أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-3-2019
982
التاريخ: 29-3-2018
879
التاريخ: 8-5-2020
1363
التاريخ: 4-08-2015
1071
|
إنَّ الأُصول العلمية أَثبَتَتْ نفاد الطاقات الموجودة في الكون باستمرار ، و تَوَجُّهَها إلى درجة تنطفئُ معها شعلةُ الحياة و تنتهي بسببه فعالياتُها و نشاطاتُها (1). و هذا (نفاد الطاقات وانتهاؤها) يدل على أَنَّ وصفَ الوجود و التَّحقّق للمادة ليس أَمراً ذاتياً لها ، إذ لو كان الوجود و التحقُّق أَمراً ذاتياً لها ، لزم أَنْ لا يفارقها أَزلا و أَبداً ، فنفادها و زوال هذا الوصف عنها خيرُ دليل على أَنَّ الوجودَ أَمرٌ عرضي للمادة ، غيرُ نابع من صميم ذاتها. و يلزم من ذلك أَنْ يكونَ لوجودها بدايةٌ ، لأنَّ لازمَ عدمِ البداية كونُ هذا الوصفِ أَمراً ذاتياً لها كما هو شَأْنُ كُلِّ ذاتيٍّ ، و لو كان ذاتياً لها لوجب أَنْ لا يكون لها نهاية ، مع أَنَّ العلم أثبتَ لها هذه النهاية.
و بعبارة أخرى : إِنَّ الوجودَ للمادة المتحولةِ إِلى الطّاقة ليس أَمراً ذاتياً لها ، و إِلاَّ لوجب أَنْ لا يفارقَها أبداً و أَنْ لا تسير المادة إِلى الفناءِ و انعدام الحياة و الفعالية ، و الحال أَنَّ العلوم الطبيعية اعترفت بأنَّ المادة سينتهي سلطانُها و تفنى قوَّتُها و طاقاتها و تموت و تبرد. فالمفارقة في جانب النهاية دليل على عدم كونِ الوجود ذاتياً للمادة ، و كونُه غيرَ ذاتيٍّ يلازم أَنْ يكونَ لها بداية، و هذا هو ما نقصده من حدوث المادَّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ أثبت العلم بكل وضوح أَنَّ هناك انتقالا حرارياً مستمراً من الأَجسام الحارة إِلى الأَجسام الباردة و لا يمكن أَنْ يَحْدُثَ العكسُ بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارةُ فترتَدُّ من الأَجسام الباردة إلى الأَجسامِ الحَارة. و معنى ذلك أنَّ الكون يتجه إلى درجة تتساوى فيها جميع الأَجسام و يَنْضُبُ فيها مَعينُ الطاقة. و يومئذ لن تكون هنالك عملياتٌ كيميائية أو طبيعيةٌ ، ولن يكون هنالك أَثَر للحياة نفسِها في هذا الكون. و لما كانت الحياة لا تزال قائمة ، و لا تزال العمليات الكيميائية و الطبيعية تسير في طريقها ، فإننا نستطيع أَنْ نستنتج أَنَّ هذا الكون لا يمكن أَنْ يكون أَزلياً و إِلا لاستهلك طاقاته منذ زمن بعيد و توقف كلّ نشاط في الوجود. و هكذا توصَّلت العلومُ دونَ قصد إلى أَنَّ لهذا الكونِ بِدايةٌ.
وباختصار : إِنَّ قوانين الدّيناميكا الحرارية تدلّ على أنَّ مكوناتِ هذا الكونِ تفقد حرارتها تدريجياً و أنَّها سائرةٌ حتماً إلى يوم تصير فيه جميع الأجسام تحت درجة من الحرارة البالغة الإِنخفاض هي الصّفر المطلق. و يومئذ تنعدمُ الطاقة و تستحيلُ الحياة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|