أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2016
3483
التاريخ: 11-8-2016
3218
التاريخ: 15-04-2015
3664
التاريخ: 16-8-2016
2932
|
حج الامام زين العابدين (عليه السلام) بيت الله الحرام وكان قد حج هشام بن عبد الملك وقد جهد هشام على استلام الحجر فلم يستطع لزحام الناس على الحجر ونصب له منبر فجلس عليه وجعل ينظر الى طواف الناس واقبل الامام زين العابدين ليؤدي طوافه فلما بصر به الحجاج غمرتهم هيبته التي تحكي هيبة جده رسول الله (صلى الله عليه واله) وتعالت الاصوات بالتهليل والتكبير وانفرج الناس له سماطين وكان السعيد من يراه والسعيد من يقبل يده ويلمس كتفه فانه بقية الله في ارضه وذهل اهل الشام وبهروا وتطلعت إليه أعناقهم وأبصارهم فان هشام المرشح للخلافة بعد أبيه مع ما احيط به من هالة التكريم من أهل الشام واحتفاف الشرطة به فانه لم ينل أي لون من الوان الحفاوة من الحجاج وبادر أحد اصحابه فقال له : من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة؟
وتميز هشام من الغيظ وانتفخت أوداجه فصاح بالرجل لا اعرفه .. وإنما انكر معرفته للإمام مخافة أن يرغب فيه الناس وكان الفرزدق حاظرا فلم يملك أهابه فقال لاهل الشام : أنا اعرفه .
- من هو يا أبا فراس؟
وصاح هشام بالفرزدق قائلا : أنا لا أعرفه بلى تعرفه , ونهض فانشد هذه الرائعة التي كانت أشد وقعا على هشام من ضرب السيوف وطعن الرماح قائلا :
هذا سليل حسين وابن فاطمة بنت الرسول الذي انجابت به الظلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
اذا رأته قريش قال قائلها الى مكارم هذا ينتهي الكرم
يرقى الى ذروة العز الذي قصرت عن نيلها عرب الاسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم
يغضي حياء ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم
بكفه خيزران ريحها عبق من كف أروع في عرينينه شمم
من جده دان فضل الأنبياء له وفضل أمته دانت له الامم
ينشق نور الهدى عن نور غرته كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم
مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصرها والخيم والشيم
هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجده انبياء الله قد ختموا
الله شرفه قدما وفضله جرى بذاك له في لوحه القلم
فليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت والعجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما يستو كفان ولا يعروهما عدم
حمال اثقال أقوام اذا فدحوا حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته رحب الفناء أريب حسين يعتزم
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير أهل الارض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يداينهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما ازمة ازمت والاسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطا من اكفهم سيان ذلك ان أثروا وان عدموا
يستدفع السوء والبلوى بحبهم ويسترد به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل أمر ومختوم به الكلم
يأبى لهم أن يحل الذل ساحتهم خيم كريم وأيد بالندى هضم
أي الخلائق ليست في رقابهم لاولية هذا أولا نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا فالدين من بيت هذا بابه الامم
وثار هشام وود أن الارض قد خاست به ولا يسمع هذه القصيدة العصماء التي دللت على واقع الامام العظيم وعرفته لاهل الشام الذين جهلوه وجهلوا آباءه وأمر بالوقت باعتقال الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة وبلغ ذلك الامام زين العابدين فبعث إليه باثني عشر الف درهم فردها الفرزدق واعتذر من قبولها وقال : إنما قلت فيكم غضبا لله ورسوله فردها الامام عليه فقبلها وجعل الفرزدق يهجو هشاما وكان مما هجاه به :
أيحبسني بين المدينة والتي إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد وعين له حولاء باد عيوبها
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|