أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-02
572
التاريخ: 2023-05-06
1045
التاريخ: 2024-06-17
628
التاريخ: 2024-10-31
84
|
من الممكن أن تكون أحكام المجتمع صادقة في بعض المواقع، ومطابقة للحقيقة، ولكن لا يمكن اعتبار قبول ورفض المجتمع معياراً للحسنات والسيئات، أو للخير والشر، لأن الإنسان يقع في الغالب تحت تأثير أهوائه ورغباته، ويرى الخير والشر في زاوية أهوائهِ النفسية، وقلّما يعير أهمية للمنافع والمفاسد الحقيقية.
منذ زمن بعيد أصبحت، في العالم الغربي، أهواء الناس مقبولة وصار المعيار في حسن وقبحِ المسائل الأخلاقية هو ما يوافق عليه أو يرفضه المجتمع، ونتيجة لذلك فإن قسماً من المفاسد أصبح مجازاً بحجة أنه من الأخلاق النسبية، إن هذا الاسلوب الخاطئ والمخالف للمصلحة العامة ينتشر يوماً بعد آخر، وقد سرى من عالم الغرب إلى الشرق. والآن اهتزت المبادىء الأخلاقية عند بعض الشبان والرجال المتوسطي العمر، إلى حد ما، وفقدت قيمتها، وهذا الأمر هو أحد أسباب الاختلافات في العائلة والمجتمع.
إن الوالدين يقيسان الأخلاق الحسنة والسيئة بمعيار صلاح وسعادة الأبناء، بينما معيار الأخلاق الحسنة والسيئة لدى الأبناء هو رفض وقبول عالم اليوم. يرى الوالدان أن سعادة أبنائهما تكمن في اتباع الأخلاق الفاضلة التي تعتمد على أساس المصلحة العامة. والأبناء يرون سعادتهم في اتباع الأخلاق النسبية التي تعتمد على مبدأ اللذة. الوالدان المسلمان المؤمنان يريدان أن يتبع أبناؤهما مبدأً أخلاقياً ثابتاً واكتساب رضى الله تعالى، ويريد الأبناء أن تكون أعمالهم مطابقة للأخلاق النسبية في زمنهم والمؤيدة من الناس.
(يقول جون ديوي: إن إبداء الرأي حول عمل أو تصرف، مع ملاحظة ردود فعل المجتمع بالنسبة لذلك العمل أو التصرف، شيء مقبول إلى حد ما، ولكن يجب الإعتراف أن الإفراط في الإهتمام بما يفرضه المجتمع من أخلاق سيؤدي إلى تزلزل المبادىء الأخلاقية إلى حد كبير، وتضعف الأخلاق بشكل محسوس، لأن الحكم الذي يبنى على تشجيع أو تقبيح المجتمع هو في الغالب عاطفي وليس عقلياً، وفي الحقيقة فإنه يتبع الآداب والتقاليد الإجتماعية وليس التكهنات العقلية والمنطقية للخير والشر.
انتقاد المجتمع وتشجيعه
إن انتقاد المجتمع وكشفه للعيوب يؤلم الشخص المنتقد ويدفعه إلى الشعور بعدم الرضا، وبالعكس يدفع التشجيع الإنسان إلى الإستمرار في تصرفه وعمله، وهكذا فإن حكم المجتمع يجعل الأشخاص وخاصة الحساسين منهم في موقفِ الدفاع مقابل أحكام الآخرين، الذين يجعلون اولئك الأشخاص يسعون إلى أن تطابق تصرفاتهم احكام المجتمع، هذا بينما تكون أحكام المجتمع ذات أثر مطلوب إذا كانت محايدة لأخلاق الفرد، والأشخاص في مثل هذه الظروف يكونون في موقف دفاعي بحيث لا تسنح لهم الفرصة لكي يحكموا بعدالة على تصرفاتهم) (1).
إن الفضيلة والرذيلة الأخلاقية أمر واقعي وحقيقي لدى الإنسان تماماً كسلامة جسمه أو مرضه. فكما أن أحاديث الناس لا تبدل السلامة إلى مرض والمرض إلى سلامة، كذلك رغباتنا النفسية، ونفي وإثبات الناس لا يمكنهما أن يُغيرا الواقعيات الأخلاقية أو يبدّلا الرذيلة إلى فضيلة أو بالعكس.
القرآن ومعيار الخير والشر:
قال الإمام الباقر (عليه السلام)، في هذا الصدد، لجابر الجعفي: (واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مِصرِكَ وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالو إنك رجل صالحٍ لم يسرك ذلك، ولكن اعرِض نفسك على ما في كتاب الله فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده، راغباً في ترغيبه، خائفاً من تخويفه، فاثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك، وإن كنت مبايناً للقرآنِ فما الذي يغرك من نفسك) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأخلاق والشخصية، ص 258.
2ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 161.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|