المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الثورة الكبرى بقيادة زيد بن الامام السجاد  
  
2958   05:22 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص73-76.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016 2815
التاريخ: 22-8-2016 3394
التاريخ: 16-8-2016 2866
التاريخ: 14-8-2016 3117

ثار زيد على الحكم الأموي بوحي من عقيدته التي تمثل روح الاسلام وهديه فقد رأى باطلا يحيى وصادقا يكذب وأثرة بغير تقى ورأى جورا شاملا واستبدادا في أمور المسلمين فلم يسعه السكوت يقول بعض شيعته : خرجت معه الى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا قال لي : أما ترى هذه الثريا؟ أترى أحدا ينالها؟ .

- لا .

- والله لوددت أن يدي ملصقة بها فاقع الى الارض أو حيث أقع فاتقطع قطعة قطعة وان الله يصلح بين أمة محمد (صلى الله عليه واله)  ؛ ودل حديثه على مدى نزعته الاصلاحية واخلاصه العظيم لأمة جده (صلى الله عليه واله) وتفانيه في سبيل الاصلاح العام.

وروى عيسى بن عبد الله عن جده محمد بن عمر بن علي (عليه السلام) قال : كنت مع زيد بن علي حين بعث بنا هشام الى يوسف بن عمر فلما خرجنا من عنده وسرنا حتى كنا بالقادسية قال زيد : اعزلوا متاعي عن أمتعتكم فقال له ابنه : ما تريد أن تصنع؟ قال : أريد أن ارجع الى الكوفة فو الله لو علمت أن رضى الله عز وجل عني في أن أقدح نارا بيدي حتى اذا اضطرمت رميت نفسي فيها لفعلت!! ولكن ما أعلم شيئا ارضى لله عز وجل عني من جهاد بني أمية  إنه لم يفجر ثورته الكبرى طمعا بالخلافة والملك وإنما كان يبغي وجه الله والدار الآخرة وقد رأى أن مناهضة اولئك الظالمين من اعظم ما يقربه الى الله , ويمم زيد وجهه نحو الكوفة لأنها المركز العام للشيعة وان أهلها طلبوا منه القدوم إليهم ليأخذ منهم البيعة على مناهضة الحكم الاموي والاطاحة به ويقول المؤرخون إن جماعة من المخلصين لزيد حذروه من القدوم الى الكوفة وعذلوه من الوثوق بالكوفيين لما عرفوا به من الغدر ونقض العهود إلا انه لم يعن بذلك فانه لم يجد موطنا تتوفر فيه الإستراتجية للثورة سوى الكوفة وجعل زيد يتمثل بقول عنترة العبسي :

بكرت تخوفني المنون كأنني     اصبحت عن عرض الحياة بمعزل

فأجبتها أن المنية منهل           لا بد أن أسقى بكأس المنهل

دل هذا الشعر على عزمه وتصميمه على الخوض في ميادين الكفاح المسلح وانه يسعى بكل جرأة واقدام ليحتسي كأس المنية ولا يعيش ذليلا مضاما شأنه شأن جده الامام الحسين سيد الاحرار والأباة في الاسلام.

ولما انتهى زيد الى الكوفة بادر أهلها إليه فرحبوا به ترحيبا حارا وأسرعوا إليه يبايعونه حتى بلغ عدد المبايعين خمسة عشر الفا وقيل اكثر من ذلك وبايعه الفقهاء والقضاة واعلام الفكر والأدب كالاعمش وسعد ابن كدام وقيس بن الربيع والحسن بن عمارة وغيرهم وسئل ابو حنيفة عن خروج زيد فقال : ضاهى خروج رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر وقال : لو علمت أن الناس لا يخذلونه كما خذلوا أباه لجاهدت معه لأنه أمام بحق ولكن اعينه بمال ؛ أما صيغة البيعة التي أخذها زيد على من بايعه فهي : إنا ندعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفيء بين أهله ورد المظالم ونصرة أهل الحق ؛ وتعطي هذه الصيغة صورة عن المبادئ الاصلية التي ثار من أجلها زيد وهي :

1 ـ الدعوة الى احياء كتاب الله وسنة نبيه فقد اقصتهما السياسة الأموية عن واقع الحياة.

2 ـ جهاد الظالمين من حكام بني أمية الذين ساسوا المسلمين بالظلم والجور وارغموهم على ما يكرهون.

3 ـ الدفاع عن حقوق المستضعفين وتوفير العطاء للمحرومين فقد حرموا من جميع حقوقهم الشرعية طيلة الحكم الأموي.

4 ـ قسمة الفيء وسائر الحقوق المالية على المسلمين بالسواء فقد نهبها الامويون وانفقوها على ملاذهم ورغباتهم الخاصة.

5 ـ نصرة دعاة الحق الذين يعنون بشئون الأمة ويسهرون على صالحها وهم الهداة من أهل البيت (عليهم السلام).

لقد ثار زيد من أجل أن يحقق هذه الاهداف العظيمة في ربوع الوطن الاسلامي الكبير وينقذ الأمة من عسف الامويين وظلمهم وبطشهم ؛ وبعد ما توفرت لزيد القوة العسكرية الهائلة التي يبلغ عددها فيما يقول بعض المؤرخين أربعين الفا رأى أن يفجر الثورة ويزحف بجيوشه الى احتلال الكوفة والاطاحة بالحكم الأموي.

وانطلقت جيوشه من جبانة سالم وهي تهتف بجياة زعيمها العظيم زيد وسقوط الحكم الاموي وتنادي بشعار الشيعة يا منصور امت ولما رأى زيد الرايات تخفق على رأسه قال : الحمد لله الذي هداني والله اني كنت استحي من رسول الله (صلى الله عليه واله) أن أرد الحوض ولم آمر بمعروف وخطب في جيوشه فقال لهم : عليكم بسيرة أمير المؤمنين علي بالبصرة والشام لا تتبعوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ولا تفتحوا مغلقا والله على ما نقول وكيل.

وبدأت الحرب في ليلة شديدة البرد لسبع بقين من المحرم سنة  122ه‍ وجرت مناوشات واصطدام مسلح بين اتباع زيد وبين الجيوش الاموية تحت قيادة والي الكوفة يوسف بن عمر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.