المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

المتطلبات البيئية لأشجار الجوز
25-11-2015
Struve Differential Equation
5-7-2018
الحروف الذلقية
12-4-2022
سورجم العلف (الجراوة)
9/11/2022
الادمان
8-6-2022
Railway Tanker
3-9-2016


حكم المجتمع حول الحسن والسيء  
  
77   09:00 صباحاً   التاريخ: 2024-10-28
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 276 ــ 278
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-02 572
التاريخ: 2023-05-06 1045
التاريخ: 2024-06-17 628
التاريخ: 2024-10-31 84

من الممكن أن تكون أحكام المجتمع صادقة في بعض المواقع، ومطابقة للحقيقة، ولكن لا يمكن اعتبار قبول ورفض المجتمع معياراً للحسنات والسيئات، أو للخير والشر، لأن الإنسان يقع في الغالب تحت تأثير أهوائه ورغباته، ويرى الخير والشر في زاوية أهوائهِ النفسية، وقلّما يعير أهمية للمنافع والمفاسد الحقيقية.

منذ زمن بعيد أصبحت، في العالم الغربي، أهواء الناس مقبولة وصار المعيار في حسن وقبحِ المسائل الأخلاقية هو ما يوافق عليه أو يرفضه المجتمع، ونتيجة لذلك فإن قسماً من المفاسد أصبح مجازاً بحجة أنه من الأخلاق النسبية، إن هذا الاسلوب الخاطئ والمخالف للمصلحة العامة ينتشر يوماً بعد آخر، وقد سرى من عالم الغرب إلى الشرق. والآن اهتزت المبادىء الأخلاقية عند بعض الشبان والرجال المتوسطي العمر، إلى حد ما، وفقدت قيمتها، وهذا الأمر هو أحد أسباب الاختلافات في العائلة والمجتمع.

إن الوالدين يقيسان الأخلاق الحسنة والسيئة بمعيار صلاح وسعادة الأبناء، بينما معيار الأخلاق الحسنة والسيئة لدى الأبناء هو رفض وقبول عالم اليوم. يرى الوالدان أن سعادة أبنائهما تكمن في اتباع الأخلاق الفاضلة التي تعتمد على أساس المصلحة العامة. والأبناء يرون سعادتهم في اتباع الأخلاق النسبية التي تعتمد على مبدأ اللذة. الوالدان المسلمان المؤمنان يريدان أن يتبع أبناؤهما مبدأً أخلاقياً ثابتاً واكتساب رضى الله تعالى، ويريد الأبناء أن تكون أعمالهم مطابقة للأخلاق النسبية في زمنهم والمؤيدة من الناس.

(يقول جون ديوي: إن إبداء الرأي حول عمل أو تصرف، مع ملاحظة ردود فعل المجتمع بالنسبة لذلك العمل أو التصرف، شيء مقبول إلى حد ما، ولكن يجب الإعتراف أن الإفراط في الإهتمام بما يفرضه المجتمع من أخلاق سيؤدي إلى تزلزل المبادىء الأخلاقية إلى حد كبير، وتضعف الأخلاق بشكل محسوس، لأن الحكم الذي يبنى على تشجيع أو تقبيح المجتمع هو في الغالب عاطفي وليس عقلياً، وفي الحقيقة فإنه يتبع الآداب والتقاليد الإجتماعية وليس التكهنات العقلية والمنطقية للخير والشر.

انتقاد المجتمع وتشجيعه

إن انتقاد المجتمع وكشفه للعيوب يؤلم الشخص المنتقد ويدفعه إلى الشعور بعدم الرضا، وبالعكس يدفع التشجيع الإنسان إلى الإستمرار في تصرفه وعمله، وهكذا فإن حكم المجتمع يجعل الأشخاص وخاصة الحساسين منهم في موقفِ الدفاع مقابل أحكام الآخرين، الذين يجعلون اولئك الأشخاص يسعون إلى أن تطابق تصرفاتهم احكام المجتمع، هذا بينما تكون أحكام المجتمع ذات أثر مطلوب إذا كانت محايدة لأخلاق الفرد، والأشخاص في مثل هذه الظروف يكونون في موقف دفاعي بحيث لا تسنح لهم الفرصة لكي يحكموا بعدالة على تصرفاتهم) (1).

إن الفضيلة والرذيلة الأخلاقية أمر واقعي وحقيقي لدى الإنسان تماماً كسلامة جسمه أو مرضه. فكما أن أحاديث الناس لا تبدل السلامة إلى مرض والمرض إلى سلامة، كذلك رغباتنا النفسية، ونفي وإثبات الناس لا يمكنهما أن يُغيرا الواقعيات الأخلاقية أو يبدّلا الرذيلة إلى فضيلة أو بالعكس.

القرآن ومعيار الخير والشر:

قال الإمام الباقر (عليه السلام)، في هذا الصدد، لجابر الجعفي: (واعلم بأنك لا تكون لنا ولياً حتى لو اجتمع عليك أهل مِصرِكَ وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالو إنك رجل صالحٍ لم يسرك ذلك، ولكن اعرِض نفسك على ما في كتاب الله فإن كنت سالكاً سبيله زاهداً في تزهيده، راغباً في ترغيبه، خائفاً من تخويفه، فاثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك، وإن كنت مبايناً للقرآنِ فما الذي يغرك من نفسك) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأخلاق والشخصية، ص 258.

2ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 161. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.