المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6252 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28



مِيثَم التّمّار  
  
2207   11:52 صباحاً   التاريخ: 20-8-2016
المؤلف : اللجنة العلمية
الكتاب أو المصدر : معجم رجال الحديث - موسوعة طبقات الفقهاء
الجزء والصفحة : .....
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من التابعين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1564
التاريخ: 8-12-2017 2392
التاريخ: 12-11-2017 1281
التاريخ: 18-8-2016 2100

اسمه :

ميثم بن يحيى  (ت/60 هـ ) التّمّار ، الاسديّ بالولاء ، أبو صالح الكوفي .

 

أقوال العلماء فيه :

ـ عده الشيخ المفيد - قدس سره - في الاختصاص : من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) في شرطة الخميس .

ـ عده الشيخ الطوسي  ( تارة ) في أصحاب علي (عليه السلام) و ( أخرى ) في أصحاب الحسن (عليه السلام)  قائلا : " ميثم التمار و ( ثالثة ) في أصحاب الحسين (عليه السلام).

ـ عده البرقي من أصحاب علي عليه السلام من شرطة الخميس ، قائلا : ميثم بن يحيى التمار ، مولى  .

ـ عده ابن شهر آشوب من أبواب الحسن بن علي (عليهما السلام) .

ـ عدّه الشيخ السبحاني  ميثم أيضاً من أصحاب الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) .

ـ قال الشيخ المفيد - قدس سره - : وذكر جعفر بن الحسين ، عن محمد بن جعفر المؤدب ، أن ميثما التمار من الاركان التابعين .

 

نبذه من حياته :

كان خطيباً ، متكلَّماً ، مفسّراً من أعاظم الشهداء في التشيّع ، وكان ميثم من المجاهرين في حب أهل البيت - عليهم السّلام - وبيان فضائلهم ،  كان عبداً لامرأة من بني أسد ، واشتراه علي - عليه السّلام منها ، وأعتقه ، ثم كان أثيراً عنده . وكان أمير المؤمنين - عليه السّلام يمير ميثماً بنفيس العلوم ويطلعه على الاسرار حتى أنّه كان يذكر له دوماً ما يصنعه به ابن زياد من فظيع الاعمال وهو يقول : « هذا في اللَّه قليل » ، وكان يصحبه أحياناً عند المناجاة في الخلوات ، وعند خروجه في الليل إلى الصحراء فيستمع ميثم منه الأدعية والمناجاة . وذكر في ترجمة سلمان  عده من حواري علي بن أبي طالب عليه السلام . وتقدم عنه أيضا في ترجمة حبيب بن مظاهر  قوله لميثم : لكأني بشيخ أصلع ، ضخم البطن ، يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صلب في حب أهل بيت تبيه عليه السلام . قال الكشي : وروى العقيقي أن أبا جعفر عليه السلام كان يحبه حبا شديدا ، وأنه كان مؤمنا شاكرا في الرخاء ، وصابرا في البلاء. روي أنّ ميثم قال لابن عباس وكان ميثم خرج من الكوفة إلى العمرة : سلني ما شئت من تفسير القرآن فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) وعلَّمني تأويله ، فأقبل ابن عباس يكتب .

محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن العباس بن معروف ، عن صفوان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم ، قال : أخبرني أبو خالد التمار ، قال : كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة ، فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان ، قال : فخرج ، فنظر إلى الريح فقال : شدوا برأس سفينتكم إن هذه ريح عاصف ، مات معاوية الساعة ، قال : فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام ، فلقيته فاستخبرته ، فقلت له : يا عبدالله ما الخبر ؟ قال : الناس علي أحسم حال ، توفي أمير المؤمنين وبايع الناس يزيد ، قال : قلت أي يوم توفي ؟ قال : يوم الجمعة .

