أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2016
8047
التاريخ: 8-8-2016
2788
التاريخ: 2023-02-26
2953
التاريخ: 7-8-2016
2936
|
خفت جيوش المأمون إلى احتلال بغداد بقيادة طاهر بن الحسين وقد حاصرت بغداد وايقن الأمين بالهزيمة فكتب إلى طاهر يطلب منه الأمان لنفسه وعائلته وانصاره وانه يستقيل من الخلافة لأخيه فقال طاهر: الآن ضيق خناقه وهيض جناحه وانهزم فساقه لا والذي نفسي بيده حتى يضع يده في يدي وينزل على حكمي.
و لم يجبه إلى شيء مما اراد , و دام الحصار على بغداد مدة طويلة حتى تخربت فيها معالم الحضارة وعم الفقر والبؤس جميع سكانها وكثر العابثون والشذاذ فقاموا باغتيال الابرياء ونهب الأموال ومطاردة النساء وانبرى جماعة من خيار الناس بقيادة رجل يقال له سهل بن سلامة فمنعوا العابثين من ايذاء الناس وتصدوا لهم بقوة السلاح حتى أخرجوهم من بغداد.
و على أي حال فقد منيت بغداد بأفدح الخسائر وفقدت زينتها وشبابها وشاع الثكل والحزن والحداد في جميع انحائها وقد رثاها جماعة من الشعراء يقول الأعمى في قصيدة له:
و ابكي لاحراق وهدم منازل و قتل وانهاب اللهى والذخائر
و ابراز ربات الخدور حواسرا خرجن بلا خمر ولا بمازر
تراها حيارى ليس تعرف مذهبا نوافر كأمثال الظباء النوافر
كأن لم تكن بغداد أحسن منظرا و ملهى رأته عين لاه وناظر
بلى هكذا كانت فاذهب حسنها و بدد منها الشمل حكم المقادر
و حل بهم ما حل بالناس قبلهم فأضحوا أحاديثا لباد وحاضر
أ بغداد يا دار الملوك ومجتنى صفوف المنى يا مستقر المنابر
و يا جنة الدنيا ويا مطلب الغنى و مستنبط الأموال عند المتاجر
أبيني لنا أين الذين عهدتهم يحلون في روض من العيش ناضر
و اين الملوك في المواكب تغتدي تشبه حسنا بالنجوم الزواهر
و القصيدة كلها توجع والم على ما حل ببغداد من الدمار الشامل في الأموال والأنفس ويصف شاعر آخر حالة بغداد وما حل بها من الخراب يقول:
من ذا أصابك يا بغداد بالعين أ لم تكوني زمانا قرة العين
أ لم يكن فيك قوم كان قربهم و كان مسكنهم زينا من الزين
صاح الزمان بهم بالبين فانقرضوا ما ذا لقيت بهم من لوعة البين
و رثى شاعر آخر بغداد وما حل بأهلها من الخطوب والنكبات يقول:
بكت عيني على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق
تبدّلنا هموما من سرور و من سعة تبدّلنا بضيق
اصابتنا من الحساد عين فافنت أهلنا بالمنجنيق
فقوم أحرقوا بالنار قسرا و نائحة تنوح على غريق
و صائحة تنادي يا صحابي و قائلة تقول أيا شقيقي
و حوراء المدامع ذات دل مضمخة المجاسد بالخلوق
تنادي بالشفيق فلا شفيق و قد فقد الشفيق مع الرقيق
و قوم أخرجوا من ظل دنيا متاعهم يباع بكل سوق
و مغترب بعيد الدار ملقى بلا رأس بقارعة الطريق
توسط من قتالهم جميعا فما يدرون من أي الفريق
فلا ولد يقيم على أبيه و قد هرب الصديق عن الصديق
و حكت هذه القصيدة الحالة الراهنة في بغداد من انتشار القتل وفقدان الأمن وشيوع الخوف في جميع ارجاء بغداد.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|