أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2193
التاريخ: 19-10-2016
2032
التاريخ: 17-9-2016
1992
التاريخ: 1-12-2016
2912
|
أضحت بابل قبل ميلاد المسيح بألفي عام من أغنى البلاد التي شهدها تاريخ العالم قديمه وحديثة{تعليق}لقد وصلت بابل من حيث المقومات الأساسية للحضارة في عصر حمورابي بل فيما قبله إلى درجة من الحضارة المادية لم يصل إليها غيرها من مدن آسية إلى وقتنا هذا. من كتاب كرستفر دوسن "بحوث في الدين والحضارة" Enquiries into Religion and Culture المطبوع في نيويورك سنة 1933 ص 107. ولعل من الصواب أن نستثني من هذا التعميم عصر خشيار شاي (اكزركس) الأول في فارس، ومنج هوانج في الصين، وأكبر في الهند.{انتهى} .
وكان البابليون ساميين في مظهرهم سود الشعر سمر البشرة، رجالهم ملتحون، ويضعون على رؤوسهم أحياناً شعراً مستعاراً وكانوا رجالاً ونساء على السواء يطيلون شعر رؤوسهم، وحتى الرجال كانوا أحيانا يرسلون شعرهم في ضفائر تنوس على أكتافهم، وكثيراً ما كان رجالهم ونساؤهم يتعطرون. وكان ثياب الجنسين المألوف مئزراً من نسيج الكتان الأبيض يغطي الجسم حتى القدمين، ويترك إحدى كتفي المرأة عارياً، ويزيد عليه الرجال دثاراً وعباءة، ولما زادت ثروة السكان تذوقوا حب الألوان، فصبغوا أثوابهم باللون الأزرق فوق الأحمر أو بالأحمر فوق الأزرق، في صورة خطوط أو دوائر أو مربعات أو نقط. ولم يكونوا كالسومريين حفاة الأقدام بل اتخذوا لهم أخفافاً ذات أشكال حسنة، وكان الذكور في عصر حمورابي يتعممون، وكان النساء يتزين بالقلائد والأساور والتمائم، ويحلين شعرهن المصفف بعقود من الخرز. وكان الرجال يمسكون في أيديهم عصياً ذوات رؤوس منحوتة منقوشة، ويحملون في مناطقهم الأختام الجميلة الشكل التي كانوا يبصمون بها رسائلهم ووثائقهم. وكان كهنتهم يلبسون فوق رؤوسهم قلانس طويلة مخروطية الشكل ليخفوا بها صفتهم الآدمية.
بابل بعد عهد حمورابي:
وزادت الثروة فأنتجت في بابل ما تنتجه في سائر بلاد العالم. ذلك أن من السنن التاريخية التي تكاد تنطبق على جميع العصور أن الثراء الذي يخلق المدنية هو نفسه الذي ينذر بانحلالها وسقوطها. فالثراء يبعث الفن كما يبعث الخمول؛ وهو يرقق أجسام الناس وطباعهم، ويمهد لهم طريق الدعة والنعيم والترف، ويغري أصحاب السواعد القوية والبطون الجائعة بغزو البلاد ذات الثراء{تعليق}وازن بين هذا وبين ما جاء في مقدمة ابن خلدون في هذا المعنى. (المترجم){انتهى} . وكان على الحدود الشرقية لهذه الدولة الجديدة قبيلة قوية من أهل الجبال هي قبيلة الكاشيين تحسد البابليين على ما أوتوا من ثروة ونعيم. فلم يمض على موت حمورابي إلا ثمان سنين حتى اجتاحت رجالها دولته، وعاثوا في أرضها فساداً يسلبون وينهبون، ثم ارتدوا عنها، ثم شنوا عليها الغارة تلو الغارة، واستقروا آخر الأمر فيها فاتحين حاكمين، وهذه هي الطريقة التي تنشأ بها عادة طبقة السراة في البلاد. ولم يكن هؤلاء الفاتحون من نسل الساميين ولعلهم كانوا من نسل جماعة المهاجرين الأوربيين جاءوا إلى موطنهم الأول في العصر الحجري الحديث، ولم تكن غلبتهم على أهل بابل الساميين إلا حركة أخرى من حركات الهجوم والارتداد التي طالما حدثت في غرب آسية. وظلت بلاد بابل بعد هذا الغزو عدة قرون مسرحاً للاضطراب العنصري والفوضى السياسية اللذين وقفا في سبيل كل تقدم في العلوم والفنون. ولدينا صورة واضحة من هذا الاضطراب الخانق في رسائل تل العمارنة التي يستغيث فيها أقيال بابل وسوريا بمصر التي كانوا يؤدون إليها خراجا متواضعاً بعد انتصارات تحتمس الثالث، ويتوسلون إليها أن تمد إليهم يدها لتعينهم على الثوار والغزاة. وفيها أيضاً يتجادلون في قيمة ما يتبادلونه من الهدايا مع أمنحوتب الثالث الذي يترفع عليهم، ومع إخناتون الذي أهملهم وانهمك في غير شؤون الحكم{تعليق}رسائل تل العمارنة رسائل مملة في صيغتها ملئت كلها ملقاً ودهاناً، وجدلاً، وتوسلاً وشكاية. استمع مثلا إلى ما كتبه بربورياش الثاني ملك كورديناش (في الجزيرة) إلى أمنحوتب الثالث في موضوع تبادل بعض الهدايا الملكية التي غبن فيها بربورياش فيما يظهر "منذ اليوم الذي توطدت فيه أواصر الصداقة بين أمي وأبيك، تبادل الاثنان الهدايا القيمة، ولم يأب أحدهما على الآخر أحسن ما يرغب فيه. أما الآن فإن أخي (أمنحوتب) قد أهداني (فقط) منحين من الذهب. إن عليك أن ترسل لي من الذهب بقدر ما أرسله أبوك؛ فإن كان لا بد أن يقل عنه، فليكن نصف ما كان يرسله. ِلم لمْ ترسل إلىّ إلا منحين من الذهب ؟" (المنح قدر من الذهب).{انتهى} .
وأُخرج الكاشيون من أرض بابل بعد أن حكموها ما يقرب من ستة قرون اضطربت فيها أحوال البلاد وتمزقت، كما اضطربت أحوال مصر وتمزقت في عهد الهكسوس. ودام الاضطراب بعد خروجهم أربعمائة عام أخرى حكم بابل في أثنائها حكام خاملون ليس في أسمائهم الطويلة اسم واحد جدير بالذكر{تعليق}مردك- شبيك- زيرى، نتورا- تدين- شام، أنليل- تدين- أبلى، مردك- شبيك- زرماتي، الخ وما من شك في أن أسمائنا الكاملة إذا وصلت كما وصلت هذه الأسماء تبدو مثلها متنافرة النغمات في آذاننا.{انتهى} .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|