أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/11/2022
1671
التاريخ: 15-8-2016
3661
التاريخ: 15-04-2015
5546
التاريخ: 12-8-2016
3632
|
قام الامام أبو جعفر (عليه السلام) بأسمى خدمة للعالم الاسلامي فقد حرر النقد من التبعية إلى الامبراطورية الرومية حيث كان يصنع هناك ويحمل شعار الروم وقد جعله الامام (عليه السلام) مستقلا بنفسه يحمل الشعار الاسلامي وقطع الصلة بينه وبين الروم أما السبب في ذلك فهو ان عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية فترجم له وقد كتب عليه الشعار المسيحي الأب والابن والروح فأنكر ذلك وكتب إلى عامله على مصر عبد العزيز بن مروان بأبطال ذلك وأن يحمل المطرزين للثياب والقراطيس وغيرها على أن يطرزوها بشعار التوحيد ويكتبوا عليها {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18] وكتب إلى عماله في جميع الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده شيء بعد هذا النهي وقام المطرزون بكتابة ذلك فانتشرت في الآفاق وحملت إلى الروم ولما علم ملك الروم بذلك انتفخت أوداجه واستشاط غيظا وغضبا فكتب إلى عبد الملك أن عمل القراطيس بمصر وسائر ما يطرز إنما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته فان كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت وإن كنت قد أصبت فقد أخطئوا فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الاعلاق حالة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهدية ؛ ولما قرأ عبد الملك الرسالة أعلم الرسول أنه لا جواب له عنده كما رد الهدية وقفل الرسول إلى ملك الروم فأخبره الخبر فضاعف الهدية وكتب إليه ثانيا يطلب بإعادة ما نسخه من الشعار ولما انتهى الرسول إلى عبد الملك رده مع هديته وظل مصمما على فكرته فمضى الرسول إلى ملك الروم وعرفه بالأمر فكتب إلى عبد الملك يتهدده ويتوعده وقد جاء في رسالته : انك قد استخففت بجوابي وهديتي ولم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها فجريت على سبيلك الأول وقد أضعفتها ثالثة وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه أو لآمرن بنقش الدنانير والدراهم فانك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلا ما ينقش في بلادي ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الاسلام فينقش عليها شتم نبيك فاذا قرأته أرفض جبينك عرقا فأحب أن تقبل هديتي وترد الطراز إلى ما كان عليه ويكون فعل ذلك هدية تودني بها وتبقى الحال بيني وبينك ...
ولما قرأ عبد الملك كتابه ضاقت عليه الأرض وحار كيف يصنع وراح يقول : احسبني أشأم مولود في الاسلام لأني جنيت على رسول الله (صلى الله عليه واله) من شتم هذا الكافر وسيبقى علي هذا العار إلى آخر الدنيا فان النقد الذي توعدني به ملك الروم إذا طبع سوف يتناول في جميع أنحاء العالم.
وجمع عبد الملك الناس وعرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأيا حاسما وأشار عليه روح بن زنباع فقال له : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه فأنكر عليه عبد الملك وقال له : ويحك من؟ .
- عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله) .
فأذعن عبد الملك وصدقه على رأيه وعرفه أنه غاب عليه الأمر وكتب من فوره إلى عامله على يثرب يأمره بأشخاص الامام وأن يقوم برعايته والاحتفاء به وأن يجهزه بمائة ألف درهم وثلاثمائة ألف درهم لنفقته ولما انتهى الكتاب إلى العامل قام بما عهد إليه وخرج الامام من يثرب إلى دمشق فلما سار إليها استقبله عبد الملك واحتفى به وعرض عليه الأمر فقال (عليه السلام) : لا يعظم هذا عليك فانه ليس بشيء من جهتين : إحداهما ان الله عز وجل لم يكن؟؟؟ ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله (صلى الله عليه واله) والأخرى وجود الحيلة فيه..
وطفق عبد الملك قائلا : ما هي؟ ..
قال (عليه السلام) : تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله (صلى الله عليه واله) احدهما في وجه الدرهم والآخر في الوجه الثاني وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وعشرة منها وزن ستة مثاقيل وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل فتكون أوزانها جميعا واحدا وعشرين مثقالا فتجزئها من الثلاثين فيصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان فتضرب الدراهم على وزن عشرة والدنانير على وزن سبعة مثاقيل ؛ وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الاسلامي وأن يكون التعامل بها وتلغى السكة الأولى ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها وترجع إلى المعامل الاسلامية لتصب ثانيا على الوجه الاسلامي.
وامتثل عبد الملك ذلك فضرب السكة حسبما رآه الامام (عليه السلام) ولما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده وخاب سعيه وظل التعامل بالسكة التي صممها الامام (عليه السلام) حتى في زمان العباسيين .
وذكر ابن كثير ان الذي قام بهذه العملية الامام زين العابدين (عليه السلام) وعلى أي حال فان العالم الاسلامي مدين للامام أبي جعفر بما أسداه إليه من الفضل بإنقاذ نقده من تبعية الروم وجعله مستقلا بنفسه يصنع في بلد المسلمين ويحمل الشعار الاسلامي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|