المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الادب الاشوري
24-10-2016
تحديد موضوع الإسناد في مجال الواقع
25-3-2017
ماهي السماوات ؟
21-7-2016
Gnomonic Number
12-12-2020
Riemann Hypothesis
16-12-2018
شرح الدعاء الأول من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-05


امتحان الشيعة الصعب  
  
5780   04:31 مساءاً   التاريخ: 15-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص127-130.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

امتحنت الشيعة امتحانا عسيرا وشاقا في تلك العصور فقد أمعنت السلطات الحاكمة في التنكيل بهم وعاملتهم بجميع ألوان القسوة والعذاب وقد اضطهدت اضطهادا رسميا أيام حكومة معاوية وقد روى الامام أبو جعفر (عليه السلام) عما جرى على الشيعة من المحن والخطوب في زمان معاوية قال (عليه السلام) وقتلت شيعتنا بكل بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبنا والانقطاع إلينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره وكانت شيعة الكوفة أشد الناس بلاء وأعظمهم محنة ويصور الشاعر الكبير عبد الله بن عامر المعروف بالعبلي الاضطهاد الذي عانه في حبه لأهل البيت بقوله :

شردوا بي عند امتداحي عليا     ورأوا ذاك في داءا دويا

فو ربي ما أبرح الدهر حتى       تختلي مهجتي بحبي عليا

وبنيه لحب أحمد إني              كنت أحببتهم بحبي النبيا

حب دين لا حب دنيا وشر        الحب حب يكون دنياويا

صاغني الله في الذوابة منهم     لا ذميما ولا سنيدا دعيا

وسئل الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقيل له : كيف أصبحت؟

ـ أصبحت برسول الله (صلى الله عليه واله) خائفا وأصبح الناس كلهم برسول الله (صلى الله عليه واله) أمنين .

فقد استعمل عليهم معاوية بعد هلاك المغيرة زياد بن أبيه اللصيق في نسبه المرتد عن دينه وقد أشاع فيهم القتل والاعدام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وصلبهم على جذوع النخل وكان من مظاهر ذلك الاضطهاد ما يلي :

1 ـ هدم دورهم.

2 ـ عدم قبول شهادتهم.

3 ـ سجنهم.

4 ـ قتلهم.

ونسبت أبيات من الشعر إلى بعض أئمة أهل البيت (عليه السلام) يذكر فيها المحن الشاقة التي حلت بهم يقول :

نحن بنو المصطفى ذوو محن   يجرعها في الأنام كاظمنا

عظيمة في الأنام محنتنا           أولنا مبتلى وآخرنا

يفرح هذا الورى بعيدهم          ونحن أعيادنا مآتمنا

إن الأعياد الاسلامية التي يفرح بها المسلمون كعيد الفطر والأضحى قد جعلها الأئمة مآتما لهم وذلك لما حل بهم من الكوارث والخطوب , وأشار منصور النمري في بعض قصائده إلى الاضطهاد الذي عانته الشيعة لولائها لأهل البيت يقول :

آل النبي ومن بحبهم              يتطامنون مخافة القتل

أمن النصارى واليهود وهم      عن أمة التوحيد في عزل

وقال الطغرائي :

حب اليهود لآل موسى ظاهر              وولاؤهم لبني أخيه باد

وإمامهم من نسل هارون الأولى          بهم اهتدوا ولكل قوم هاد

وكذا النصارى يكرمون محبة              لنبيهم نجرا من الأعواد

ومتى تولى آل أحمد مسلم                 قتلوه أو وصموه بالإلحاد

هذا هو الداء العضال              لمثله ضلت عقول حواضر وبواد

لم يحفظوا حق النبي محمد                   في آله والله بالمرصاد

وصور شاعر آخر من شعراء الشيعة ما تعانيه الشيعة من صنوف التنكيل بقوله :

إن اليهود بحبها لنبيها                     آمنت معرة دهرها الخوان

وذوو الصليب بحب عيسى أصبحوا      يمشون زهوا في قرى نجران

والمؤمنون بحب آل محمد          يرمون في الآفاق بالنيران

ويقول المؤرخون : إن الفضل بن دكين كان يتشيع فجاء إليه ولده وهو يبكي فقال له : مالك؟

ـ يا أبتي إن الناس يقولون : إنك تتشيع.

فأنشأ الفضل يقول :

وما زال كتمانيك حتى كأنني     برجع جواب السائلي لأعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي    سلمت وهل حي على الناس يسلم

 لقد كان الاتهام في التشيع في العصر الأموي مما يستوجب البطش والنقمة من المسؤولين فقد روى المؤرخون أن ابراهيم بن هرثمة دخل المدينة فأتاه رجل من العلويين فسلم عليه فقال له ابراهيم : تنح عني لا تشط بدمي وقد عهدت السلطة الأموية إلى ولاتها بقتل كل مولود يسمى عليا ومن طريف ما ينقل أن علي بن رباح لما سمع ذلك خاف من القتل وجعل يقول : لا أجعل في حل من سماني عَلياً فاسمي عُلي.

لقد كانت محنة الشيعة في العصر الأموي شاقة وعسيرة فقد واجهت أعنف المشاكل السياسية والاجتماعية ومنيت بالاضطهاد والحرمان من جميع حقوقها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.