المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



الامام الباقر وتحرير النقد الاسلامي  
  
3420   07:12 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص36-39.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

قام الامام أبو جعفر (عليه السلام) بأسمى خدمة للعالم الاسلامي فقد حرر النقد من التبعية إلى الامبراطورية الرومية حيث كان يصنع هناك ويحمل شعار الروم وقد جعله الامام (عليه السلام) مستقلا بنفسه يحمل الشعار الاسلامي وقطع الصلة بينه وبين الروم أما السبب في ذلك فهو ان عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية فترجم له وقد كتب عليه الشعار المسيحي الأب والابن والروح فأنكر ذلك وكتب إلى عامله على مصر عبد العزيز بن مروان بأبطال ذلك وأن يحمل المطرزين للثياب والقراطيس وغيرها على أن يطرزوها بشعار التوحيد ويكتبوا عليها {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18] وكتب إلى عماله في جميع الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم ومعاقبة من وجد عنده شيء بعد هذا النهي وقام المطرزون بكتابة ذلك فانتشرت في الآفاق وحملت إلى الروم ولما علم ملك الروم بذلك انتفخت أوداجه واستشاط غيظا وغضبا فكتب إلى عبد الملك أن عمل القراطيس بمصر وسائر ما يطرز إنما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته فان كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت وإن كنت قد أصبت فقد أخطئوا فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت وقد بعثت إليك بهدية تشبه محلك وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الاعلاق حالة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهدية ؛ ولما قرأ عبد الملك الرسالة أعلم الرسول أنه لا جواب له عنده كما رد الهدية وقفل الرسول إلى ملك الروم فأخبره الخبر فضاعف الهدية وكتب إليه ثانيا يطلب بإعادة ما نسخه من الشعار ولما انتهى الرسول إلى عبد الملك رده مع هديته وظل مصمما على فكرته فمضى الرسول إلى ملك الروم وعرفه بالأمر فكتب إلى عبد الملك يتهدده ويتوعده وقد جاء في رسالته : انك قد استخففت بجوابي وهديتي ولم تسعفني بحاجتي فتوهمتك استقللت الهدية فأضعفتها فجريت على سبيلك الأول وقد أضعفتها ثالثة وأنا أحلف بالمسيح لتأمرن برد الطراز إلى ما كان عليه أو لآمرن بنقش الدنانير والدراهم فانك تعلم أنه لا ينقش شيء منها إلا ما ينقش في بلادي ولم تكن الدراهم والدنانير نقشت في الاسلام فينقش عليها شتم نبيك فاذا قرأته أرفض جبينك عرقا فأحب أن تقبل هديتي وترد الطراز إلى ما كان عليه ويكون فعل ذلك هدية تودني بها وتبقى الحال بيني وبينك ...

ولما قرأ عبد الملك كتابه ضاقت عليه الأرض وحار كيف يصنع وراح يقول : احسبني أشأم مولود في الاسلام لأني جنيت على رسول الله (صلى الله عليه واله) من شتم هذا الكافر وسيبقى علي هذا العار إلى آخر الدنيا فان النقد الذي توعدني به ملك الروم إذا طبع سوف يتناول في جميع أنحاء العالم.

وجمع عبد الملك الناس وعرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأيا حاسما وأشار عليه روح بن زنباع فقال له : إنك لتعلم المخرج من هذا الأمر ولكنك تتعمد تركه فأنكر عليه عبد الملك وقال له : ويحك من؟ .

- عليك بالباقر من أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله) .

فأذعن عبد الملك وصدقه على رأيه وعرفه أنه غاب عليه الأمر وكتب من فوره إلى عامله على يثرب يأمره بأشخاص الامام وأن يقوم برعايته والاحتفاء به وأن يجهزه بمائة ألف درهم وثلاثمائة ألف درهم لنفقته ولما انتهى الكتاب إلى العامل قام بما عهد إليه وخرج الامام من يثرب إلى دمشق فلما سار إليها استقبله عبد الملك واحتفى به وعرض عليه الأمر فقال (عليه السلام) : لا يعظم هذا عليك فانه ليس بشيء من جهتين : إحداهما ان الله عز وجل لم يكن؟؟؟ ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله (صلى الله عليه واله) والأخرى وجود الحيلة فيه..

وطفق عبد الملك قائلا : ما هي؟ ..

قال (عليه السلام) : تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله (صلى الله عليه واله) احدهما في وجه الدرهم والآخر في الوجه الثاني وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل وعشرة منها وزن ستة مثاقيل وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل فتكون أوزانها جميعا واحدا وعشرين مثقالا فتجزئها من الثلاثين فيصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان فتضرب الدراهم على وزن عشرة والدنانير على وزن سبعة مثاقيل ؛ وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الاسلامي وأن يكون التعامل بها وتلغى السكة الأولى ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها وترجع إلى المعامل الاسلامية لتصب ثانيا على الوجه الاسلامي.

وامتثل عبد الملك ذلك فضرب السكة حسبما رآه الامام (عليه السلام) ولما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده وخاب سعيه وظل التعامل بالسكة التي صممها الامام (عليه السلام) حتى في زمان العباسيين .

وذكر ابن كثير ان الذي قام بهذه العملية الامام زين العابدين (عليه السلام) وعلى أي حال فان العالم الاسلامي مدين للامام أبي جعفر بما أسداه إليه من الفضل بإنقاذ نقده من تبعية الروم وجعله مستقلا بنفسه يصنع في بلد المسلمين ويحمل الشعار الاسلامي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.