المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أدعية الامام السجاد للأمام الباقر  
  
3936   04:38 مساءاً   التاريخ: 15-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص48-51.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016 2975
التاريخ: 15-8-2016 4316
التاريخ: 14-8-2016 3681
التاريخ: 22-8-2016 3748

أدعية الامام على وجه العموم فانها تمثل جانبا أصيلا ومشرقا من جوانب التربية الاسلامية وهي من افضل الوسائل لتهذيب النفوس وتقويم الاخلاق.

لقد رأى الامام العظيم الأمة قد غمرتها سحب قاتمة من التدهور الديني والخلقي والاجتماعي فوضع أدعيته التي عرفت بالسجادية ليعالج بها الأمراض النفسية ويعيد للأمة ما فقدته من أرصدتها الروحية والفكرية وهي من اثمن الثروات الاسلامية بعد القرآن الكريم ونهج البلاغة.

ان ادعية الامام (عليه السلام) تتفجر بالعلم والحكمة وتفيض بروح الايمان والاسلام وتمد الأمة بما تحتاجه من التعليم لضمان توازنها الاجتماعي والفردي , وكان من بين ادعيته الشريفة هذا الدعاء الذي خص به ولده يقول (عليه السلام) :

اللهم ومنّ علي ببقاء ولدي وباصلاحهم لي وبامتاعي بهم الهي  امدد لي في اعمارهم وزد في آجالهم ورب لي صغيرهم وقولي ضعيفهم واصح لي أبدانهم واديانهم واخلاقهم وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم وفي كل ما عنيت به من أمرهم وادرر لي وعلى يدي ارزاقهم واجعلهم ابرارا اتقياء بصراء سامعين مطيعين لك ولأوليائك محبين مناصحين ولجميع اعدائك معاندين ومبغضين آمين , اللهم أشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي وكثر بهم عددي وزين بهم محضري واحي بهم ذكري واكفني بهم في غيبتي واعني بهم على حاجتي وأجعلهم لي محبين وعلى حدبين مقبلين مستقيمين لي مطيعين غير عاصين ولا عاقين ولا مخالفين ولا خاطئين واعني على تربيتهم وتأديبهم وهب لي من لدنك معهم أولادا ذكورا واجعل ذلك خيرا لي واجعلهم لي عونا على ما سألتك واعذني وذريتي من الشيطان الرجيم فانك خلقتنا وأمرتنا ونهيتنا ورغبتنا في ثواب ما أمرتنا ورهبتنا عقابه وجعلت لنا عدوا يكيدنا سلطته منا على ما لم تسلطنا عليه منه اسكنته صدورنا واجريته مجاري دمائنا لا يغفل ان غفلنا ولا ينسى ان نسينا يؤمننا عقابك ويخوفنا بغيرك إن هممنا بفاحشة شجعنا عليها ، وان هممنا بصالح ثبطنا عنه يتعرض لنا بالشهوات وينصب لنا بالشبهات إن وعدنا كذبنا وإن منانا اخلفنا وإلا تصرف عنا كيده يضلنا وإلا تقنا خباله يستزلنا , اللهم فاقهر سلطانه عنا بسلطانك حتى تحبسه عنا بكثرة الدعاء لك فنصبح من كيده في المعصومين بك اللهم فاعطني كل سؤلي واقض لي حوائجي ولا تمنعني الاجابة وقد ضمنتها لي ولا تحجب دعائي عنك وقد امرتني به وامنن عليّ بكل ما يصلحني في دنياي وآخرتي ما ذكرت منه وما نسيت أو أظهرت او اخفيت أو اعلنت أو اسررت واجعلني في جميع ذلك من المصلحين بسؤالي اياك المنجحين بالطلب إليك غير الممنوعين بالتوكل عليك المعوذين بالتعوذ بك والراغبين في التجارة عليك المجارين بعزك الموسع عليهم الرزق الحلال من فضلك الواسع بجودك وكرمك المعزين من الذل بك والمجارين من الظلم بعد لك والمعافين من البلاء برحمتك والمغنين من الفقر بغناك والمعصومين من الذنوب والزلل والخطأ بتقواك والموفقين للخير والرشد والصواب بطاعتك والمحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك التاركين لكل معصيتك الساكنين في جوارك , اللهم اعطنا جميع ذلك بتوفيقك ورحمتك واعذنا من عذاب السعير واعط جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات مثل الذي سألتك لنفسي ولولدي في عاجل الدنيا وآجل الآخرة انك قريب مجيب سميع عليم عفو غفور رءوف رحيم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

لقد وضع الامام العظيم مناهج التربية واخلاق الاسلام بهذا الدعاء الشريف الذي هو من نفحات النبوة ومن عبقات الامامة ومن الصفحات المشرقة من تراث أهل البيت (عليهم السلام) فقد عنى فيه الامام بتربية ابنائه تربية تقوم على تهذيب الاخلاق وتطهير النفوس من الزيغ والآثام .

لقد دعا لهم بالصحة في الأديان والمعافاة من اقتراف ما حرمه الله ودعا لهم بالاستقامة والتوازن في سلوكهم ليكونوا قرة عين له وعونا له على شئون هذه الحياة ومن الطبيعي أن الأب إنما يسعد بولده فيما إذا استقامت اخلاقه وكان صالحا في هديه وسلوكه وأما إذا شذ عن ذلك فانه يحول حياة أبويه الى جحيم لا تطاق.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.