محمد بن مسعود ، قال : حدثني أبو محمد عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني الحسن بن علي بن بنت إلياس الوشا ، عن عبدالله بن خداش المنقري ، عن علي بن إسماعيل ، عن فضيل الرسان ، عن حمزة بن ميثم ، قال : خرج أبي إلى العمرة ، فحدثني ، قال : إستأذنت على أم سلمه ( مرحمة الله عليها ) ، فضربت بيني وبينها خدرا ، فقالت لي : أنت ميثم ؟ فقلت : أنا ميثم ، فقالت : كثيرا ما رأيت علي بن الحسين بن فاطمة صلوات الله عليهم ذكرك ، قلت : فأين هو ؟ قالت : خرج في غنم له آنفا ، قلت : أنا والله أكثر ذكره ، فاقرئيه السلام فإني مبادر ، فقالت : يا جارية أخرجي فادهنيه ، فخرجت فدهنت لحيتي ببان ، فقلت : أما والله لئن دهنتيها لتخضبن فيكم بالدماء ، فخرجت إذا ابن عباس ( رحمة الله عليهما ) جالس ، فقلت : يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن ، فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين عليه السلام وعلمني تأوليه ، فقال : يا جارية هاتي الدواة والقرطاس ، فأقبل يكتب . فقلت ، يا أبن عباس كيف بك إذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة ، أقصرهم خشبة ، وأقربهم بالمطهرة ؟ فقال لي : أتكهن أيضا ، خرق الكتاب ، فقلت : مه احتفظ بما سمعت مني فإن يك ما أقول لك حقا أمسكته ، وإن يك باطلا ، خرقته . قال : هو ذلك . فقدم أبي علينا ، فما لبث يومين حتى أرسل عبيد الله بن زياد ، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة . فرأيت الرجل الذي جاء إليه ليقتله وقد أشار إليه بالحربة وهو يقول : أما والله لقد كنت ما علمتك إلا قواما ، ثم طعنه  في خاصرته فأجافه ، فاحتقن الدم فمكث يومين ، ثم إنه في اليوم الثالث بعد العصر قبل المغرب انبعث منخراه دما ، فخضبت لحيته بالدماء . ابتدر منخراه على صدره ولحيته دما ، فاجتمعنا سبعة ( من التمارين ) فاتفقنا بحمله فجئنا إليه ليلا ، والحراس يحرسونه وقد أوقدوا النار ، فحالت النار بيننا وبينهم ، فاحتملناه بخشبته حتى انتهينا به إلى فيض من ماء في مراد ، فدفناه فيه ورمينا بخشبته في مراد في الخراب ، وأصبح فبعث الخيل فلم يجد شيئا . قال : وقال يوما : يا أبا حكيم ، ترى هذا المكان ليس يؤدى فيه طسق - والطسق أداء الاجر - ، ولئن طالت بك الحياة لتؤدي طسق هذا المكان إلى رجل في دار الوليد بن عقبة اسمه زرارة . قال سدير : فأديته على خزي إلى رجل في دار الوليد بن عقبة ، يقال له زرارة .

جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عبدالله بن مهران ، قال : حدثني محمد بن علي الصيرفي ، عن علي بن محمد ، عن يوسف بن عمران الميثمي ، قال : مسعت ميثما النهرواني يقول : دعاني أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وقال لي : كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد اله بن زياد إلى البراءة مني ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، أنا والله لا أبرأ منك . قال : إذا والله يقتلك ويصلبك . قلت : أصبر فذاك في الله قليل . فقال : يا ميثم إذا تكون معي في درجتي . قال : وكان ميثم يمر بعريف قومه ويقول : يا فلان كأني بك وقد دعاك دعي بني أمية وابن دعيها ، فيطلبني منك أياما ، فإذا قدمت عليك ، ذهبت بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث ، فإذا كان اليوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا ، وكان ميثم يمر بنخلة في سبخة ، فيضر بيده عليها ويقول : يا نخلة ما غذيت إلا لي ، وما غذيت إلا لك ، وكان يمر بعمرو بن حريث ويقول : يا عمرو ذا جاورك فأحسن جواري ، وكان عمرو يرى أنه يشتري دارا ، أو ضيعة لزيق ضيعته ، فكان يقول له عمرو : ليتك قد فعلت . ثم خرج ميثم النهرواني إلى مكة ، فأرسل الطاغية عدو الله ابن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه ، فأخبره أنه بمكة ، فقال له : لئن لم تأتني به لا قتلنك ، فأجله أجلا ، وخرج العريف إلى القادسية ينتظر ميثما ، فلما قدم ميثم ، قال له : أنت ميثم ؟ قال : نعم ، أنا ميثم ، قال : تبرأ من أبي تراب ، قال : لا أعرف أبا تراب . قال : تبرأ من علي بن أبي طالب . فقا لله : فإن أنا لم أفعل ؟ قا : إذا والله لاقتلنك . قال : أما قد كان يقول لي إنك ستقتلني وتصلبني على باب دار عمرو بن حريث ، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دما عبيطا ، فأمر به فصلب على باب دار عمرو ابن حريث ، فقال للناس : سلوني - وهو مصلوب - قبل أن أقتل ، فو الله لأخبرنكم بعلم ما يكون إلى أن تقوم الساعة ، وما تكون من الفتن ، فلما سأله الناس حدثهم حديثا واحدا إذ أتاه رسول من قبل ابن زياد ، فألجمه بلجام من شريط ، وهو أول من ألجم بلجام وهو مصلوب .

