أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-02
302
التاريخ: 12-6-2018
1899
التاريخ: 7-8-2021
2446
التاريخ: 15-9-2019
2075
|
للحد من الانحرافات والمخالفات لدى الأطفال، لا بد من ان نتوجه في البداية نحو الوالدين وننظم الصورة عندهما. ونذكر في هذا المجال عدة أمور هي :
1ـ اسلوب التربية :
إحدى المشكلات التربوية في مجتمعنا هي ان كثيراً من الآباء والأمهات عندنا لا يعرفون الأساليب الصحيحة في التربية، ولا يعلمون ماذا يفعلون عند مواجهتهم لأي وضع خاص يطرأ على الطفل.
فبعض الآباء والأمهات يعتمدون في تربيتهم لأطفالهم على نظرية (دع الطفل يعيش طفولته، فالعناء ينتظره فيما بعد) لذلك يتركون أبناءهم يفعلون ما يحلو لهم. وهذا الاسلوب في التربية ناشئ عن محبة غير مدروسة، ويحاول الأهل من خلاله أن يجنبوا طفلهم التجربة التي عاشوها هم.
وفي المقابل هناك بعض آخر يعتمدون فكرة معاكسة، فيهدرون كرامة طفلهم عند ارتكابه للخطأ والزلل دون الالتفات الى عواقب هذا الاسلوب التربوي الخاطئ، فعند اي قضية جزئية يؤدي تأديبهم له الى البكاء والخجل، ويعتبرون أن صدور هذا التصرف من الطفل أمر مشين لهم.
ويؤدي تصرف الأهل بهذا الاسلوب إلى إحساس الطفل بالضغط والاضطراب أو الحقارة وفقدان الأمن. وانه مظلوم وادنى من باقي الأطفال.
هذه الفوضى والسذاجة غالباً ما تحدث خلال تربية الأسرة لطفلها الأول، لأن تجارب الوالدين قليلة، واسلوبهما ما يزال غير مدروس. اما أولئك الذين يسعون الى أن يتعقلوا أكثر، فيسلمون أبناءهم الى مربي دور الحضانة، وأحياناً الى أقسام داخلية، ملقين هم تربية أطفالهم على عواتق غيرهم، فإنهم يقعون في خطأ كبير.
على أي حال قد يكون الاسلوب التربوي المستخدم من قبل الوالدين أو المربين اسلوباً غير مدروس وغير معقول، ويوجد في الطفل حالة من الطغيان والانحراف، وفي هذه الحالة لا معنى لتأنيب الطفل وتوبيخه على فعله ومخالفته.
2ـ العلاقات الخاطئة :
عندما نستعرض أسباب وعلل كثير من المخالفات و الانحرافات لدى الأطفال نجد انها تعود الى العلاقة العدائية الحاكمة بين أفراد الأسرة، والى الجو المشحون بالعداء داخل البيت. فوجود علاقات غير سليمة داخل البيت بين الزوجين يعد من العوامل المهمة لسوء الأخلاق والتصرف لدى أبنائهم.
من ناحية أخرى فإن الاختلافات والموجهات والتعامل غير السليم للأهل يشكل تهديدا للحياة العاطفية للطفل. وتهيئ الأرضية المناسبة لعدم توازن الطفل نفسياً، وتكون درساً سيئاً لمستقبلهم. فالطفل الذي يعيش في أسرة مقبلة على الانفجار، والطفل الذي يرى نفاق والديه وتفرقهما، والطفل الذي يترعرع في جو عائلي متشنج دوماً، لا يمكن أن يكون طفلاً موزوناً وطبيعياً.
ففي ظل خلل الحياة العاطفية للطفل، يحس الطفل بالخطر، وقد يرسم خطة مشؤومة وخطرة
لتأمين حياته، فيفر من بيته مثلاً، أو يواجه والديه مباشرة.
كما ان كثيراً من مخالفات الأطفال وفتنهم وغوغائهم تعود لكونهم عاشوا داخل أسرة فوضوية، مثلاً انفراط عقد الأسرة بسبب طلاق الوالدين أو انفصالهما، أو ان الوالدين منصرفان الى عملهما مما جعل الأسرة تعيش حياة الفوضى وانعدام الأمن الأسري. فالأطفال هم ضحايا مثل هذا الوضع، وابواب الفساد والتحلل مفتحة لهم. وقد حمل الإسلام مسؤولية مثل هذا الوضع للوالدين، وفي حال بلغ تقصيرهما ذروته ينحيهما الإسلام عن ولايتهما القهرية على أطفالهما، ويعين للأطفال من يرعاهم.
