أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
2815
التاريخ: 22-8-2016
3394
التاريخ: 16-8-2016
2866
التاريخ: 14-8-2016
3117
|
ثار زيد على الحكم الأموي بوحي من عقيدته التي تمثل روح الاسلام وهديه فقد رأى باطلا يحيى وصادقا يكذب وأثرة بغير تقى ورأى جورا شاملا واستبدادا في أمور المسلمين فلم يسعه السكوت يقول بعض شيعته : خرجت معه الى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال لي : أما ترى هذه الثريا؟ أترى أحدا ينالها؟ .
- لا .
- والله لوددت أن يدي ملصقة بها فاقع الى الارض أو حيث أقع فاتقطع قطعة قطعة وان الله يصلح بين أمة محمد (صلى الله عليه واله) ؛ ودل حديثه على مدى نزعته الاصلاحية واخلاصه العظيم لأمة جده (صلى الله عليه واله) وتفانيه في سبيل الاصلاح العام.
وروى عيسى بن عبد الله عن جده محمد بن عمر بن علي (عليه السلام) قال : كنت مع زيد بن علي حين بعث بنا هشام الى يوسف بن عمر فلما خرجنا من عنده وسرنا حتى كنا بالقادسية قال زيد : اعزلوا متاعي عن أمتعتكم فقال له ابنه : ما تريد أن تصنع؟ قال : أريد أن ارجع الى الكوفة فو الله لو علمت أن رضى الله عز وجل عني في أن أقدح نارا بيدي حتى اذا اضطرمت رميت نفسي فيها لفعلت!! ولكن ما أعلم شيئا ارضى لله عز وجل عني من جهاد بني أمية إنه لم يفجر ثورته الكبرى طمعا بالخلافة والملك وإنما كان يبغي وجه الله والدار الآخرة وقد رأى أن مناهضة اولئك الظالمين من اعظم ما يقربه الى الله , ويمم زيد وجهه نحو الكوفة لأنها المركز العام للشيعة وان أهلها طلبوا منه القدوم إليهم ليأخذ منهم البيعة على مناهضة الحكم الاموي والاطاحة به ويقول المؤرخون إن جماعة من المخلصين لزيد حذروه من القدوم الى الكوفة وعذلوه من الوثوق بالكوفيين لما عرفوا به من الغدر ونقض العهود إلا انه لم يعن بذلك فانه لم يجد موطنا تتوفر فيه الإستراتجية للثورة سوى الكوفة وجعل زيد يتمثل بقول عنترة العبسي :
بكرت تخوفني المنون كأنني اصبحت عن عرض الحياة بمعزل
فأجبتها أن المنية منهل لا بد أن أسقى بكأس المنهل
دل هذا الشعر على عزمه وتصميمه على الخوض في ميادين الكفاح المسلح وانه يسعى بكل جرأة واقدام ليحتسي كأس المنية ولا يعيش ذليلا مضاما شأنه شأن جده الامام الحسين سيد الاحرار والأباة في الاسلام.
ولما انتهى زيد الى الكوفة بادر أهلها إليه فرحبوا به ترحيبا حارا وأسرعوا إليه يبايعونه حتى بلغ عدد المبايعين خمسة عشر الفا وقيل اكثر من ذلك وبايعه الفقهاء والقضاة واعلام الفكر والأدب كالاعمش وسعد ابن كدام وقيس بن الربيع والحسن بن عمارة وغيرهم وسئل ابو حنيفة عن خروج زيد فقال : ضاهى خروج رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر وقال : لو علمت أن الناس لا يخذلونه كما خذلوا أباه لجاهدت معه لأنه أمام بحق ولكن اعينه بمال ؛ أما صيغة البيعة التي أخذها زيد على من بايعه فهي : إنا ندعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله ورد المظالم ونصرة أهل الحق ؛ وتعطي هذه الصيغة صورة عن المبادئ الاصلية التي ثار من أجلها زيد وهي :
1 ـ الدعوة الى احياء كتاب الله وسنة نبيه فقد اقصتهما السياسة الأموية عن واقع الحياة.
2 ـ جهاد الظالمين من حكام بني أمية الذين ساسوا المسلمين بالظلم والجور وارغموهم على ما يكرهون.
3 ـ الدفاع عن حقوق المستضعفين وتوفير العطاء للمحرومين فقد حرموا من جميع حقوقهم الشرعية طيلة الحكم الأموي.
4 ـ قسمة الفيء وسائر الحقوق المالية على المسلمين بالسواء فقد نهبها الامويون وانفقوها على ملاذهم ورغباتهم الخاصة.
5 ـ نصرة دعاة الحق الذين يعنون بشئون الأمة ويسهرون على صالحها وهم الهداة من أهل البيت (عليهم السلام).
لقد ثار زيد من أجل أن يحقق هذه الاهداف العظيمة في ربوع الوطن الاسلامي الكبير وينقذ الأمة من عسف الامويين وظلمهم وبطشهم ؛ وبعد ما توفرت لزيد القوة العسكرية الهائلة التي يبلغ عددها فيما يقول بعض المؤرخين أربعين الفا رأى أن يفجر الثورة ويزحف بجيوشه الى احتلال الكوفة والاطاحة بالحكم الأموي.
وانطلقت جيوشه من جبانة سالم وهي تهتف بجياة زعيمها العظيم زيد وسقوط الحكم الاموي وتنادي بشعار الشيعة يا منصور امت ولما رأى زيد الرايات تخفق على رأسه قال : الحمد لله الذي هداني والله اني كنت استحي من رسول الله (صلى الله عليه واله) أن أرد الحوض ولم آمر بمعروف وخطب في جيوشه فقال لهم : عليكم بسيرة أمير المؤمنين علي بالبصرة والشام لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تفتحوا مغلقا والله على ما نقول وكيل.
وبدأت الحرب في ليلة شديدة البرد لسبع بقين من المحرم سنة 122ه وجرت مناوشات واصطدام مسلح بين اتباع زيد وبين الجيوش الاموية تحت قيادة والي الكوفة يوسف بن عمر.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|