أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2016
3905
التاريخ: 11-8-2016
3194
التاريخ: 8/11/2022
1060
التاريخ: 12/11/2022
1813
|
أما كثير عزة فهو أبو حمزة الخزاعي المدني أحد عشاق العرب المشهورين هام بحب عزة بنت جميل وله معها أخبار كثيرة ذكرها المعنيون بترجمته وكان في مواهبه الشعرية أشعر أهل الاسلام ـ كما يقول ابن اسحاق ـ .
كان كثير شديد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) متعصبا لهم ولم يخف تشيعه على الامويين فقد أقسم عليه عبد الملك بن مروان بحق الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يحدثه هل رأى أحدا هو اعشق منه؟ فقال له كثير : لو سألتني بحقك أخبرتك فأقسم عليه فأخبره عن غرام بعض العشاق .
كان كثير يكن فى اعماق نفسه خالص الحب والولاء للإمام أبي جعفر (عليه السلام) ويدين بامامته وفضله ويقول المؤرخون : ان رجلا نظر إليه وهو راكب والامام أبو جعفر (عليه السلام) يمشي فانكر عليه ذلك وقال له : اتركب وأبو جعفر يمشي؟!!
فاجابه كثير جواب المؤمن بدينه المتبصر في عقيدته قائلا : هو أمرني بذلك وأنا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني اياه بالمشي ..
ودلت هذه البادرة على حسن أدبه وكمال عقيدته فان طاعة الامام واجبة ليس الى مخالفتها من سبيل.
واختص كثير ببني مروان فكانوا يعظمونه ويكرمونه ونظم في مدحهم عدة قصائد ذكرت في ديوانه الا انه لم يكن في مدحه لهم جادا ولا مؤمنا بما يقول وإنما مدحهم طمعا بأموالهم وهباتهم وكان يسخر منهم فكان يشبههم بالحيات والعقارب فقد روى المؤرخون أنه وفد على الامام أبي جعفر (عليه السلام) فقال (عليه السلام) له : تزعم أنك من شيعتنا وتمدح آل مروان؟!!
فأنبرى كثير قائلا : إنما أسخر منهم وأجعلهم حيات وعقارب ألم تسمع الى قولي في عبد العزيز بن مروان :
وكنت عتبت معتبة فلجت بي الغلواء في سن العقاب
ويرقيني لك الراقون حتى أجابك حية تحت الحجاب
وفهم ذلك عبد الملك فقال لأخيه عبد العزيز : ما مدحك انما جعلك راقيا للحيات ونقل لي ذلك عبد العزيز فقلت له : والله لأجعلنه حية ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه :
يقلب عيني حية بمجارة أضاف إليها الساريات سبيلها
يصيد ويغضي وهو ليث خفية إذا أمكنته عدوة لا يقيلها
ولما تلوت ذلك على عبد الملك اجزل لي بالعطاء وخفي عليه ما قصدته فلم يكن كثير في مديحه لبني مروان جادا ولا مؤمنا بما يقول : وانما كان ساخرا وهازء فقد خادعهم ليكسب منهم الأموال التي اختلسوها بغير حق ولم تكن له مندوحة لأخذ شيء منها الا بهذه الوسيلة.
توفى سنة 105ه وقد توفى في اليوم الذي توفى فيه عكرمة وصلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر فقال الناس : مات أفقه الناس واشعر الناس وقد شيع بتشييع حافل وكان من جملة المشيعين لجنازته الامام أبو جعفر (عليه السلام).
وذكر بعض المؤرخين رواية أنها من الموضوعات فقد رووا عن يزيد بن عروة أنه قال : غلبت النساء على جنازة كثير وهن يبكينه ويذكرن عزة في ندبتهن فقال أبو جعفر محمد بن علي : افرجوا لي عن الجنازة لأدفعها قال : فجعلنا ندفع عنها النساء وجعل أبو جعفر يضربهن بكمه ويقول : تنحين يا صويحبات يوسف فانتدبت امرأة منهن واقبلت على الامام فقالت له : يا ابن رسول الله لقد صدقت انا لصويحبات يوسف وقد كنا خيرا منكم له فقال أبو جعفر لبعض مواليه : احتفظ بها حتى نجيء فلما فرغوا من دفن جنازة كثير جيء له بالمرأة فقال (عليه السلام) لها : أنت القائلة : إنكن خير منا؟ ..
- نعم تؤمنني غضبك يا ابن رسول الله؟ ..
- أنت آمنة من غضبي فابيني ..
- نحن يا ابن رسول الله دعوناه الى اللذات من المطعم والمشرب والتمتع وانتم معاشر الرجال القيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الاثمان وحبستموه في السجن فأينا كان به لحن وعليه ارأف؟ ..
وابدى الامام اعجابه بها فقال لها : لله درك لن تغالب امرأة الا غلبت ثم قال لها الك بعل؟ ..
- لي من الرجال من أنا بعله ..
- صدقت مثلك من تملك زوجها ولا يملكها ..
وانصرفت المرأة فقال رجل من القوم وكان يعرفها : هذه زينب بنت معيقب الانصارية .
والذي يواجه هذه الرواية من المؤاخذات ما يلي :
1 ـ ما معنى تجمهر السيدات من النساء حول جثمان كثير واحاطتهن به حتى صعب على الامام الوصول إليه فاضطر حتى أمر بكشفهن عنه مع العلم أن المرأة لم يعهد انها تشترك في مثل هذه المراسيم فقد امرت أن تقر في بيتها.
2 ـ ومما يدعو الى الاطمئنان بوضع الرواية تهجم الامام على السيدات اللاتي ازدحمن على جنازة كثير فانه (عليه السلام) كان المثل الأعلى للآداب الرفيعة والاخلاق الفاضلة ومن المستحيل أن تصدر منه أية كلمة نابية.
3 ـ ومما يدعم وضع الرواية هو الحوار الذي دار بين الامام وبين السيدة الانصارية وسؤاله منها انها لها زوج وهل يتناسب مع قدسية الامام والحق انها الى الخيال اقرب منه الى الواقع ..
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|