3ـ التعامل غير السليم :
لا ننسى ان نسبة كبيرة من الأخلاق الحسنة أو السيئة لدى الطفل تعود إلى حسن التعامل معه أو سوئه. فالوالدان هما مثل وأسوة لأطفالهما، وهما دليل الطفل في حياته الحالية والمستقبلية، فكلما كان الوالدان هادئين صبورين ثابتين وقورين، كلما كان لذلك انعكاس إيجابي على أطفالهما.
على هذا علينا ان نبحث عن بعض علل سوء سيرة أطفالنا في سيرتنا وتعاملنا معهم. وأن نسعى للبدء بإصلاح انفسنا، ثم نصلح أطفالنا، إن سعي الاهل لإخفاء أعمالهم وسيرتهم عن أولادهم له تأثير كبير في تربية أبنائهم، لكنهم لن يتمكنوا دوماً من إخفاء ذلك عن أبنائهم، فيكفي ان يلاحظ الأطفال التعامل الخاطئ لوالديهم لعدة مرات ولو كان بالخفاء، ليزرع فيهم سوء التعامل.
المزاج المشين امام الأطفال، ونوع علاقة المرأة وزوجها امام الأطفال، والغضب، والغيبة والكلام البذيء، والضحك غير الموزون، والرياء، وإظهار التأثر الزائد، والحب والحنان المفرط، كل تلك الأمور هي دروس سيئة للأطفال، وأرضية خصبة لانحراف الأطفال.
ولهذا الأمر تأثير أكبر خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، لأن الطفل يعتمد في سنينه الأولى على التقليد أكثر من اي مرحلة أخرى، كما انه يعتقد خلال هذه المرحلة بأن كل ما يقوله والداه هو صحيح ومن المسلمات.
4ـ انشغال الوالدين وغيابهما :
في السنوات الأخيرة وقعت الأسرة عندنا تحت تأثير الحياة الغربية والصناعية، ونسيت أساليبها وتقاليدها. فمن المؤسف أن بعض الآباء يصرون على قضاء معظم أوقاتهم خارج البيت بعيداً عن الأسرة. أو انهم يمارسون أعمالاً تحرم أبناءهم من رؤيتهم والجلوس معهم. كما نرى ان بعض الأمهات قد اهملن أطفالهن بسبب الأعمال الإدارية أو الاجتماعية، ليقضي أبناءهم ساعات طويلة مع الخادمات أو الحاضنات، مما يعد خسارة تربوية كبرى.
على الآباء والأمهات الذين لا يهتمون بأولادهم لأي سبب وعلة، أو لا يمتلكون الفرصة الكافية لتربية أبنائهم ان يعلموا ان أبناءهم يتعرضون خلال غيابهم عنهم الى عوامل مضرة قد تؤدي بهم في المستقبل الى ارتكاب الجرائم والضياع، أو انهم سيصابون بعقد من الحرمان قد تولد فيهم سوء خلق وانحراف في جوانب مختلفة.
تشير الدراسات العلمية الى ان الاسباب الأساسية لانحراف الأطفال هي: فقدان الأب أو الأم أو الاثنين معاً، غياب احد الوالدين أو كلاهما عن الأطفال، وجود زوج الأم أو زوجة الأب وعدم وجود علاقة صحيحة لهما مع الأولاد، خصام الزوجين داخل البيت.
وقد يتواجد الوالدان في البيت، لكنهما ينشغلان بأعمال تجعلهما يسقطان حق الأطفال من حسابهما، أو يكونان عاجزين عن السيطرة على أبنائهما، مما يجعلهما في وضع المتخلي عن دوره. وفي هذه الحالة نجد نفس الآثار والاضرار والنتائج التي يتركها غياب الوالدين.
إننا نذعن ان ضرورات الحياة قد تستدعي من الوالدين ان يقضيا عدة ساعات في أماكن العمل،
لكن على الاهل ان يعوضا ذلك بالاهتمام بالطفل عند تواجدهم داخل البيت، والأنس به. ونذكر هنا ان الاهل إذا كانوا يبذلون جهوداً إضافية من أجل تأمين المال للعيش في حياة مرفهة وتأمين الكماليات فإنهم يرتكبون بذلك خطأً جسيماً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|