المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

النظام التربوي
17-2-2017
مجموعة الاسئلة التفسيرية
5-5-2022
ظاهرة انتاج مزدوج الكترون-بوزترون Electron-Positron Pair Production
2024-06-25
طرق اكثار الباباظ
12-7-2016
أفضل انواع العبادة
15-12-2020
خطوات التخطيط الفعال في معالجة الازمات
2023-02-12


تسريح عائشة بعد حرب الجمل  
  
3765   02:08 مساءاً   التاريخ: 1-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص100-102.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

سار الإمام (عليه السلام) نحو عائشة فاستقبلته صفيّة بنت الحارث شرّ لقاء فقالت له : يا قاتل الأحبّة أيتم الله بنيك كما أيتمت بني وكانوا قد قتلوا في المعركة فأعرض عنها ولم يجبها بشيء ومضى حتى دخل على عائشة فقالت له : ملكت فأسجح , وأمرها الإمام بمغادرة البصرة وأن تقرّ في بيتها كما أمرها الله ورسوله ولمّا قفل راجعا استقبلته صفيّة بمثل ما قالت له أوّلا فردّ عليها الإمام قائلا : لو كنت قاتل الأحبّة لقتلت من في هذا البيت.

وأشار الإمام إلى بعض البيوت وقد كمن فيه كثير من الجرحى فسكتت صفيّة وخافت عليهم وأراد من كان مع الإمام البطش بهم فنهاهم عن ذلك ؛ لقد منح الإمام العفو العامّ لألدّ أعدائه وخصومه الذين ناجزوه الحرب وخلعوا يد الطاعة فلم يقابلهم بأيّ لون من ألوان العنف , وعهد الإمام (عليه السلام) إلى ابن عبّاس أن يأتي إلى عائشة ويأمرها بالرجوع إلى بيتها في المدينة فاستأذن عليها فأبت أن تأذن له فدخل عليها بلا إذن ومدّ يده إلى وسادة في البيت فجلس عليها فأنكرت ذلك وقالت له : أخطأت السّنة مرّتين : دخلت بيتي بغير إذني وجلست على متاعي بغير أمري ؛ فردّ عليها ابن عبّاس بمنطقه الفيّاض قائلا : والله! ما بيتك إلاّ الذي أمرك الله أن تقرّي فيه , إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن ترجعي إلى بلدك الذي خرجت منه , فردّت عليه بعنف واستهانة بالإمام قائلة : رحم الله أمير المؤمنين ذاك عمر بن الخطّاب ؛ ولم تعترف عائشة بإمامة عثمان وحصرتها بعمر فردّ عليها ابن عبّاس : نعم هذا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب فقالت : أبيت أبيت ؛ لقد أصرّت على جحدها لإمامة الإمام ولذع كلامها ابن عبّاس فقال لها : ما كان آباؤك إلاّ فواق ناقة بكيئة  ثمّ حرّمت ما تحلّين ولا تأمرين ولا تنهين , فالتاعت من كلامه وأرسلت ما في عينيها من دموع وقالت : نعم ارجع فإنّ أبغض البلدان إليّ بلد أنتم فيه , فثار ابن عبّاس وردّ عليها ببالغ الحجّة قائلا : أما والله! ما كان ذلك جزاؤنا منك إذ جعلناك للمؤمنين امّا وجعلنا أباك لهم صدّيقا , فأجابته بمنطق هزيل قائلة : أتمنّ عليّ برسول الله؟ نعم إنّه يمنّ عليها برسول الله (صلى الله عليه واله) فلولاه لم تكن هي وغيرها أيّة قيمة لهم في الوجود وسارع ابن عبّاس في ردّها قائلا : نمنّ عليك بمن لو كان منك بمنزلته منّا لمننت به علينا ؛ وتركها ابن عبّاس وهي تتميّز غيظا وقفل راجعا إلى الإمام فأخبره بحديثه فشكره الإمام وأثنى عليه ثمّ إنّ الإمام سرّح عائشة تسريحا جميلا وأرسل معها كوكبة من النساء بزيّ الرجال فغضبت وراحت تقول : فعل الله في ابن أبي طالب وفعل بعث معي الرجال , ولم تلتفت إلى نفسها أنّها قادت الجيوش ودخلت في ميادين الحرب فإنّ ذلك أمر مسموح لها حسب زعمها ولمّا قدمت المدينة نزعن النساء العمائم وألقين السيوف فاستبان لها خطأ ما اتّهمت به الإمام وراحت تقول : جزى الله ابن أبي طالب الجنّة ؛ ورحلت عائشة من البصرة وقد أشاعت في بيوتها الثكل والحزن والحداد ويقول عمير بن الأهلب وهو من أنصارها :

لقد أوردتنا حومة الموت أمّنا       فلم تنصرف إلاّ ونحن رواء

أطعنا بني تيم لشقوة جدّنا                 وما تيم إلاّ أعبد وإماء

 وعلى أي حال فقد تركت حرب الجمل في نفس الإمام (عليه السلام) أعمق الحزن وأقساه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.