أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2016
3315
التاريخ: 14-8-2016
5018
التاريخ: 23-8-2016
2844
التاريخ: 11-8-2016
3550
|
جرّاء الانحرافات الكبيرة التي حدثت بعد رحيل النبي في المجتمع الإسلامي حدثت حادثة مؤسفة أُخرى ألقت بظلّها وآثارها المشؤومة والمخرّبة على العالم الإسلامي، وتلك هي المنع من كتابة ونقل الحديث، فبالرغم من أنّ حديث وكلام النبي يأتي في الرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد القرآن الكريم، ويعدّ بعد ذلك الكتاب السماوي أكبر مصدر للثقافة الإسلامية، وانّ هذين الاثنين لا ينفكّان عن بعضهما ولا ينفصلان من الأساس، راح الخليفة الأوّل والثاني يخالفان نقل وكتابة الحديث ومنعا منعاً باتاً المسلمين من كتابة الحديث كلّ ذلك تحت ذرائع تافهة وواهية وفي الواقع بدوافع سياسية.
قال أبو بكر لا تحدّثوا عن رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) شيئاً، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب اللّه فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه.
وللمنع من كتابة السنّة كتب الخليفة الثاني إلى جميع الأمصار: من كان عنده شيء فليمحه..
ولم يكتف بهذا بل راح يتهدّد ويتوعّد جميع أصحاب النبي وحملة الحديث وحفظته بأن يمتنعوا من التحدّث بحديث النبي وكتابته.
يقول قرظة بن كعب أحد الصحابة المعروفين: بعثنا عمر بن الخطاب إلى الكوفة، وشيّعنا، فمشى معنا إلى موضع صرار، فقال : تدرون لم مشيت معكم؟ قال : قلنا لحق صحبة رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) ولحق الأنصار.
قال: لكنّي مشيت معكم لحديث أردت أن أُحدثكم به، فأردت أن تحفظوه لممشاي معكم، انّكم تقدمون على قوم للقرآن في صدورهم هزيز كهزيز المرجل، فإذا رأوكم مدّوا لكم أعناقهم وقالوا أصحاب محمد، فأقلّوا الرواية عن رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) ثمّ أنا شريككم.
فلمّا قدم قرظة، قالوا :حدِّثنا، قال: نهانا عمر.
وحينما قرر عمر يوماً وأراد أن يكتب السنن استفتى أصحاب رسول اللّه ليتظاهر بالحرية فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير اللّه فيها شهراً، ثمّ أصبح يوماً فقال : إنّي كنت أُريد أن أكتب السنن، وإنّي ذكرت قوماً قبلكم كتبوا كتباً، فأكبّوا عليها وتركوا كتاب اللّه، وانّي واللّه لا اشوب كتاب اللّه بشيء أبداً.
ولم يكتف الخليفة بالتحذير من ذلك والتأكيد عليه بل كان يعاقب كلّ من تحدّث بالسنّة والحديث عقاباً شديداً، كما قال يوماً لابن مسعود و أبي الدرداء وأبي ذر وهم من أكبر الشخصيات في صدر الإسلام : ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول اللّه في الآفاق، ثمّ حبسهم وظلّوا كذلك إلى أن ماتوا.
وأوجبت هذه العقوبات والمضايقات أن لا يتجرّأ المسلمون الآخرون على كتابة السنّة والتحدث بها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|