المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

ادارة الموارد البشرية في الفكر الاسلامي
7-5-2018
إحاطة الخطيئة
23-10-2014
Congruence
20-10-2020
الغازات النبيلة
12-3-2018
مبيدات الادغال (مبيد فلوميتسولام (Flumetsulam
8-10-2016
حكم من غلب عليه الكفّار وأقام سنين لا يؤدّي الزكاة ثم غلب عليه الإِمام
24-11-2015


صوم يوم عيد الغدير  
  
2916   01:00 مساءاً   التاريخ: 3-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص345-346.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

روى الفياض بن محمد بن عمر الطوسي انه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) في يوم الغدير و بحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار و قد قدم الى منازلهم الطعام و البر و الصلات و الكسوة حتى الخواتيم و النعال و قد غيّر من أحوالهم و أحوال حاشيته و جددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه و هو يذكر فضل اليوم و قدمه فكان من قوله: حدثني الهادي أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) أنه اتفق في زمانه الجمعة و الغدير فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم ثم ذكر خطبته (عليه السّلام) بطولها الى أن قال : ثم إن اللّه تعالى جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم أحدهما إلّا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنيعه ثم ذكر من فضل يوم الغدير شيئا كثيرا جدا الى أن قال : فالدرهم فيه بمائة الف درهم و المزيد من اللّه عزّ و جلّ و صوم هذا اليوم مما ندب اللّه تعالى إليه و جعل الجزاء العظيم كفاء له عنه حتى لو تعبد عبد من العبيد في الشبيبة من ابتداء الدنيا الى تقضيها صائما نهارها قائما ليلها اذا اخلص المخلص في صومه لقصرت إليه ايام الدنيا عن كفائه و من أسعف أخاه مبتدئا و برّه راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليلته و من أفطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فياما و فياما يعدها بيده عشرة فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين و ما الفيام ؟ قال: مائة الف نبي و صدّيق و شهيد فكيف بمن تكفّل عددا من المؤمنين و المؤمنات و أنا ضمينه على اللّه تعالى الأمان من الكفر و الفقر و إن مات في ليلته أو يومه أو بعده الى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على اللّه و من استدان لإخوانه و أعانهم فأنا الضامن على اللّه إن بقاه قضاه و إن قبضه حمله عنه و إذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم و تهابوا النعمة في هذا اليوم و ليبلغ الحاضر الغائب و الشاهد الباين و ليعد الغني الفقير و القوي على الضعيف أمرني رسول اللّه بذلك ثم أخذ (عليه السّلام) في خطبته و جعل صلاة جمعته صلاة عيد و انصرف بولده و شيعته الى منزل الحسن بن‏ علي (عليه السّلام) بما أعدّ له من طعام و انصرف غنيهم و فقيرهم برفده الى عياله‏ .

ان عيد الغدير من أهم الاعياد الاسلامية ففي هذا اليوم الخالد أقام الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) الامام أمير المؤمنين خليفة من بعده و مرجعا لأمته و قد أثرت الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السّلام) باستحباب صومه و ترتيب آثار العيد عليه و قد وفقت الطائفة الامامية لاحيائه و اقامة المهرجانات الأدبية التي تتلى فيها آيات الشعر و روائع الكلمات التي تشيد بفضل أبي الحسين (عليه السّلام) كما تؤم مرقده الشريف آلاف الزائرين في هذا اليوم احياء لذكراه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.