المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اغاثة الكاظم للملهوفين  
  
3364   05:44 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص77-78.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

من ابرز ذاتيات الامام موسى (عليه السّلام) اغاثته للملهوفين و انقاذهم مما ألم بهم من محن الأيام و خطوبها و كانت هذه الظاهرة من أحب الأمور إليه و قد افتى شيعته بجواز الدخول في حكومة هارون بشرط الاحسان الى الناس و قد شاعت عنه هذه الفتوى كفارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان , و يقول الرواة: ان شخصا من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري و قد عجز عن تسديدها و خاف من الحكومة ان تصادر أمواله و تنزل به العقوبة الصارمة فسأل عن الحاكم فأخبروه أنه من شيعة الامام الكاظم (عليه السّلام) فسافر الى يثرب فلما انتهى إليها تشرف بمقابلة الامام و شكا إليه حاله و ضيق مجاله فاستجاب (عليه السّلام) بالوقت له و كتب الى حاكم الري رسالة جاء فيها بعد البسملة: اعلم ان للّه تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلّا من أسدى الى أخيه معروفا أو نفّس عنه كربة أو ادخل على قلبه سرورا و هذا أخوك و السلام ...

و أخذ الرسالة و بعد ادائه لفريضة الحج اتجه صوب وطنه فلما انتهى إليه مضى الى الحاكم ليلا فطرق باب بيته فخرج غلامه فقال له: من أنت؟.

- رسول الصابر موسى بن جعفر ...

فهرع الى مولاه فأخبره بذلك فخرج حافي القدمين مستقبلا له فعانقه و قبل ما بين عينيه و طفق يسأله بلهفة عن حال الامام و هو يجيبه ثم ناوله رسالة الامام فأخذها بإكبار و قبلها فلما قرأها استدعى بأمواله و ثيابه فقاسمه في جميعها و اعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة و هو يقول له: يا أخي هل سررتك؟ ...

و سارع الرجل قائلا: أي و اللّه و زدت على ذلك ...

ثم استدعى الحاكم السجل فشطب على جميع الديون التي على الرجل و اعطاه براءة منها فخرج و قد غمرته موجات من الفرح و السرور و رأى أن يجازي احسانه بإحسان فيمضي الى بيت اللّه الحرام و يدعو له و يخبر الامام بما أسداه عليه من المعروف و لما أقبل موسم الحج سافر الى بيت اللّه الحرام و لما انتهى إليه دعا للرجل بإخلاص و أخبره بما اسداه حاكم الري من الاحسان إليه فسر الامام بذلك سرورا بالغا و التفت إليه الرجل قائلا: يا مولاي هل سرك ذلك؟.

أي و اللّه لقد سرني و سر امير المؤمنين و اللّه لقد سر جدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و لقد سر اللّه تعالى .. و هذه المبادرة تمثل مدى اهتمامه بإغاثة الملهوفين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.