المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

النظر الصحيح يستلزم العلم
2-07-2015
حكم المجتمع حول الحسن والسيء
2024-10-28
دراسة القيمة الفعلية لعناصر المناخ
1-1-2016
نشوان بن سعيد الحميري
27-1-2016
Externally motivated change
2024-01-04
الفلك الدوار
16-4-2016


علم الفقه في مدرسة أهل البيت  
  
2910   02:44 مساءاً   التاريخ: 21-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص215-217.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /

أخذ فقه أهل البيت (عليهم السلام) معظمه من الامامين الباقر وولده الصادق (عليه السلام) وقد حفلت موسوعات الفقه الامامي كالحدائق والجواهر ومستمسك العروة الوثقى بالروايات الكثيرة التي أثرت عنهما وإليها يرجع فقهاء الامامية في استنباطهم للأحكام الشرعية وفي اصدارهم للفتوى أما موسوعات الحديث كوسائل الشيعة والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه وغيرها فاغلب ما فيها من الاحاديث قد أخذت عنهما وقد شكلت تلك الموسوعات دائرة معارف للفقه الاسلامي هي من أروع وأثرى ما قنن في عالم التشريع.

لقد جهد الامام الباقر وولده الصادق (عليه السلام) على نشر الفقه الاسلامي وتبنياه بصورة إيجابية في وقت كان المجتمع الاسلامي غارقا في الأحداث السياسية وقد أهملت الحكومات في تلك العصور الشؤون الدينية اهمالا تاما فلم تعد الشعوب الاسلامية تفقه من أمور دينها القليل ولا الكثير يقول الدكتور علي حسن : وقد أدى تتبعنا للنصوص التأريخية إلى امثلة كثيرة تدل على هذه الظاهرة التي كانت تسود القرن الأول سواء لدى الحكام أو العلماء أو الشعب ونعني بها عدم المعرفة بشؤون الدين والتأرجح وعدم الجزم والقطع فيها حتى في العبادات فمن ذلك ما روي أن ابن عباس خطب في آخر رمضان على منبر البصرة فقال : اخرجوا صدقة صومكم فكان الناس لا يعلمون فقال : من هاهنا من أهل المدينة فقوموا إلى إخوانكم فعلموهم فانهم لا يعلمون من زكاة الفطرة الواجبة شيئا مما يدل على أن أهل البلاد الاسلامية لم يكونوا يعرفون شؤون دينهم معرفة مفصلة وقد كان يوجد في بلاد الشام من لا يعرف عدد الصلوات المفروضة فراحوا يسألون الصحابة عن ذلك وهذه مسألة أوقات الصلاة لم تكن معروفة عند عمر بن عبد العزيز وبعض أهل العلم فكان العلماء يرون سنة مخصوصة في ذلك وكانت الحكومة ترى رأيا مخالفا وعلى هذا جاء الحديث سيأتي في آخر الزمان أمراء يميتون الصلاة فأدوا الصلاة في وقتها والمؤرخون المتقدمون إذا لم يعرفوا كيف يشرحون لنا هذه الحالة فانهم لم يجدوا أمامهم إلا سببا مفروضا وهو ان الامويين قد غيروا أوقات الصلاة برأيهم.

ولكن الحقيقة هو إنه في اثناء عصر بني أمية الذين كانوا لا يهتمون كثيرا بأمور الدين كان الشعب في الواقع قليل الفهم والمعرفة للفقه ومسائل الدين ولم يكن يعرف من هذه الشؤون إلا اهل المدينة وحدهم ان الدور المشرق الذي قام به الامام الباقر والصادق في نشر الفقه وبيان احكام شريعة الله كان من اعظم الخدمات التي قدمت للعالم الاسلامي ولو لاها لخسر المسلمون اعظم ثروة دينية لهم.

وعلى أي حال فانه لما لم يكن في العالم الاسلامي من هو أدرى بشؤون الشريعة واحكام الدين غير الامامين (عليه السلام) فقد أسرع إلى الأخذ من علومهما ابناء الصحابة والتابعون ورؤساء المذاهب الاسلامية كأبي حنيفة ومالك وغيرهما وقد تخرج على يد الامام أبي جعفر جمهرة كبيرة من الفقهاء كزرارة بن اعين ومحمد بن مسلم وابان ابن تغلب وإليهم يرجع الفضل في تدوين أحاديث الامام (عليه السلام) كما كانوا من مراجع الفتيا بين المسلمين وبذلك فقد اعاد الامام أبو جعفر (عليه السلام) للإسلام نضارته وحافظ على ثرواته الدينية من الضياع.

ومن الجدير بالذكر أن الشيعة هي أول من سبق إلى تدوين الفقه يقول مصطفى عبد الرزاق : ومن المعقول أن يكون النزوع إلى تدوين الفقه كان أسرع إلى الشيعة لأن اعتقادهم العصمة في أئمتهم أو ما يشبه العصمة كان حريا إلى تدوين أقضيتهم وفتاواهم , وبذلك فقد ساهمت الشيعة في بناء الصرح الاسلامي وحافظت على أهم ثرواته .. .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.