من شيء .

* وقوله تعالى : {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ } [الأنبياء : 98، 99] .

كانت العرب تعترف بالمبدي الأعلى وهو الله تعالى ، وإنّما يعبدون الأوثان ليقرّبوهم إلى الله زلفى (1) فكانوا يعتبرونهم آلهةً صغاراً ، وهم شفعاء ووسطاء بينهم وبين الله الكبير المتعال ، تعاليم ورثوها مِن أُمَم مجاورة : الفرس والروم واليونان .

فإذ قد تسلّموا بربوبيته تعالى ، وأنّه الحاكم على الخلائق أجمعين ، فإنّه يحكم بهؤلاء وما يعبدون أنّهم حصب جهنم ، ولا يدخلها الأصاغر حقير ، لا يملك شفاعة ولا يستحقّ عبادة .

* وقوله : {وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ } [الأعراف : 40] فقد رتّب دخولهم الجنّة على ولوج الحبل الغليظ في خرم الإبرة ، ولمّا كان ذلك أمراً ممتنعاً ، كان ذاك أيضاً مثله ، فقد أبدى امتناع دخولهم الجنّة بهذا الشكل القياسي كناية بديعة .

* وقوله : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر : 1، 2] فقد رتّب النتيجة على صغرى القياس مع حذف الكبرى لظهورها ، وهي : أنّ مَن أعطاه الله الكوثر ـ وهي مجموعة المكرمات ـ فينبغي له أن يؤدّي شكره الواجب ، بالابتهال إلى الله والمثول لديه بكلّ الوجود .

* وقوله : {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} [الأعراف : 176] قياس استثنائي مركب من قضيّة شرطية مضمونها : {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } [الإسراء : 19] . وأُخرى حملية استثنائية مضمونها : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} [طه : 124، 125] .

وقوله : {فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام : 76] ، الكبرى مطوية ، أي وكلّ آفل غير مستحقّ للعبادة .

* وقوله تعالى : {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور : 35] .. هذا أشبه بقياس السبر والتقسيم ؛ لأنّ الأمر يدور بين ثلاثة : إمّا أن يكونوا قد خُلقوا مِن عند أنفسهم ليس لهم خالق ، أو يكونوا هم الذين خَلقوا أنفسهم ، أو ينتهي خَلقهم إلى خالق خارج مِن أنفسهم ، ولا رابع لذلك .

أمّا الأَوّل ـ ليكونوا قد خُلقوا لا مِن شيء ، ولا خالق لهم ، وأنّهم وُجدوا لا مِن علّة وسبب ـ فهذا ممّا يستحيله العقل ؛ إذ لا معلول بلا علّة ولا موجود بلا موجد ، فلا تترجح كفّة العدم ، في دائرة الممكنات ، لسوى مرجّح خارجي .

وكذا الثاني ؛ لأنّه دَور مستحيل ، وتوقّف وجود الشيء على نفسه ممّا يمتنع في بديهة العقل .

إذاً فالصحيح المعقول هو الفرض الثالث ، أنّهم مخلوقون ، وأنّ لهم خالقاً ، هو واجب الوجود لذاته ، ويكون منتهى سلسلة الموجودات في دائرة الإمكان .

* وقوله تعالى : {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف : 29] ، وقوله : {مَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } [الأنبياء : 104] . وقوله : {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ } [ق : 15] .

وهذا مِن مقياس النظير على النظير ، فقد قيس أمر الإعادة على أمر البدء ، قياساً معقولاً ؛ لأنّ الذي فعل شيئاً قادر على أن يفعل مثله ؛ إذ حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد ... .

بل المسألة هنا هي الإعادة ، وهي أهون من الإبداع ، كما سبق في قوله تعالى : {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } [الروم : 27].

* ومن هذا القبيل قوله تعالى : {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ *أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ } [يس : 78 - 81].

استدلال لطيف على إمكان الإحياء ، قياساً على البدء أَوّلاً ؛ لأنّ الإعادة أهون من الإنشاء .. ثمّ القياس على المحسوس المشاهد ... وأنّ الذي يُنشئ من العُود الرطب ناراً كيف يُعجزه إفاضة الحياة على العظام الرميم ؟! وأخيراً فإنّ خلق السماوات والأرض أعظم من خلقهم ، وهو القادر والخلاّق العليم بكيفية الخلق والإعادة ....

* وكذا جميع ما قيس من إعادة الحياة وحشر الأموات ، على إحياء الأرض بعد موتها بالمطر والإنبات .

* وأجمل حجاج جاء إفحاماً للخصم ودحضاً لحجّته قوله تعالى : {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ * إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [النحل : 38 - 40] .

انظر إلى هذه المحاججة اللطيفة والردّ الجميل ، كيف أنّهم أقسموا بالله لإنكار البعث ، فردّ عليهم بقوله ( بلى ) ! وأنّ الّذي تقسمون به فإنّه يناقضكم صريحاً !

ثمّ قرّر البعث ببيان سببه الموجب ، وأخيراً إمكانه بعظيم قدرته .

ولابن السيّد هنا ـ في هذه الآية ـ بيان لطيف أورده السيوطي في الإتقان ، قال : وتقريرها ، أنّ اختلاف الناس في الحقّ لا يوجب انقلاب الحقّ في نفسه ، وإنّما تختلف الطرق الموصلة إليه ، والحقّ في نفسه واحد ، فلمّا ثبت أنّ هاهنا حقيقة موجودة لا محالة ، وكان لا سبيل لنا في حياتنا إلى الوقوف عليها وقوفاً يوجب الائتلاف ويرفع عنّا الاختلاف ، إذ كان الاختلاف مركوزاً في فطرنا ، وكان لا يمكن ارتفاعه وزواله إلاّ بارتفاع هذه الجبلّة ، ونقلها إلى صورة غيرها ، صحّ ـ ضرورةً ـ أنّ لنا حياة أُخرى  غير هذه الحياة ، فيها يرتفع الخلاف والعناد ، وهذه هي الحالة التي وعد الله بالمصير إليها ، فقال : {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف : 43] أي حقد ، فقد صار الخلاف الموجود ـ كما ترى ـ أوضح دليل على كون ( أي ثبوت ) البعث الذي ينكره المنكرون (2) .
____________________________
(1) إشارة إلى قوله تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر : 1، 2] .

(2) الإتقان : ج4 ص54 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .