الإمام الباقر ( عليه السّلام ) والعلاقات في نظام الجماعة الصالحة |
1696
07:48 مساءً
التاريخ: 19/11/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
3891
التاريخ: 11-8-2016
2787
التاريخ: 12-8-2016
3001
التاريخ: 16-8-2016
2929
|
الجماعة الصالحة لها قيادة وطليعة وقاعدة ترتبط فيما بينها بعلاقات تحددّها المفاهيم والقيم الحاكمة على جميع الافراد ومن مختلف المستويات .
ولكل من مراتب الجماعة علاقات مع الجماعات الأخرى تحدّدها الأهداف والمصالح المشتركة ضمن الأفق الأرحب والمصير الأكبر .
وتربطها علاقات مع اتباع الأديان الأخرى من المعاهدين وأهل الذمة .
1 - العلاقات داخل الجماعة الصالحة
أ - العلاقة بين القيادة والطليعة : القيادة تتمثل في الإمام المعصوم ( عليه السّلام ) الذي يشرف على بناء وتوجيه الجماعة الصالحة ، وتنظيم شؤونها المختلفة ، وهو المرجع في إصدار الأوامر واتخاذ الخطط والقرارات .
وبما ان الجماعة الصالحة لها امتداد في جميع البلدان والأمصار ، لذا فإنّ العلاقة بين أفرادها وبين الإمام ( عليه السّلام ) تكون عن طريق الطليعة الواعية المخلصة والتي تتمثل بالوكلاء ، وهم المقربون من الإمام ( عليه السّلام ) والمختصون به ، وهم بدورهم يشرفون على باقي افراد الجماعة .
وقد كان الإمام ( عليه السّلام ) يخصص كثيرا من وقته لتوجيه الطليعة وارشادها عن طريق اللقاءات المباشرة اليومية ، واللقاءات الدورية ، وعن طريق المراسلات .
ب - العلاقة بين القيادة والقاعدة : كانت للإمام ( عليه السّلام ) علاقات مباشرة وغير مباشرة مع قواعده في المدينة ، وفي مختلف الأمصار ، وكان أهل المدينة وغيرهم يلتقون به ويزورونه ، وكان يقوم ( عليه السّلام ) بزيارتهم والالتقاء بهم ، أما المقيمون في بلدان أخرى فكانوا يلتقون به في موسم الحج وغيره ، وكان ( عليه السّلام ) يراسل بعضهم ، لتدوم العلاقة بينه وبينهم ، وقد رسم لهم منهاجا في العلاقات ، وجعل عليهم أن يزوروه ، حين قال ( عليه السّلام ) : « إنّما امر الناس أن يأتوا هذه الأحجار ، فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم »[1].
وقال أيضا : « تمام الحج لقاء الإمام »[2].
وكانت العلاقة مستمرة بين الإمام ( عليه السّلام ) والقاعدة عن طريق الطليعة ( الوكلاء ) ، وعن طريق المراسلة .
ج - العلاقة بين الافراد : حث الإمام ( عليه السّلام ) على إدامة العلاقة بين افراد الجماعة الصالحة ، وقال : « تزاوروا في بيوتكم ، فإن ذلك حياة لأمرنا ، رحم اللّه عبدا أحيى أمرنا »[3].
ونهى ( عليه السّلام ) عن المقاطعة والهجران فقال : « ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلّا وبرئت منهما في الثالثة » ، فقيل له : يا ابن رسول اللّه هذا حال الظالم ، فما بال المظلوم ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم ؟ فيقول : أنا الظالم حتى يصطلحا »[4].
أسس العلاقات الداخلية
أ - طاعة الإمام ( عليه السّلام ) : الإمام المعصوم هو القائد الربّاني للجماعة الصالحة ، وهو المشرف على جميع شؤونها ، وان جميع البرامج والخطط لا يمكن تحقيقها بالصورة المشروعة إلّا بالرجوع اليه وامتثال أوامره والاخلاص له في النصيحة ، وقد روى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « ما نظر اللّه عزّ وجلّ إلى وليّ له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه والنصيحة إلّا كان معنا في الرفيق الاعلى »[5].
ب - قاعدة الحب في اللّه والبغض في اللّه : وروى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه قال : « ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الإيمان ، ومن أحبّ في اللّه ، وأبغض في اللّه ، وأعطى في اللّه ، ومنع في اللّه فهو من أصفياء اللّه »[6].
ج - اخلاص المودّة : إن الحب والمودة هي أساس العلاقات داخل الجماعة الصالحة ؛ لذا قال ( عليه السّلام ) : « واخلص مودتك للمؤمن »[7].
د - الايثار من أجل حقوق الاخوان : قال ( عليه السّلام ) : « أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية وأخذ النفس بحقوق الاخوان »[8].
ه - التكافل الاجتماعي
و - التناصر والتآزر
ز - إدامة العلاقة : قال ( عليه السّلام ) : « ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمّن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم إذا جهل عليك »[9].
وقال ( عليه السّلام ) : « ان المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن »[10].
2 - العلاقات مع الجماعات الإسلامية الأخرى
1 - إنّ التعايش والانفتاح مع عامة المسلمين وجمهورهم الذين ليس لهم عداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) - وإن كانوا لا يرون لهم حق الولاية والإمامة - هو من سيرة الإمام ( عليه السّلام ) وقد كانت للجماعة الصالحة علاقات واسعة مع جماعات عديدة من المسلمين .
2 - العلاقة السلبية مع أعداء أهل البيت ( عليهم السّلام ) : إنّ المقاطعة هي السمة الغالبة للعلاقات مع من نصب العداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ويلحق بها مقاطعة أصحاب البدع ، والغلاة ، وأعوان النظام الجائر ممّن أبغض أهل البيت ( عليهم السّلام ) .
ودرجة المقاطعة تتحكم بها الظروف عادة ، فإذا كانت الظروف غير مؤاتية فالمصانعة هي العلاقة المختارة ، فقد قال ( عليه السّلام ) : « صانع المنافق بلسانك »[11].
3 - إنّ المشاركة في النشاطات العامة التي فيها مصلحة للاسلام ومصلحة الجماعة الصالحة هي أمر مطلوب ومحمود ولا يضرّ بالانتماء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) .
3 - العلاقة مع أهل الذمة
رسم الإمام ( عليه السّلام ) منهجا لعلاقة الجماعة الصالحة مع أهل الذمّة ، على أساس المعايشة وعدم الاعتداء ، قال ( عليه السّلام ) : « . . . فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم ، وحرمت أموالهم وحلّت لنا مناكحهم »[12].
وقال ( عليه السّلام ) : « ما من رجل أمن رجلا على ذمة ثم قتله إلّا جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر »[13].
وحرّم ( عليه السّلام ) الاعتداء على أموالهم وممتلكاتهم بغصب أو سرقة أو غش[14].
وأوصى باحترام احكامهم الفقهية والمدينة وأحكام القضاء والمواريث ، وان كانت مخالفة للشريعة الإسلامية[15].
4 - العلاقة مع الكفّار
إنّ العلاقة مع الكفّار قائمة على أساس قاعدة البراءة ، وهي المفاصلة بين الإسلام والكفر ، فلا تجوز المعاونة لهم بأي لون ، ويحرم إسنادهم بأي شكل من أشكال الإسناد .
والبراءة تستدعي المقاومة بل المواجهة معهم أحيانا ، ولذا كان ( عليه السّلام ) يشجع على بيع السلاح لمن يحارب به الكفّار وان كان مخالفا أو معاديا لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وللجماعة الصالحة ؛ فإنّ هذا العمل في رأي الإمام ( عليه السّلام ) يتم به دفع العدو المشترك ، وإبعاد خطره الذي يهدّد الكيان الاسلامي .
[1] الكافي : 4 / 549 .
[2] المصدر السابق .
[3] الخصال : 1 / 22 .
[4] المصدر السابق : 1 / 183 .
[5] الكافي : 1 / 404 .
[6] المحاسن : 263 .
[7] تحف العقول : 213 .
[8] جامع الأخبار : 252 .
[9] تحف العقول : 214 .
[10] المصدر السابق : 216 .
[11] المصدر السابق : 213 .
[12] تحف العقول : 210 ، والمعروف عند علماء مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) أن النكاح الجائز مع أهل الذمّة هو النكاح المؤقت فحسب .
[13] الكافي : 5 / 31 .
[14] المصدر السابق : 5 / 568 .
[15] وسائل الشيعة : 26 : 319 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|