أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2019
1433
التاريخ: 1-07-2015
2341
التاريخ: 8-2-2017
1836
التاريخ: 2-08-2015
1777
|
قال : ( والقدم والحدوث الحقيقيّان لا يعتبر فيهما الزمان ، وإلاّ تسلسل ).
أقول
: القدم والحدوث قد يكونان حقيقيّين ، وقد لا
يكونان حقيقيّين ، بل يقالان على ما يقالان عليه على سبيل المجاز ، فالقدم والحدوث
الحقيقيّان ـ وهما على ما فسّرناهما به من أنّ القديم هو الذي لا يسبقه الغير ،
والمحدث هو المسبوق بالغير ـ لا يفتقران إلى الزمان ؛ لأنّ الزمان إن كان قديما أو
حادثا بهذا المعنى وافتقر إلى زمان آخر تسلسل. وأمّا القدم والحدوث بالمجاز
فإنّهما لا يتحقّقان بدون الزمان ؛ لأنّ القديم يقال بالمجاز على ما يستطال زمان
وجوده في جانب الماضي ، والمحدث على ما لا يستطال زمانه.
قال
: ( والحدوث الذاتيّ متحقّق ).
أقول
: الحدوث الذاتي عبارة عن مسبوقيّة وجود الشيء
بالعدم الذاتي ، وتأخّر وجوده عن عدمه بالذات ، ولا شكّ أنّ ذات الممكن لا تقتضي
الوجود ولا العدم ، فله بحسب الذات وعدم وجود علّته العدم المستند إلى عدم العلّة
من جهة ملاحظة ذاته ؛ لكفاية عدم العلّة في العدم دون الوجود؛ إذ لا بدّ في وجوده
من وجود علّته ، فبعد وجود علّته يوجد ، فيكون وجوده مسبوقا بالعدم الذاتي وبوجود
علّته المتقدّم بالذات ، وهو معنى الحدوث الذاتي ، فهو متحقّق قطعا.
قال
: ( والقدم والحدوث اعتباريّان عقليّان ينقطعان بانقطاع الاعتبار ).
أقول
: ذهب المحقّقون إلى أنّ القدم والحدوث ليسا من
المعاني المتحقّقة في الأعيان (1).
وذهب عبد الله بن سعيد من الأشعريّة ـ على ما حكي ـ إلى
أنّهما وصفان زائدان على الوجود(2).
والحقّ خلاف ذلك ، وأنّهما اعتباران عقليّان يعتبرهما الذهن
عند مقايسة سبق الغير إلى الوجود وعدمه ؛ لأنّهما لو كان ثبوتيّين لزم التسلسل ؛
لأنّ الموجود من كلّ واحد منهما إمّا أن يكون قديما أو حادثا ، فيكون للقدم قدم أو
حدوث ، وكذا الحدوث ، ثمّ ننقل الكلام إلى قدم القدم وحدوث الحادث ـ مثلا ـ حتّى
يتسلسل ، فلا يكون القدم والحدوث من الأمور المتحقّقة ، بل هما عقليّان يعتبرهما
العقل وينقطعان بانقطاع الاعتبار العقلي.
وهذا جواب عن سؤال مقدّر ، وهو أن يقال : إذا كان القدم
والحدوث أمرين ثبوتيّين في العقل ، أمكن عروض القدم والحدوث لهما ، ويعود المحذور
من التسلسل.
وتقرير الجواب : أنّهما اعتباران عقليّان ينقطعان بانقطاع
الاعتبار ، فلا يلزم التسلسل.
قال
: ( وتصدق المنفصلة الحقيقيّة منهما ).
أقول
: الموجود إمّا قديم أو حادث ؛ لامتناع خلوّه عن
القدم والحدوث ؛ لأنّه لا يخلو إمّا أن يكون مسبوقا بغيره أو لا ، والأوّل حادث ،
والثاني قديم ، ولا يجتمعان في شيء واحد ؛ لاستحالة اجتماع النقيضين ، فإذن لا
يجتمعان ولا يرتفعان ، فتركيب المنفصلة الحقيقيّة يحصل منهما.
قال
: ( ومن الوجوب الذاتي والغيري ).
أقول
: الشيء الواحد إذا كان واجبا لذاته استحال أن
يكون واجبا لغيره.
إذا عرفت هذا، فنقول : المنفصلة الحقيقيّة ـ التي يمنع فيها
الجمع والخلوّ ـ صادقة على الموجود إذا لوحظ مع الوجوب بالذات والوجوب بالغير أيضا،
بأن يقال : الموجود إمّا واجب لذاته أو واجب لغيره؛ لامتناع صدقهما على شيء واحد
وكذبهما عليه؛ وذلك لأنّ الموجود إمّا مستغن عن الغير أو محتاج إليه، لا واسطة
بينهما، والأوّل واجب بالذات ، والثاني واجب بالغير.
وإنّما امتنع الجمع بينهما ؛ لأنّه لو كان شيء واحد واجبا
بذاته وبغيره معا لزم المحال ؛ لأنّ الواجب بغيره يرتفع بارتفاع غيره ، والواجب
بالذات لا يرتفع بارتفاع غيره ، فلو كان شيء واحد واجبا بذاته وبغيره لزم اجتماع
النقيضين ، وهو محال.
وإنّما امتنع الخلوّ عنهما ؛ لأنّ الموجود إن كان واجبا ،
صدق أحد الجزءين ، وإن كان ممكنا استحال وجوده إلاّ بعد وجود الفاعل ، فيصدق الجزء
الآخر.
__________________
(1)
انظر : « نهاية المرام في علم الكلام » 1 : 221 ؛ « مناهج اليقين » : 21.
(2)
« نهاية المرام في علم الكلام » 1 : 221 ؛ « مناهج اليقين » : 21 ، وقد نسب
العلاّمة فيهما القول بزيادة القدم فقط إلى عبد الله بن سعيد. والقول بزيادة
المحدث إلى الكرامية ، وهكذا في « المحصّل » : 214. نعم ، حكى القولين عنه في « كشف
المراد » : 214.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|