المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

Fricatives and affricates TH
2024-05-31
الخلفية background
13-12-2017
التأويل باسم التفسير العلمي
26-11-2014
رد الضريبة في التشريعات الضريبية المقارنة
12-4-2022
الأب والقدوة
8-1-2016
Barnsley,s Tree
23-2-2022


عداء عبدالله بن الزبير للعلويين  
  
3582   04:48 مساءاً   التاريخ: 12-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص181-182.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

أترعت نفس ابن الزبير بالكراهية والبغض لآل النبي (صلى الله عليه واله) فقد كان حاقدا عليهم كأشد ما يكون الحقد وبلغ من عظيم حقده أنه ترك الصلاة على النبي (صلى الله عليه واله) في خطبته فقيل له في ذلك فقال : إن له أهل سوء يشرئبّون لذكره ويرفعون رؤوسهم إذا سمعوا به ... .

لقد تنكر هذا الجلف لعترة رسول الله (صلى الله عليه واله) الذين هم مصدر الوعي والفكر لهذه الأمة وتناسى فضل الرسول الأعظم على قومه فهو الذي أنقذهم من حياة البؤس في الصحراء وبنى لهم مجدا وملكا وجعلهم سادة الأمم والشعوب , وطلب ابن الزبير من العلويين البيعة له فامتنعوا وقالوا له : لا نبايع حتى تجتمع الأمة فأوعز إلى شرطته باعتقالهم فاعتقلوا في زمزم وتوعدهم بالقتل والاحراق إن لم يبايعوا وضرب لهم أجلا وأشار على ابن الحنفية بعض أتباعه أن يستنجد بالمختار الذي كان حاكما على الكوفة فكتب إليه يعلمه بحاله وما عزم عليه ابن الزبير في التنكيل بهم فاستجاب له المختار على الفور وأرسل مفرزة عسكرية بقيادة أبي عبد الله الجدلي وخف الجيش إلى مكة فدخلها وقد رفعوا الرايات وهم ينادون يا لثارات الحسين وانتهوا إلى المسجد الحرام وقد أعد ابن الزبير الحطب على باب السجن وأشعل فيه النار لأحراقهم وقد بقي يومان من الأجل الذي ضربه لهم فكسروا باب السجن وأخرجوا الهاشميين وطلبوا من ابن الحنفية أن يخلي بينهم وبين ابن الزبير ليناجزوه الحرب فأبى وقال لهم : إني لا استحل الحرم ومنعهم من الاعتداء عليه وعامله معاملة المحسن الكريم : وفي نجاة ابن الحنفية من سجن ابن الزبير يقول كثير بن عبد الرحمن :

فمن ير هذا الشيخ بالحنيف من منى      من الناس يعلم أنه غير ظالم

سمي النبي المصطفى وابن عمه                 وفكاك أغلال ونفاع غارم

أبى فهو لا يشري هدى بضلالة        ولا يتقي في الله لومة لائم

ونحن بحمد الله نتلو كتابه          حلولا بهذا الخيف خيف المحارم

بحيث الحمام آمن الردع ساكن   وحيث العدو كالصديق المسالم

فما فرح الدنيا بباق لأهلها         ولا شدة البلوى بضربة لازم

تخبر من لاقيت أنك عائذ                   بل العائذ المظلوم في سجن عارم

لقد كان ابن الزبير من ألد الأعداء لعترة النبي (صلى الله عليه واله) ولو استتبت له الأمور وصفا له الملك والسلطان لما أبقى أحدا منهم ولكن الله تعالى قوض ملكه وأطاح بسلطانه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.