أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
413
التاريخ: 4-9-2016
475
التاريخ: 4-9-2016
524
التاريخ: 5-9-2016
2155
|
الدليل الذي يستند إليه الفقيه في استنباط الحكم الشرعي إما أن يؤدي إلى العلم بالحكم الشرعي أو لا ، ففي الحالة الاولى يكون الدليل قطعيا ويستمد شرعيته وحجيته من حجية القطع، لانه يؤدي إلى القطع بالحكم، والقطع حجة بحكم العقل فيتحتم على الفقيه أن يقيم على أساسه استنباطه للحكم الشرعي.
ومن نماذج الدليل القطعي كل آية كريمة تدل على حكم شرعي بصراحة ووضوح لا يقبل الشك والتأويل، ومن نماذجه أيضا القانون القائل كلما وجب الشيء وجبت مقدمته ، فإن هذا القانون يعتبر دليلا قطعيا على وجوب الوضوء بوصفه مقدمة للصلاة.
وأما في الحالة الثانية فالدليل ناقص لانه ليس قطعيا، والدليل الناقص إذا حكم الشارع بحجيته وأمر بالاستناد إليه في عملية الاستنباط بالرغم من نقصانه، أصبح كالدليل القطعي وتحتم على الفقيه الاعتماد عليه. ومن نماذج الدليل الناقص الذي جعله الشارع حجة خبر الثقة، فإن خبر الثقة لا يؤدي إلى العلم لاحتمال الخطأ فيه أو الشذوذ، فهو دليل ظني ناقص، وقد جعله الشارع حجة وأمر باتباعه وتصديقه، فارتفع بذلك في عملية الاستنباط إلى مستوى الدليل القطعي. وإذا لم يحكم الشارع بحجية الدليل الناقص فل يكون حجة ولا يجوز الاعتماد عليه في الاستنباط، لانه ناقص يحتمل فيه الخطأ. وقد نشك ولا نعلم هل جعل الشارع الدليل الناقص حجة أو لا ولا يتوفر لدينا الدليل الذي يثبت الحجية شرعا أو ينفيها، وعندئذ يجب أن نرجع إلى قاعدة عامة يقررها الاصوليون بهذا الصدد، وهي القاعدة القائلة: إن كل دليل ناقص ليس حجة ما لم يثبت بالدليل الشرعي العكس ، وهذا هو معنى ما يقال في علم الاصول من أن الاصل في الظن هو عدم الحجية إلا ما خرج بدليل قطعي .
ونستخلص من ذلك أن الدليل الجدير بالاعتماد عليه فقهيا هو الدليل القطعي أو الدليل الناقص الذي ثبتت حجيته بدليل قطعي.
تقسيم البحث:
والدليل في المسألة الفقهية سواء كان قطعيا أو لم يكن ينقسم إلى ثلاثة أقاسم:
1- الدليل اللفظي وهو الدليل المستمد من كلام المولى، كما إذا سمعت مولاك يقول: أقيموا الصلاة، فتستدل بذلك على وجوب الصلاة.
2- الدليل البرهاني (1) وهو الدليل المستمد من قانون عقلي عام، كما إذا ثبت لديك وجوب الوضوء بوصفه مقدمة للصلاة استنادا إلى القانون العقلي العام الذي يقول: كلما وجب الشيء وجبت مقدمته .
3- الدليل الاستقرائي وهو الدليل المستمد من تتبع حالات كثيرة، كما إذا استطعت أن تعرف أن أباك يأمرك بالإحسان إلى جارك الفقير عن طريق تتبعك لذوقه وأمره بالإحسان إلى فقراء كثيرين في حالات مماثلة. ولكل من هذه الادلة الثلاثة نظامه الخاص ومنهجه المتميز وعناصره المشتركة..
_____________
(1) لا نريد بكلمة البرهان مصطلحها المنطقي، بل نريد بها الطريقة القياسية في الاستدلال، غير أنا تحاشينا عن استخدام كلمة القياس بدلا عن كلمة البرهان، لان له معنى في المصطلح الاصولي يختلف عن مدلولها المنطقي الذي نريده هنا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|