وروى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم ، قال : أتى ميثم التمار دار أمير المؤمنين عليه السلام ، فقيل له : إنه نائم ، فنادى بأعلى صوته انتبه أيها النائم فو الله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أدخلوا ميثما . فقال له : أيها النائم ، والله لتخضبن لحيتك من رأسك . فقال : صدقت ، وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك وليقطعن من النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطع ، فتصلب أنت على ربعها ، وحجر بن عدي على ربعها ، ومحمد بن أكثم على ربعها ، وخالد بن مسعود على ربعها ، قال ميثم : فشككت في نفسي وقلت إن عليا ليخبرنا بالغيب . فقلت له : أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : إي ورب الكعبة ، كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله . قال : فقلت : ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليأخذنك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيد الله بن زياد . قال : وكان يخرج إلى الجبانة وأنا معه ، فيمر بالنخلة فيقول لي : يا ميثم إن لك ولها شأنا من الشأن . قال : فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها نعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة ، فتخرق فتطير من ذلك فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع . قال ميثم : فقلت لصالح ابني فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي ، ودقه في بعض تلك الاجذاع . قال : فلما مضى بعد ذلك أيام ، أتى قوم من أهل السوق فقالوا : يا ميثم انهض معنا إلى الامير ، نشكو إليه عامل السوق ونسأله أن سعز له عنا ويولي علينا غره ، وقال : وكنت خطيب القوم فنصت لي ، أعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الامير تعرف هذا المتكلم ؟ قال : ومن هو ؟ قال : هذا ميثم التمار الكذاب ، مولى الكذاب علي بن أبي طالب . قال : فاستوى جالسا فقال لي : ما يقول ؟ فقلت : كذب أصلح الله الامير ، بل أنا الصادق مولى الصادق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين حقا ، فقال لي : لتبرأن من علي ولتذكرن مساويه وتتولى عثمان ، وتذكر محاسنه ، أو لأقطعن يديك ورجليك ، لأصلبنك ، فبكيت ، فقال لي : بكيت من القول دون افعل ؟ فقلت : والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ، ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي ، فقال لي : وما قال لك ( مولاك ) ؟ قال : فقلت : أتيت الباب فقيل لي إنه نائم ، فناديت : انتبه أيها النائم فو الله لتخضبن لحيتك من رأسك ، فقال : صدقت ، وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن . فقلت : ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ، فقال : يأخذك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة ، عبيد الله بن زياد . قال : فامتلا عيظا ثم قال لي : والله لأقطعن يديك ورجليك ولادعن لسانك حتى أكذبك ، وأكذب مولاك ، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثم أخرج وأمر به أن يصلب ، فنادى بأعلى صوته : أيها الناس ، من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ قال : فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب . قال : وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله ، فقال : ما هذه الجماعة ؟ فقالوا : ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب . قال : فانصرف مسرعا فقال : أصلح الله الامير ، بادر وابعث إلى هذا من يقطع لسانه ، فإني لست آمن أن تتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك ، قال ، فالتفت إلى حرسي فوق رأسه ، فقال : إذهب فاقطع لسانه . قال ، فأتاه الحرسي فقال له : يا ميثم . قال : ما تشاء ؟ قال : أخرج لسانك فقد أمرني الامير بقطعه . قال ميثم : ألا زغم ابن الامة الفاجرة أنه يكذبني ، وبكذب مولاي ، هاك لساني ، قال : فقطع لسانه فتشحط ساعة في دمه . ثم مات ، وأمرك به فصلب ، قال صالح : فمضيت بعد ذلك بأيام فإذا هو صلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار  .

وروي في الارشاد ( في كيفية قتل ميثم ) : " ان ميثم التمار كان عبد ا لامرأة من بني أسد ، فاشتراه أمير المؤمنين عليه السلام منها ، فأعتقه ، فقال له : ما اسمك ؟ فقال : سالم . فقال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن اسمك الذي سماك به أبواك في العجم ، ميثم ، قال : صدق الله ورسوله ، وصدقت يا أمير المؤمنين ، والله إنه لا سمي ، قال : فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلى الله عليه وآله ودع سالما ، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم ،

بقي هنا شيء ، وهو أن الذي يظهر من هذه الروايات ، ومن غيرها ، أن جماعة من أصحاب أمير المؤمنين ، وأصحاب الحسين عليهما السلام كانوا مجاهرين في حب أهل البيت ، وبيان فضائلهم ، والبراءة من أعدائهم ، وسبب ذلك انتهاء أمرهم إلى الحبس والقتل ، ولا شك في أن ما ارتكبوه من ترك التقية كان وظيفة خاصة لهم ، وبذلك تمكنوا من إتما الحجة على الاعداء ، ومن نشر فضائل الائمة سلام الله عليهم ، وإن عملهم هذا يشابه عمل سيدهم ومولاهم الحسين بن علي عليهما السلام ، حيث فدى بنفسه في سبيل الدين ونشر أحكام سيد المرسلين ، هذا .

 

أثارهُ :

 له كتاب في الحديث ينقل عنه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه ، وأبو عمرو الكشّي  في كتاب الرجال ، وصاحب كتاب بشارة المصطفى ، وكثيراً ما يقول وجدت في كتاب ميثم التمار كذا .

 

وفاته :

لما استشهد مسلم بن عقيل بن أبي طالب سفير الإمام الحسين ( عليه السّلام ) إلى الكوفة ، حبس عبيد اللَّه بن زياد والي الكوفة ميثماً ثم أمر به فصلب على خشبة ، فجعل يحدّث بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : الجموه ، فكان أوّل من أُلجم في الإسلام ، ثم طُعن في اليوم الثالث بحربة فمات ، وكان استشهاده - قبل قدوم الإمام الحسين - عليه السّلام - العراق بعشرة أيام .*

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*ينظر : معجم رجال الحديث 20.رقم الترجمة 12945، وموسوعة طبقات الفقهاء ج536/1.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)